يقفل أول اشهر العام ( كانون الثاني ) على تمديدين : تمديد حجر كورونا للإنسان صحةً ومعيشة ، وتمديد حجر العاصفة للطبيعة براً وبحراً.. وبينهما ومعهما يتكيّف الناس ويتابعوا حياتهم كل على طريقته :
-تجاه كورونا بعضهم ملتزم الحجر واقصى درجات الوقاية ، وبعضهم الآخر متفلت منها غير آبه بخطر هذا الوباء !
- وتجاه العاصفة ، بعضهم مستسلم لطقوسها ، " متقوقع " حول مدفئة ، ملازم منزله ، وبعضهم غير متهيب العاصفة رغم حدتها وصقيعها !
ويبدو انه حتى بحر صيدا طبع بطباع انسانها فتراه في ذروة العاصفة ، ثائراً متلاطم الموج مرتفع الأنواء في مكان من الشاطىء .. وتراه في الوقت نفسه ، هادئاً ، مسالماً ، لكن غير مستسلم للسكون في مكان آخر ..!
مشهدان من قلب العاصفة حملهما اليوم الأخير من شهر كانون الثاني من على شاطىء صيدا: شبان يمارسون هواية السباحة وسط الأنواء الثائرة ورغم البرد القارس على المسبح الشعبي للمدينة ، وفتيان بكامل زيهما الشتوي يلهوان مع كلبهما على شاطىء محاذ لميناء المدينة فيما يبدو البحر هادئاً : " شتاء وصيف .. على بحر واحد "!
رأفت نعيم