تكنولوجيا

‎"‎العلاج المناعي".. بشرى لمرضى السرطان

تم النشر في 9 كانون الثاني 2021 | 00:00

ثمة أبواب جديدة يطرقها العلم كل يوم، بحثا عن علاجات فعالة للأمراض ‏المستعصية، ومن بين الجهود التي كُشفت مؤخرًا في بحث منشور في دورية نيتشر ‏المرموقة؛ تقنية جديدة من شأنها تحسين العلاج المناعي للسرطان، باستخدام ‏الأدوية المضادة للكوليسترول‎.‎

ووفقًا لمجلة " ساينتفك أميركان" العلمية فإن اكتشاف العلاج المناعي للسرطان، بدأ ‏في عام 1981، عندما اكتشف الجراح الأميركي ويليام كولي -عن طريق الصدفة- ‏أن حقن الأورام السرطانية بسلالات معينة من البكتيريا يحفز الجهاز المناعي ‏للقضاء على تلك الأورام‎.‎

وجاء اكتشاف العلاج المناعي أثناء متابعة "كولي" حالة مريض كان مصابًا ‏بسرطان العنق -فئة من السرطانات تحدث في منطقة الرأس والعنق- الذي كان ‏مصابًا أيضًا بعدوى بكتيرية؛ إذ فوجئ باختفاء الأورام وتعافي المريض‎.‎

وبحسب الدراسة التي أجراها فريق بحثي مشترك من جامعات صينية وأمريكية، ‏فإن العلاجات المناعية للسرطان نجحت في تمكين نسبة تتراوح بين 10%، ‏و30% من المرضى الحاصلين عليها من البقاء على قيد الحياة لفتراتٍ طويلة، ‏لكنها لا تزال غير فعالة في علاج غالبية مرضى السرطان‎.‎

تحسين العلاج المناعي

من جانبه، يقول تشوان يوان لي، أستاذ الأمراض الجلدية والصيدلة وبيولوجيا ‏السرطان، بالمركز الطبي لجامعة ديوك الأميركية، والباحث الرئيسي في الدراسة، ‏إن الشيء الجديد الذي تبشر به الدراسة هو أنه قد يكون من الممكن تحسين العلاج ‏المناعي للسرطان باستخدام الأدوية المضادة للكوليسترول (التي تسمى مثبطات‎ ‎PCSK9) ‎المستخدمة بالفعل في العيادات‎.‎

ويضيف "لي" لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الدراسة الجديدة أظهرت أن تثبيط أو ‏حذف بروتين يسمى‎ PCSK9 ‎يمكن أن يزيد من الفعالية العلاجية للعلاج المناعي ‏للحصار المفروض على السرطانات في الفئران‎.‎

ويردف: من المعروف أن بروتين‎ PCSK9 ‎هدف مهم في أمراض القلب، وقد تمت ‏الموافقة بالفعل على العديد من الأدوية التي تستهدف‎ "PCSK9" ‎لخفض نسبة ‏الكوليسترول في المرضى الذين لا يستجيبون لعقاقير الستاتين، وهي فئة من ‏الأدوية المخفضة للكوليسترول عبر تثبيط الأنزيم‎ HMG-CoA reductase.‎

تجد الإشارة إلى أن الكوليسترول، مادة شمعية وجودها هام للجسم، لكن ارتفاع ‏مستواها يؤدي إلى مشكلات صحية، من بينها الإصابة بجلطات، لكن من الجوانب ‏الإيجابية لـ "الكوليسترول"، المساهمة في تكوين الجدار الخلوي، وصناعة العديد ‏من الهرمونات (مثل هرمونات الذكورة والأنوثة والكورتيزول‎).‎

كما أن مادة الكوليسترول تساعد في إنتاج فيتامين "د" المسؤول عن تنظيم نسبة ‏الكالسيوم في الجسم، وبالتالي الحفاظ على صحة الأسنان والعظام، وهي الفوائد ‏التي تسهم في النتائج التي انتهت إليها الدراسة التي بين أيديننا‎.‎

مستقبل علاج السرطان

يعود "لي" ليوضح الفائدة المحتملة لتثبيط بروتين‎ PCSK9 "‎تتمثل الفائدة الأساسية ‏في احتمالية نجاح التجارب السريرية البشرية، مما يؤدي إلى زيادة نجاح العلاج ‏المناعي للسرطان مع آثار جانبية أقل عند مقارنته بالطرق الأخرى‎".‎

وعن أهمية العلاج المناعي في المستقبل يؤكد "لي" أن دوره سيكون حاسمًا في ‏مكافحة السرطان؛ لأنه يستهدف قدرة الجسم الفطرية على تحديد الخلايا السرطانية ‏المارقة والقضاء عليها، ومن الأمور المبشرة بالخير هنا أن بعض المرضى -على ‏قلة أعدادهم- قد نجوا لفترة طويلة ولا يزالون خاليين من الأورام‎.‎

ويختم "لي" حديثه لموقع سكاي نيوز عربية: التحدي الذي يواجه باحثي السرطان ‏هو زيادة معدل نجاح العلاج المناعي للسرطان بحيث يصبح هناك عدد أكبر من ‏المرضى يتم شفائهم من السرطانات على المدى الطويل‎.‎




سكاي نيوز عربية ‏