منوعات

ملايين الوظائف تغيّرت ملامحها في الولايات المتحدة

تم النشر في 22 شباط 2021 | 00:00

يواجه الملايين من الأميركيين احتمال اختفاء وظائفهم التي تغيرت ملامحها بسبب وباء كورونا، ‏وفق تحذيرات أطلقها عدد من خبراء الاقتصاد‎.‎

وكشفت تقارير صحفية أن أصحاب الأعمال يخططون خلال الفترة المقبلة لإلزام المزيد من ‏موظفيهم بالعمل في البيوت، وأن يكون هناك سفر أقل يتعلق بأشغالهم‎.‎

وهو ما سبق أن توقعه مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس في نوفمبر الماضي، إذ قال إن ‏حوالي 50% من الأسفار المتعلقة بالعمل ستلغى، وأن 30% من أيام العمل في المكاتب سيتم ‏الاستغناء عنها‎.‎

وقالت المختصة في شؤون الاقتصاد الأميركي كاثرين تاغل لسكاي نيوز عربية إن الوباء عجل ‏فقط بما كان سيحدث فعلا، فالكل يعلم أن المستقبل هو للعمل عن بعد، خاصة مع وجود الإنترنت ‏السريع بملايين المنازل حول العالم‎.‎

أَضافت تاغل أن الشركات أصبحت تشعر بارتياح أكبر تجاه عمل الموظفين من المنازل، وهي ‏تريد الاستغناء عن المكاتب وتكلفتها العقارية التي لا لزوم لها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ‏القوى العاملة أمامها سنوات حتى تتمكن من التأقلم مع المهارات الجديدة التي سيحتاجها السوق‎.‎

توجهات وظيفية جديدة تأتي بالتزامن مع رغبة أكبر لدى الشركات في الاعتماد على الآلات ‏عوضا عن القوى البشرية‎.‎

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن 20 مليون أميركي يعيشون حاليا على إعانات خاصة ‏بالبطالة بعد الوباء، مضيفة أن فئة من هؤلاء تحاول اكتساب مهارات جديدة للعمل في قطاعات ‏مختلفة عن تلك التي كانوا فيها قبيل فقدان وظائفهم‎.‎

أما كبير محرري موقع بيزنس إنسايدر، ديف ليفينثال فقد أوضح لسكاي نيوز عربية أن البعض ‏سيستطيع مسايرة الوتيرة السريعة للتغيرات الجارية في سوق العمل، والبعض الآخر لن يقدر ‏على ذلك، خاصة من لا يملكون المهارات اللازمة للانسجام مع الاقتصاد‎.‎

ولفت ليفينثال أيضا الى أن هناك عوامل عديدة تتحكم بقدرة الملايين ممن خسروا وظائفهم على ‏إيجاد أعمال جديدة تتعلق باعتبارات صحية أو أخرى خاصة برعاية الأطفال، وكلها عوامل ‏ستؤثر على قدرتهم على الانضمام مجددا للقوى العاملة وفقا لتحليله‎.‎

في المقابل شهدت التجارة الإلكترونية صعودا كبيرا في الآونة الماضية، إذ سجلت مستودعات ‏التخزين المرتبطة بهذه التجارة إضافة أكثر من مئة ألف وظيفة في العام الماضي‎.‎

ووفقا للخبراء، فإن الوباء الذي غيّر وجه الولايات المتحدة اجتماعيا وتعليميا وحتى سياسيا، يبدو ‏في طريقه إلى تغيير ملامح الاقتصاد الأميركي أيضا، هذه المرة بشكل دائم وليس مرحليا‎.‎