أخبار لبنان

مدينة تصدّ غزو "كورونا" من خلف أسوار "الحجر " !

تم النشر في 15 كانون الثاني 2021 | 00:00

لطالما يستحضر "الصيداويون" ابان الأزمات وحين يحدق خطر داهم بمدينتهم ، محطات تاريخية سطرت خلالها صيدا ملاحم في التصدي للغزاة الذين كانوا ينهزمون عند أسوار صمودها ، وقلعتها البحرية شاهدة عصور على بعض هذه المحطات والملاحم المشرفة .

واليوم ، وان اختلفت طبيعة الغزو وذلك العدو الغازي الذي يتهدد المدينة ولبنان والعالم ، فإن عاصمة الجنوب قررت اغلاق قلعتها وأسوارها وكافة مرافقها بوجهه ، والتصدي لفيروس كورونا بأعلى درجات التيقظ و"التسلح" بالتعبئة العامة والاقفال وحظر التجول والوقاية ، فسجلت عاصمة الجنوب صيدا لليوم الثاني على التوالي التزاما شبه تام بمقررات المجلس الأعلى للدفاع الا للاستثناءات او من حصل على اذن خروج.. فخلت الساحات والشوارع والأسواق من الحركة الا من تدابير واجراءات القوى الأمنية او من اضطر للخروج باستثناء او بإذن لتأمين احتياجاته او لقضاء " مشوار " ضروري .. وحدها تدابير وحواجز قوى ألأمن الأداخلي ودوريات امن الدولة وشرطة البلدية ومن استثني او حظي بإذن خروج خرقت حركتهم مشهد الاقفال والحظر .

يوم آخر عاشه ابناء المدينة وقاطنوها في عهدة التعبئة والحجر او الحد الأقصى من الاجراءات الوقائية، يترقبون من خلف أبواب ونوافذ او من على شرفات او من على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام  "صمود " مدينة قررت حجر نفسها على ان تموت بوباء خبيث !. معظمهم يمضي اوقاته في دراسة او عمل عن بعد او في ممارسة رياضة او هواية او قراءة او كتابة او مشاهدة تلفزيون، او المشي لبعض الوقت في فناء دار او حديقة او جوار البيت اذا سمح الطقس بذلك..

وللأسبوع الثاني على التوالي منذ الاغلاق الجزئي الأول بقيت مساجد المدينة مقفلة امام المصلين وغابت صلة وخطب الجمعة ، التزاما بتعميم المديرية العام للاوقاف الاسلامية ، فيما ارتفعت من مآذنها آيات الذكر الحكيم  والدعاء تضرعا الى الله  لرفع  البلاء والوباء.


رأفت نعيم