رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز، ان المشكلة لدى الوزير السابق جبران باسيل، انه نسي أو تناسى بأن ما يطبق عليه، يطبق على غيره، فعندما نرفع على مدى سنوات طويلة شعار «فليأتي الأكثر تمثيلا للمسيحيين رئيسا للجمهورية»، علينا تكريس هذا المبدأ بأن يأتي الاكثر تمثيلا للسنة رئيسا للحكومة، والاكثر تمثيلا للشيعة رئيسا لمجلس النواب، علما ان هذا المبدأ يدخل وادخل البلاد في مأزق كبير غير قابل للحل".
واكد بويز في تصريح لـ «الأنباء الكويتية»، أن طبيعة الأمور وفقا للمبدأ العوني المذكور أعلاه، فإن رئيس الجمهورية ملزم بالتفاهم مع الرئيس المكلف على تشكيل حكومة انقاذية، علما ان المشكلة الحقيقية في تأليف الحكومة، لا تكمن فقط في هذه التفاصيل على تعقيداتها، إنما والاهم في تفسير رسالة العالمين الغربي والعربي، الذي من الطبيعي ان نتكل عليهما في دعم لبنان للخروج من مأزقه الاقتصادي والمالي، ومفادها انه ان لم يصر الى تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب عموما، وعن حزب الله خصوصا، لن يكون هناك لا مساعدات للبنان، ولا حتى أي تعاون مع السلطات اللبنانية، والمطلوب بالتالي ان يتلقف سريعا المعنيون بتشكيل الحكومة، مضمون الرسالتين العربية والغربية، أي «حكومة مستقلين لا علاقة لها بالاحزاب»، وإلا فالجحيم بانتظار لبنان واللبنانيين ».
وعن قراءته لدعوة البطريرك الراعي الأمم المتحدة الى مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، قال بويز: «من لديه طريقة اخرى للنهوض بالبلاد قبل سقوطها نهائيا، فليتفضل ويعرض ما في جعبته من حلول انقاذية، علما ان شرط العالم لمساعدة لبنان، ينطلق من تشكيل حكومة مستقلة حيادية، ما يعني ان اقتراح البطريرك الراعي وبغض النظر عن أحقيته وأهميته، سيصطدم دون شك بالشرط الاممي، أي بوجود حكومة مستقلة موثوق بها خارجيا، لكي يتعاطى معها المؤتمر الدولي، من هنا يؤكد بويز ان دعوة البطريرك طبيعية وأساسية، خصوصا انه لم يدع فيها الى حرب، ولم يطلب جيوشا أجنبية، ولا حتى أتى فيها على ذكر الفصل السابع، إلا أن نفاذها الى التطبيق، بحاجة أولا الى وجود حكومة مستقلة بكل ما للكلمة من معنى».
وختم بويز مشيرا إلى أن أزمة لبنان العامة هي أسيرة المواجهات الإقليمية والدولية، لكن ما يضاف إليها ويزيدها تعقيدا، هو أزمة التحضير لرئاسة الجمهورية، أي ان الجميع يحاول الآن التموضع من خلال مواقفهم وتحالفاتهم كمسار تحضيري للانتخابات الرئاسية، وهي أزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات، معربا عن اعتقاده انه إن لم تحصل أعجوبة تنقذ لبنان واللبنانيين، فإن العهد العوني ذاهب الى نهاية مأساوية، وسيجل التاريخ انه أسوأ عهد عرفه لبنان من الاستقلال حتى اليوم.