منوعات

في زمن كورونا.. كيف حققت "نتفليكس" 2.7 مليار دولار خلال 2020؟

تم النشر في 24 كانون الثاني 2021 | 00:00

رغم الخسائر التي منيت بها العديد من الصناعات والخدمات خلال عام 2020، تحت وطأة ‏تفشي جائحة كورونا، واضطرار المستهلكين إلى التباعد الاجتماعي والتزام المنازل؛ إلا أنه لهذا ‏السبب كانت تطبيقات الويب هي الرابح الأكبر خلال عام جائحة كورونا، على رأسها تطبيقات ‏الترفيه، لا سيما تطبيقات العرض المنزلي.‏

فقد حقق عملاق البث الترفيهي "نتفليكس" (‏Netflix‏) صافي أرباح وصل إلى 2.761 مليار ‏دولار، وفق تقريرها المالي لعام 2020، كما حصدت عددا غير مسبوق من المشتركين حول ‏العالم؛ بلغ 204 ملايين مشترك، منهم 36 مليون خلال العام الماضي فقط.‏

واجهت نتفليكس منافسة حامية عام 2020 أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع توجه شركات ‏الإنتاج الكبرى إلى إطلاق منصاتها الخاصة للعرض الإلكتروني، وتوسعها في إنتاج وعرض ‏المسلسلات والأفلام والبرامج المنافسة، فقد أمضت هوليود السنوات القليلة الماضية في الاستعداد ‏من أجل مستقبل البث عبر الويب، إذ قدمت كلٌ من "ديزني" (‏Disney‏) و "إن بي سي ‏يونيفرسال" (‏NBCUniversal‏) و"وارنر ميديا" (‏WarnerMedia‏) خدمات البث عبر ‏الإنترنت، ويقدمون خلالها أعمالهم الأصلية، التي كانت في الماضي تمثل أبرز مقتنيات مكتبة ‏نتفليكس الفنية، وعنصر جذب رئيس لمشتركي نتفليكس.‏

وبسبب التنافسية العالية من منصات البث الأخرى، خاصة مع سحب وانتهاء حقوق عرض ‏العديد من برامج وأفلام نتفليكس، توقع خبراء "وول ستريت" (‏Wall Street‏) ألا تزيد ‏اشتراكات نتفليكس خلال نهاية العام 2020 عن 6.1 ملايين مشترك؛ إلا أن "نتفليكس" تجاوزت ‏التوقعات بزيادة تفوق 2 مليون مشترك جديد، وحققت 8.5 ملايين اشتراك جديد خلال الربع ‏الرابع من عام 2020.‏

كما ساعدت عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، واضطرار الجمهور إلى المكوث في ‏منازلهم على تعزيز عمليات الاشتراك في منصات البث بشكل كبير، واستفادت "نتفليكس" من ‏الازدهار العام لصناعة الترفيه المنزلي، بإضافة العديد من العروض الحصرية التي أنتجتها، ‏وحققت انتشارا حول العالم، كان أبرزها الموسم الرابع من "التاج" (‏The Crown‏)، و"مناورة ‏الملكة" (‏The Queen’s Gambit‏)، و"بريدجيرتون" (‏Bridgerton‏) عالميا، وقالت ‏نتفليكس أن هذه العروض حققت نجاحا كبيرا بين جمهورها؛ لتصبح أكثر العناوين مشاهدة في ‏تاريخها.‏

أدركت نتفليكس أنها استنفدت فرصها في سوقها الأول في الولايات المتحدة، لا سيما بعد أن ‏رفعت أسعار اشتراكاتها، وفي الوقت نفسه حولت انتباهها إلى جذب المشتركين في أسواق أخرى ‏حول العالم.‏

فعلى نطاق الشرق الأوسط أنتجت "ما وراء الطبيعة" (‏Paranormal‏) من مصر، وطرحت ‏أكثر من 150 عنوانا عربيا من الشرق الأوسط؛ منها مجموعة أفلام يوسف شاهين، وبعض ‏المسرحيات المصرية الكلاسيكية والسينما اللبنانية و"شمس المعارف" من المملكة العربية ‏السعودية، ومجموعة الأفلام السعودية القصيرة "6 نوافذ في الصحراء". إلى جانب العروض ‏والإنتاجات الحصرية لسينما جنوب وشرق آسيا، بالإضافة إلى إنتاجاتها الأوروبية التي فتحت ‏لها المجال خلال السنوات الأربعة الماضية؛ مما فتح لها أسواقا جديدة خارج حدود الولايات ‏المتحدة الأميركية.‏

وقالت نتفليكس إن 83% من مشتركيها الجدد في 2020 جاؤوا من خارج الولايات المتحدة ‏وكندا، خلال الربع الرابع، إذ جاءت أكبر مكاسب اكتتاب الشركة من منطقة أوروبا والشرق ‏الأوسط وأفريقيا ، حيث أضافت 4.46 ملايين مشترك من هذه الأسواق، فيما أضافت 860 ألف ‏مشترك جديد فقط في الولايات المتحدة وكندا خلال هذه الفترة.‏

وحققت "ديزني+" (+‏Disney‏) في نهاية 2020 زيادة بنحو 23% عن آب من العام نفسه؛ ‏ليصبح عدد مشتركيها حول العالم 73.7 مليون مشترك، فيما يتزايد عدد مشتركي منصة "هولو" ‏‏(‏Hulu‏) داخل الولايات المتحدة بشكل ثابت نسبيا بنحو 1.5 مليون مشترك كل 3 أشهر، ‏ووصل عدد مشتركيها داخل القارة الأميركية الشمالية إلى 36.6 مليون مشترك فقط.‏

وتواصل نتفليكس تعزيز وجودها في أسواقها الجديدة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا من ‏خلال شراء واقتناء وإنتاج عدد من البرامج والمسلسلات، التي تجذب جمهور هذه الأسواق ‏فضلا عن إنتاجاتها الأوروبية والأميركية التي تحقق نجاحا ملحوظا بين بقية شرائح الجمهور في ‏الخارج.‏

وتكتسب نتفليكس ميزة أخرى لا تملكها منصات البث المنافسة هي ميزانية المحتوى الضخمة، ‏والتي سمحت لها بزيادة الإنتاج بشكل كبير مقارنة بمنافسيها. إذ أعلنت الشركة مطلع العام ‏الجاري أنها ستطلق 71 فيلما في 2021؛ أي ما يعادل فيلما جديدا واحدا على الأقل كل أسبوع.‏

ربما تحتفظ نتفليكس بصدارة منصات البث؛ لكن يبدو أن عليها القلق بشأن الأسواق الجديدة التي ‏افتتحتها خلال السنوات الماضية في حال قررت المنصات المنافسة خوضها، وفتح المجال أمام ‏جمهور هذه المنصات للاشتراك فيها.‏