كشفت منظمة العمل الدولية أن جائحة كورونا تسببت في خسارة ما يعادل 255 مليون وظيفة عام 2020، وقالت المنظمة في تقريرها السابع المخصص لآثار الوباء على عالم الأعمال، إنه في عام 2020 «تمت خسارة 8.8 % من ساعات العمل في العالم (مقارنة مع الفصل الرابع عام 2019) ما يعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل» أي خسارة ساعات عمل أكثر بمعدل أربع مرات مقارنة مع فترة الأزمة المالية عام 2009.
وأوضح رئيس منظمة العمل الدولية جاي رايدر أن هذه أشد أزمة في عالم العمل منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات.وأكد رايدر أن 81 مليون شخص آخر لم يسجلوا كعاطلين عن العمل ولكنهم «ببساطة خرجوا من سوق العمل، وذلك بسبب أنهم غير قادرين على العمل أو بسبب القيود الوبائية أو الالتزامات الاجتماعية تخلوا عن البحث عن عمل».
وذكرت المنظمة في تقريرها أن ساعات العمل الضائعة العام الماضي قلصت دخل العمالة العالمي بنسبة 8.3%، وأضافت أن هذا يمثل انخفاضا بنحو 3.7 تريليونات دولار أو 4.4 % من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
وأشارت المنظمة إلى الأثر غير المتكافئ للأزمة على العمال في العالم، حيث أثرت على النساء والعمال الأصغر سنا أكثر بكثير من غيرهم، على الصعيد العالمي، بلغت خسائر الوظائف للنساء في العام الماضي 5%، مقارنة بـ3.9 في المائة للرجال.
ومن المرجح أن تعمل النساء في قطاعات الاقتصاد الأكثر تضرراً، كما أنهن يتحملن المزيد من العبء، على سبيل المثال، رعاية الأطفال الذين يجبرون على البقاء في المنزل من المدرسة.
وكان العمال الأصغر سنا ما بين 15 و24 عاما أيضا أكثر عرضة لفقدان وظائفهم بنسبة 8.7 % على مستوى العالم، مقارنة بـ3.7 % للعمال الأكبر سنًا.
كما وجدت منظمة العمل الدولية أن العديد من الشباب أجلوا محاولة دخول سوق العمل بسبب الظروف المعقدة في العام الماضي، محذرة من وجود «خطر حقيقي للغاية لجيل ضائع».
وسلط تقرير المنظمة الضوء على التأثير غير المتكافئ على القطاعات المختلفة، حيث تأثرت خدمات الإقامة والطعام بشكل أكبر، حيث أظهر انخفاضا في التوظيف بأكثر من 20 %.
على النقيض من ذلك، تضخم التوظيف في مجالات المعلومات والاتصالات، وكذلك في التمويل والتأمين.
واستشرافا للمستقبل، دعت منظمة العمل الدولية البلدان إلى تقديم دعم خاص للمجموعات والقطاعات الأكثر تضررا، وكذلك للقطاعات التي من المحتمل أن تكون قادرة على خلق العديد من الوظائف بسرعة.وشددت على الحاجة إلى مزيد من الدعم للبلدان الأفقر ذات الموارد الأقل لتعزيز انتعاش العمالة.
وأثار ظهور العديد من اللقاحات الآمنة والفعالة ضد Covid-19 الآمال في أن العالم سيتمكن قريبا من كبح جماح الوباء، لكن منظمة العمل الدولية حذرت من أن احتمالات انتعاش سوق العمل العالمي هذا العام «بطيئة وغير منتظمة وغير مؤكدة».