أخبار لبنان

شهيب: باسيل يستخدم الوتر الطائفي

تم النشر في 25 شباط 2021 | 00:00

شار النائب أكرم شهيّب إلى أن "الزيارات السابقة التي تمّت بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، كانت تنتهي بتصريحات متبادلة ومتشنجة، وهي تعطل بحال كان هناك وفاق، فكيف في حالتنا التي ليس فيها أي وفاق"، لافتاً الى ان "الموقف الواضح هو موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والذي يُبنى عليه، لأنك عندما تأخذ الموقع الوسطي، تصبح لديك حرية أكبر في التعبير عن رأيك، ونحن تعوّدنا على تصريحاته الجريئة والشجاعة، ومواقفه الأخيرة كانت واضحة جداً".

كلام شهيب جاء في لقاء عبر الفيديو نظمته مفوضيّتا الإعلام والثقافة في الحزب التقدمي الإشتراكي مع المكاتب الإعلامية وناشطين على مواقع التواصل في وكالات داخلية الحزب في الشويفات، والجنوب، وعاليه وبيروت، بمشاركة مفوّض الإعلام صالح حديفة، ومفوّض الثقافة فوزي ابو ذياب، وعدد كبير من الناشطين والفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح أنّ "الخطاب السياسي للحزب الاشتراكي اليوم ذهب مباشرة إلى صلب المشكلة، فهناك الرئيس عون في الواجهة وحزب الله من خلفه. ولا يحاول أن يقنعنا أحد أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يستطيع تعطيل المبادرة الفرنسية، والتأثير على الموقف الروسي الرافض للثلث المعطل، كما سمعنا أيضا أن الإيراني رافض للثلث المعطل".

وأوضح شهيّب أن "كلام الرئيس وليد جنبلاط الانتقادي خلال المرحلة الأخيرة كان انتقاداً بشكل ملطّف حول كيانية لبنان، وحول إذا ما زال حزب الله يؤمن أن لبنان هو الوطن النهائي كما جاء في اتفاق الطائف. والتواصل الأخير 'أونلاين' بين رئيس الحزب ولقاء سيدة الجبل جاء لدعم مبادرة البطريرك الراعي، مع أنه في نفس الوقت رفض طرح سيدة الجبل بتطبيق القرارات الدولية التي تتضمّن سلاح الميليشيات وهو الذي أدّى الى استشهاد رفيق الحريري".

وسأل: "هل يعترف حزب الله، كما قال وليد جنبلاط في أكثر من مقابلة بكيانية لبنان؟ هذا هو السؤال اليوم، أم سيُبقي على لبنان منطقة توتر ومنصة صواريخ وقاعدة متقدمة لإيران على البحر المتوسط بجانب إسرائيل ويفاوض عنا وعلينا؟".

وتابع: "اليوم سيدة الجبل تطالب بتطبيق القرارات الدولية، ووليد جنبلاط وافق فقط على مساعدة دولية لصمود شعب لبنان وبقاء هذا الوطن. يعني دعم مطلب البطريرك الراعي في هذا الموضوع بمفهوم احتضان وبقاء لبنان. البطريرك طالب بالحياد للحفاظ على الكيان اللبناني، ولم يقل الحياد من أجل المسيحيين بل من أجل اللبنانيين. ونحن نلاقيه على مسافة متساوية من هذا الكلام".

وشدّد على أن "جنبلاط أكّد أننا لسنا حياديين أبداً في الصراع العربي- الاسرائيلي. وموقفنا العروبي التاريخي داعمٌ لفلسطين وشعبها وحق العودة. لكننا لا نريد أن نكون سلعة للمفاوضات على طاولة الدول العظمى بين إيران وأميركا، وخاصة بعد الانتخابات الأميركية الأخيرة".

وعن ملف تفجير المرفأ، أشار شهيب إلى أن "تلفزيون المنار قال مَن ينتظر حصول العدالة في لبنان فهو حالم لكون الملف معقدا جداً لارتباطات داخلية وخارجية"، مؤكّداً في المقابل أن موقف جنبلاط كان واضحاً، و"اللّه يرحم لقمان سليم".

وأضاف: "في 7 آب قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن التحقيقات جارية، والحقائق ستظهر قريباً لأن الموضوع ليس معقداً كثيراً، والحقائق ستظهر في وقتٍ سريع. وبعد خطاب نصرالله رفض عون التحقيق الدولي، وحسان دياب قال إن النتائج ستظهر قريباً، وفي آخر إطلالة لنصرالله قال: "اوقفوا التحقيق وادفعوا التعويضات"، وسحب بعدها الملف من صوان".

وأشار الى أن "جنبلاط عندما تكلّم أول مرة عن موضوع المرفأ، قال إن النيترات جاءت لهدف معيّن. وعاد وبيّن لاحقًا ان من استورد النيترات كان لصالح بشار الأسد والنظام السوري الذي استخدمها في البراميل التي دمرت سوريا. رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، قال: انفجر 500 طن نيترات فقط، والكمية هي 2200. فأين الباقي؟ وبعد التهديد بحال استعمال الكيماوي، وبعد شحّ الذخيرة في سوريا، كانت البراميل هي الحل. لقمان سليم كان شجاعاً فكان كاتم الصوت".

وعن حقوق المسيحيين شدّد على "الحرص الكامل على التنوّع الطائفي في لبنان، الطائف كان واضحاً، صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، والذي يضم كل الطوائف اللبنانية، لكن الصلاحيات مقابل المناصفة. وقال الشهيد رفيق الحريري، "وقّفنا العد" بمعنى أننا معكم على السراء والضراء، ومناصفة في كل الوظائف والحقوق والواجبات، والجيش والإدارات. مَن أهدر الحقوق؟ يطالب باسيل بمؤتمر تأسيسي جديد، يعني ضرب الطائف أساساً والذي لم يعترفوا به، وهو حاول منع النواب من الذهاب إلى الطائف، والطائف مقابل إيقاف العد".

وأكد على أهمية "الاعتماد على مركزية مواقف رئيس الحزب وخطابه السياسي، ونقاشه السياسي"، مؤكّداً أن "دقة الموقف السياسي، والوثيقة، والقرينة هي التي تدعم الموقف، فالوضع دقيق ورمادي جداً، حتى الموضوع الأميركي- الإيراني هو بداية جس نبض بين الكبيرَين، وخلينا بحالنا ونحاول المحافظة على الكيان اللبناني".

ولفت شهيب إلى أن موقف البطريرك الراعي يكبر يوماً بعد يوم، فيما هناك مشكلة بين التيار والقوات تتعاظم، ومن جهتنا "إذا دخلنا بشكل مواجِه وحاد، سيستفيد من ذلك جبران والتيار الوطني الحر ليقول هناك مؤامرة على المسيحيين، لأنه يستخدم الوتر الطائفي. ونحن نريد الرد أن يكون بالسياسة فقط والحفاظ على خطابنا المتكامل والمتجانس. المصالحة في الجبل تمّت والعيش المشترك بأمان. المتطرف لا يرتاح إلى هذا، فكانت كل محاولات ضرب هذا الواقع في الجبل عبر نبش القبور، والتلطي خلف بعض القوى، وتسخير كل ذلك في المخطط التدميري".