منوعات

طفلة سورية تفطر القلوب.. نزحت 7 مرات وأحرقتها نيران المخيم

تم النشر في 6 شباط 2021 | 00:00

تكابد الطفلة السورية، دلال، وضعًا صحيا تنفطر لهُ القلوب، بعدما أصيبت بحروق بالغة، في ‏مخيم للنازحين في إدلب، شمالي البلاد، فيما كان الأطباء يرجحون ألا تظل على قيد الحياة بعد ‏الحادث المأساوي‎.‎

وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن دلال التي تبلغ بالكاد 18 شهرا، أصيبت بالحروق ‏داخل المخيم، وحين وصلت إلى مستشفى على الحدود في تركيا، وُصفت بالحالة الميؤوس منها‎.‎




وقالت الطبيبة كاغاتي ديميرسي، إنها تساءلت بكثير من الحيرة، وقتئذ، حول الشيء الذي يمكن ‏القيام به لأجل مساعدة الطفلة الصغيرة وهي تقاوم الأوجاع‎.‎

أضافت أن الطفلة كانت محروقة بالكامل، أما أصابعها فكانت سوداء بالكامل، وكذلك أنفها ‏وأذناها، "لقد كانت مثل الفحم‎".‎

وأردفت الطبيبة "هذا معناه أنها كانت محروقة أصلا. وتبعا لذلك، لم يكن ثمة ما يمكن القيام به ‏في هذه الحالة"، فاللهب كان قد التهم جفون الطفلة وشفاهها‎.‎

وفقدت الطفلة شعر الرأس بأكمله، وامتدت النيران حتى البصيلات، وهو ما يعني أن شعرها لن ‏ينمو مجددا بشكل طبيعي، حتى وإن تجاوزت هذه المحنة وتماثلت للشفاء‎.‎

عندما وصلت الطفلة، كانت أغلب مناطق جسمها الصغير بيضاء اللون، أي أن الجلد كان ما ‏يزال في طور الاحتراق، و هذا مؤشر أيضا على شدة الحروق التي أتت على جسم الطفلة ‏الوهن‎.‎

وقالت الطبيبة إنها لاحظت آثارا للكربون في أنف الطفلة وفي فمها، وهذه علامة على أنها ‏تنفست في هواء ساخن للغاية، كما أن ضررا بالغا لحق برئتها‎.‎

وأوضحت أن الطفلة بدت كمن سقط في قلب النار أو تم وضعها داخل قنبلة "لقد كانت تبدو ‏مصابة بشكل فظيع للغاية‎"‎‏.‏

ودلال واحدة من بين ملايين الأطفال الذين يعانون ويلات الحرب في سوريا، بينما اضطر ‏آخرون إلى مكابدة محنة اللجوء في الخارج، سواء في دول الجوار، أو في بلدان أخرى بعيدة‎.‎

وحتى قبل الحروق، ولدت دلال وعاشت وسط عائلة خبرت ويلات النزوح، واضطرت إلى ‏الانتقال من مكان إلى آخر سبع مرة، منذ أن جاءت الصغيرة إلى الحياة‎.‎

وعلى غرار خمسة من إخوتها، كانت دلال نائمة داخل خيمة في مخيم يقع على بعد 40 كيلومترا ‏شمالي مدينة إدلب، عندما اندلعت النيران‎.‎

ولأن العائلة تعيشُ في خيمة لا تقي برد الشتاء، فإنها لجأت على غرار الجيران إلى إيقاد المدفأة ‏من أجل الحصول على بعض الدفء، لكنه هذا الدفء سرعان ما تحوّل إلى مأساة‎.‎

وبعد هذا الحريق، تم أخذ الطفلة إلى مستشفى حدودي، ثم نقلت بعد ذلك إلى مستشفى في مدينة ‏مرسين على مقربة من أضنة‎.‎

حظوظ ضئيلة

وعندما زار صحافيون من شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، الطفلة دلال، كانت ملفوفة ‏بالضمادات بشكل كامل، فلم يعد يظهر من جسمها سوى جزء صغير جدا من الوجه‎.‎

وتؤكد الطبيعة أن حظوظ الطفلة دلال في أن تنجو كانت ضعيفة للغاية "وربما في حدود 10 في ‏المئة‎".‎

لكن وضع الطفلة دلال أخذ في التحسن بشكل طفيف بعد أيام من العناية المركزة، وهذا الأمر ‏كان بمثابة بارقة أمل للأطباء "إنها محاربة"، بحسب الطبيبة‎.‎

ولا تقف المحنة عند هذا الحد، لأن والدي الطفلة ظلا في المخيم بسوريا، وليسا إلى جانب ابنتهما ‏في هذه الأيام العصيبة وهي تعاني الأوجاع الحادة‎.‎

وفي المستشفى، يقوم أحد الأطباء بربط الاتصال بوالدي الطفلة، ويقوم باطلاعهما على جديد ‏الوضع الصحة للابنة التي ستحتاج وقتا طويلا حتى تتعافى‎.‎

ولا تختلف أوجاع دلال عن محنة كثيرين في عمرها، إذ يهرب كثيرون من المعارك حتى لا ‏يلقوا مصرعهم تحت الأنقاض، فإذا بهم يجدون أنفسهم حطبا للنار بينما يبحثون عن بعض ‏الدفء وسط قسوة الملاجئ وزمهريرها وجوعها، في كل الفصول‎.‎