أخبار لبنان

في ذكرى اليورو بوند

تم النشر في 19 كانون الثاني 2021 | 00:00

قفا - نحك

لم يخفِ "فيضان "كورونا فايروس" تخبط الحكم تجاه الأزمة المالية-النقدية، ولا يزال تضارب ‏الأرقام التي قدمت في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نقطة سوداء في سجل لبنان لدى ‏المراجع المالية الدولية. ويقر ممثلو الصندوق بغياب جدية لبنانية لإصلاح الحال، من أجل ‏مصلحتها الخاصة، وتترك البلد يحترق، فيما البرلمان يتصرّف كما لو أنّه "ممثل لمصالح القوى ‏السياسية لا الشعب". وقد لخصت المديرة العامة للصندوق كريستالينا جورجييفا، في حديث ‏صحافي، قبيل نهاية العام، وضع لبنان، اقتصاديا، بأنه "كارثي" بسبب عدم توافر "الإرادة ‏السياسية"، وشريك" مستعد "حقا للالتزام مع صندوق النقد الدولي"، بضرورة "إجراء تدقيق في ‏حسابات المؤسسات المالية، بما في ذلك مصرف لبنان". وتابعت أنه ينبغي أيضاً صوغ برنامج ‏اقتصادي "ذي صدقية "، كشرط لإعادة هيكلة الدين اللبناني. ويربط المجتمع الدولي أي مساعدة ‏جدية للبنان بتنفيذ إصلاحات بنيوية منها تقليص النفقات العامة وتحسين الإيرادات الضريبية، ‏وضبط الحدود وإصلاح المرافق العامة وعلى رأسها قطاع الكهرباء الذي كبّد خزينة الدولة أكثر ‏من 55 مليار دولار منذ "صادر" "التيار الوطني الحر" حقيبة وزارة الطاقة. وهو ما انطوت ‏عليه المبادرة الفرنسية بإصرارها على إصلاح قطاع الكهرباء كبند أول للحصول على الـ11 ‏مليار دولار التي يعتزم "مؤتمر سيدر" تقديمها للبنان‎.‎

لكنه العناد السياسي المرضي نفسه الذي أدى إلى إدخال لبنان في لائحة الدول الممتنعة عن سداد ‏ديونها والمؤهلة لدخول لائحة الدول الفاشلة. فالذين اصروا على عدم سداد قروض اليورو بوند، ‏ونصحوا ببيع سنداتها في السوق السوداء عكسوا الصورة الأوضح للفشل نصحا واستشارة ‏وإدارة. يكفي التذكير بأن "مؤتمر سيدر" قرر دعم لبنان" ماليا، عام 2018، واليوم، بعد 3 ‏سنوات ونيف من انعقاده لا تزال الـ11 مليار دولار رهين حلف الدويلة مع طموحات الصهر ‏التي لا تنضب‎.‎

بعد أيام، بالكاد تبلغ الشهرين، "سيحتفي" اللبنانيون بقرار "العهد القوي" باٌلإمتناع عن سداد ‏قرض اليوروبوند البالغ 1,2 مليار دولار، وسيكون أبرز حاضري الإحتفاء ارتفاع نسب البطالة ‏والتضخم وتدهور سعر صرف الليرة، وندرة الدولار الأميركي، وتوسع انتشار الفقر، وتزايد ‏الباحثين في مستوعبات النفايات عما يقي اطفالهم الجوع. فحكومة دياب، يومذاك، لم تأخذ ‏بضرورة تجنب ارتداد هذ الإمتناع على موقع لبنان الإئتماني، دوليا، ولا أخذت باقتراح "حل ‏وسط" يقسّط سداد السندات على دفعتين أو أكثر، ويحفظ ما يكفي من النقد الاجنبي لاستيراد ‏الاحتياجات الضرورية للناس وعدم خسارة الثقة الدولية. كما جانبت موقف جمعية المصارف ‏بسداد السندات المستحقة، ومن ثم اعادة جدولة الاستحقاقات الاخرى في السنين التالية، وقيمتها ‏‏92 مليار دولار‎.‎

لكن، أين هي هذه المفاوضات راهنا؟ لم يلمس اللبنانيون، منذ الإمتناع عن السداد أي جدية تجاه ‏الأمر، كما تجاه ما عداه، وانفجار المرفأ عنوان فضّاح‎.‎



راشد فايد - النهار ‏