نفذ القطاع التجاري في مدينة صيدا وقفة عند مدخل السوق التجاري في ساحة النجمة وسط المدينة اطلق خلاله صرخة احتجاج مدوية على عدم شمول هذا القطاع بالمرحلة الأولى من اعادة الفتح التدريجي للبلد وفق برنامج التعبئة العامة المعدل الذي اقرته اللجنة الوزارية لمكافحة وباء كورونا ، وللمطالبة باعادة النظر بالتعديلات لجهة السماح للمحال التجارية بفتح ابوابها خلال ساعات من النهار او في ايام محددة خلال الأسبوع ، مراعاة للأوضاع الاقتصادية والمعيشية البالغة الصعوبة التي يمر بها التجار وعبروا عن هذه الأوضاع والمطالب بلافتات رفعت خلال الوقفة. واعقب التحرك قيام بعض التجار بفتح محالهم لبعض الوقت تأكيدا على مطلبهم قبل ان يعيدوا اقفالها .فيما اجرى رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف الذي تقدم هذا التحرك اتصالات مع القوى الأمنية متمنياً عليهم مراعاة ظروف التجار وعدم تسطير محاضر ضبط بحق من عمدوا لفتح محالهم التجارية.
وتميز تحرك القطاع التجاري بأنه الأكبر والأوسع من نوعه ومن حيث عدد التجار المشاركين فيه ومن مختلف الأطياف تتقدمهم جمعية تجار صيدا وضواحيها ممثلة برئيسها الشريف واعضاء المجلس الاداري . وانضم الى التحرك لاحقاً أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد .
بين مطرقة الأزمة المالية وسندان كورونا
ليس غريباً ان يخرج القطاع التجاري في عاصمة الجنوب الى الشارع احتجاجا على ما الت اليه اوضاع اصحاب المؤسسات والمحال التجارية . وليس جديدا على هذا القطاع ان يتضامن مع نفسه وتحت مظلة جمعية تجار صيدا وضواحيها ليعبر عن وجعه من الضربات التي يتلقاها سواء من مطرقة الأزمة المالية والاقتصادية او من سندان تداعيات جائحة كورونا على هذا القطاع . فمعظم التجار ان لم يكن جميعهم في المدينة اصبحوا عالقين بين هذه وتلك ، ومحاصرين بل ومهددين في لقمة عيشهم التي تعتمد بالدرجة الأولى على عملية البيع بالتجزئة .. ولكن لا سبيل الى بيع او شراء في ظل تمديد التعبئة العامة بنسختها المعدلة والتي لا تشمل في مراحلها الأولى القطاع التجاري ، علماً أنه حتى وان استؤنف فتح المحال التجارية فبالكاد ما تبيعه في ظل تراجع القدرة الشرائية لدى الناس لا يغطي جزءاً من الأعباء المتراكمة على اصحابها .
الشريف
ويقول رئيس جمعية التجار علي الشريف ( الذي يحمل هموم وشجون القطاع والعاملين فيه ويعبر عن صرخة التجار في غير مناسبة وتحرك واجتماع ويتابع أوضاعهم وقضاياهم يوماً بيوم) : ان القطاع التجاري ظلم كثيرا رغم التزامه بكل القرارات التي صدرت عن الدولة وكنا نطبق ونقول نريد ان نحافظ على التباعد وصحة الناس .. واليوم الوقفة هي بسبب ان الوضع الاقتصادي للأسواق التجارية اصبح بالحضيض وافقر التجار وصاروا بحالة عجز وعوز . هذا القطاع الذي اقفل لشهر، يريدون الآن ان يستمر اقفاله لشهر ثان وبالتالي لم يعد يستطيع ان يتحمل وقسم كبير من التجار اصحبوا بحال فقر واذا لم يبيعوا لا يأكلوا. هذا القطاع التجاري هو المظلوم الأول بالقرار لأنه ليس لديه حركة ولا قدرة شرائية لدى الناس لتشتري في ظل التدهور المالي الكبير وارتفاع سعر صرف الدولار الذي افقر الناس اكثر وجعهلم غير قادرين على تأمين الطعام والشراب" .
ويضيف" 90 في المائة من السوق محال صغيرة وتجار اذا لم يشتغلو بيومهم لا يبيعوا ولا يأكلوا ولا يستطيعون شراء دواء فكيف اذا كان لديهم موظفون ويريدون ان يدفعوا رواتبهم .. وهناك ضرائب وايجارات ورسوم كهرباء ومياه وبلدية وضمان والمالية في غيبوبة كاملة تصدر قرارات تطالب التجار بالدفع .. هذا الواقع المرير القطاع لم يعد قادرا على تحمله رغم ان هذا القطاع ليس مسؤولا عن تفشي الوباء بل نحن نحافظ على صحتنا وصحة الناس كلها، لكن المسؤول هو الذي فتح البلد على مصراعيه وادخل حالات الكورونا ليتفشى بين الناس ، واليوم يتخذون قرارات غير عادلة : محال تفتح وتشتغل وتنشر الكورونا في المجتمع ، بينما تقفل المحال التجارية التي لا يدخلها في اليوم سوى زبون او اثنين او ثلاثة وايضا نحن عممننا وكل التجار ملتزمين بالكمامة والتعقيم والتباعد . والمحال التي كانت معروفة غضوا النظر عنها لكن يتم ضرب المؤسسات التجارية التي اصبحت بحال موت سريري واذا لم تعط جرعة اوكسجين باعادة الفتح ضمن الضوابط الصحية لا نستطيع ان نكمل" .
واعلن الشريف انه خلال 48 ساعة سيكون هناك اجتماع لجمعيات التجار في لبنان كله. وقال "في هذا الاجتماع سيتخذ قرار : اما ان يتم تعديل هذا القرار الجائر بحق الأسواق والا سيكون لنا موقف ثاني سنأخذه بوقته. نريد ان يعطونا فسحة امل بأن نفتح خلال ايام محددة في الأسبوع او ضمن وقت محدد في اليوم .
سعد
من جهته يعتبر النائب اسامة سعد الذي حضر متضامناً مع التجار وجمعيتهم ومطالبهم " ان ما نشهده يستدعي من المعنيين التوازن بين الاعتبارات الصحية الخطيرة وبين الأوضاع المعيشية التي تزداد خطورة. لذلك نطالب الدولة ان تراعي هذه المسألة . واننا نقف اليوم الى جانب القطاع التجاري والأسواق وكل من له مصدر رزق يومي وكلنا نعرف انه في ظل هذه الأوضاع الصعبة وبغياب اي دعم ولو بسيط من قبل الدولة لتقف القطاعات على قدميها ولمساعدة الفئات المهمشة وفي ظل اجراءات لا تراعي هذا البعد الاجتماعي الخطير الذي يؤدي الى انفجار اجتماعي والى اهتزاز الأمن.. نسأل الله أن يجنبنا اي فوضى واي انهيار امني وسنبذل جهدنا لكي لا نصل الى اي انهيار او فوضى بالجانب الأمني ".
ويضيف "نطالب الدولة بانصاف هذه القطاعات والتي تشكل 80% من الشعب اللبناني يعتمدون على عملهم اليومي وبالتالي لا امكانية لأن يستمروا هكذا . نطالب معهم كما يطالبون بأن يشملوا بالمرحلة الولى ولا يؤجلوا للمرحلة الثالثة كما ورد عن اللجنة الوزارية .مع التشديد بشكل كبير وصارم على الاجراءات الوقائية الصحية والناس مسؤولة وتفهم وتعرف وقادرة ان تطبق اجراءات وقائية مشددة وصارمة وايضا القوى الأمنية وشرطة البلدية عليهم ان يراقبوا الالتزام ويمكن ان يحددوا ساعات او ايام معينة للعمل ولا مشكلة لدى التجار بذلك".
وشكر سعد رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف والجمعية وكل التجار الذين يتضامنون معا لايجاد حلول للأزمة الصحية وللوضع الاجتماعي .
رأفت نعيم