أعلن التحالف الدولي، الثلاثاء، أن هجوم أربيل تم بواسطة 14 صاروخاً وتسبب بمقتل مدني وإصابة 9 آخرين.
ورأى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن "العمل الإرهابي الذي استهدف أربيل يتزامن مع جهودنا لإبعاد العراق عن الصراعات، ويهدف إلى خلق الفوضى وخلط الأوراق"، مؤكدا مواصلة الجهود "لعدم تحويل العراق إلى حديقة خلفية للصراعات".
وفي وقت سابق، وجّه الكاظمي، بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع الجهات المختصة في إقليم كردستان العراق، وذلك لمعرفة الجهة التي تقف وراء حادث سقوط عدد من الصواريخ على مطار أربيل الدولي.
وندّدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بالهجوم الصاروخي الذي تعرض له مطار أربيل، الذي وقع يوم الاثنين في منطقة كردستان العراق، وأسفر كما أفادت التقارير عن مقتل متعاقد مدني وإصابة عدد آخر بجروح، بينهم جندي أميركي، والعديد من المتعاقدين الأميركيين.
ودعت الى ضرورة ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة.. كما دعت إلى حماية العراق من التناحرات الخارجية.
وفي تطور عاجل، عاد مطار أربيل للعمل بعد توقف دام لساعات بسبب القصف الصاروخي.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة "غاضبة" بسبب الهجوم الصاروخي. وأضاف في بيان "تواصلت مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني لمناقشة الواقعة والتعهد بدعمنا لجميع الجهود المبذولة للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها".
ودان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي بشدة الهجوم، داعيا لمحاسبة المسؤولين عنه. وقال: "سندعم رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في التحقيق في الهجوم".
لجنة تحقيق مشتركة
وكان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، أعلن ليل الاثنين، مقتل مقاول أجنبي مدني وإصابة 5 مدنيين وجندي أميركي في الهجوم الصاروخي على أربيل.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم سرايا أولياء الدم مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة قائلة إنها استهدفت "الاحتلال الأميركي" في العراق. ولم تقدم ما يدل على ادعائها.
إلى ذلك، أفادت "العربية"، فجر الثلاثاء، بأن أمن كردستان عثر على الشاحنات التي استخدمت في إطلاق الصواريخ، مشيرا إلى العثور على 4 صواريخ كاتيوشا لم تنطلق باتجاه أربيل.
ودعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى أخذ مخاطر الهجوم الصاروخي على أربيل بجدية. كما دعا الى العمل على إنهاء التهديدات على شعب كردستان من خلال "حث الحكومة العراقية على تطبيق الدستور العراقي".
وكانت "العربية" قد أفادت في وقت سابق بسقوط صواريخ في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق ، فيما تحلق مروحيات أميركية فوق مطار أربيل بحثا عن مصادر الصواريخ.
الى ذلك، ذكرت مصادر في قوات البشمركة الكردية، إن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ سقطت قرب مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وقال بيان لوزارة الداخلية في كردستان، إن عددا من الصواريخ أطلق باتجاه أربيل وضواحيها في حوالي الساعة 9:30 مساء بالتوقيت المحلي، ما أسفر عن إصابة بعض الأشخاص، دون أن تذكر تفاصيل أخرى.
ونقلت شبكة "رووداو" الكردية عن وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب والأسايش والشرطة باشرت بالتحقيق في الهجوم الصاروخي على أربيل فور وقوعه بالتنسيق مع التحالف الدولي".
وعثرت القوات على منصة إطلاق الصواريخ مثبتة على سيارة على الطريق الرابط بين أربيل والكوير.
وأكدت الوزارة أن "هجوم الليلة الماضية نُفذ بنفس الآلية والأسلوب والسلوك الذي اُستخدم في الهجوم السابق على مطار أربيل الدولي".
قذائف مورتر
وقال مسؤولون أمنيون أكراد في وقت سابق، إن ثلاث قذائف مورتر على الأقل استخدمت في الهجوم. وقال المسؤولون إن التحقيقات الأولية أظهرت فيما بعد أن بقايا المقذوفات التي سقطت في بعض المناطق كانت لصواريخ.
ووفق رويترز دوّت عدة انفجارات، وشوهد حريقا مشتعلا لبضع دقائق في محيط المطار.
وقال مسؤولون أمنيون إن مطار أربيل أغلق وتوقفت الرحلات الجوية لأسباب تتعلق بالسلامة.
الهجوم قرب مناطق مكتظة
وذكر مسؤولون أمنيون أكراد أن إحدى القذائف سقطت قرب منطقة سكنية وأصيب ثلاثة أشخاص.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها قنوات تلفزيونية محلية، سيارات مدمرة وزجاجا محطما يغطي منطقة سقطت فيها إحدى القذائف. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي 30 أيلول، سقطت ستة صواريخ كاتيوشا قرب مطار أربيل، وهو هجوم ألقى جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق باللوم فيه على ميليشيات موالية لإيران.
وأعلنت جماعات يقول بعض المسؤولين العراقيين إن لها صلات بإيران، مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على قوات التحالف والمتعاقدين الذين يعملون مع التحالف والمنشآت الأميركية، بما في ذلك السفارة في بغداد في الأشهر الأخيرة.
وكان آخر هجوم دام يستهدف التحالف قد أسفر عن مقتل جندي بريطاني واثنين من العسكريين الأميركيين في آذار العام الماضي.
العربية.نت