إنها الفوضى. عبارةٌ تختصر الواقعَ في لبنان الذي «تحتضر» كل مقوّمات الدولة فيه والذي يَمضي في النزول إلى أسفل السلّم المعلّق فوق «فوهة جهنّم» مالية - نقدية - اقتصادية - اجتماعية، فيما «الترياق» السياسي أسير «شياطين» أزمة تأليف الحكومة والمُكاسَرة «الظاهرية» حول التوازنات والحقائب والتي ليست إلا أشبه بـ «صراعٍ افتراضي» وواجهة لـ «الملعب الحقيقي» الذي تدور عليه «اللعبة - الأم» المتصلة بملفات المنطقة.
ولم تعد أوساطٌ ديبلوماسيةٌ تُخْفي التوجّس الكبير من «القفزات إلى الوراء» المتوالية التي يسجّلها الوضع وبوتيرةٍ متسارعةٍ على وقع ارتسام «أرضيةٍ» ساخنةٍ صار يتحرّك على وهجها المأزقُ الحكومي، يتقاسمها جنونُ الدولار الذي «يفترس» الليرة في السوق السوداء حيث يحطّم الأرقام القياسية تباعاً (ناهز أمس 10500 ليرة)، وأفواجُ محتجين يفترشون الطرقات ويقفلونها في مناطق عدة من بيروت والشمال والجنوب والبقاع والجبل، في موازاة إطارين للحل يتسابقان:
أوّلهما معلَن ورسمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بدعوته لمؤتمر دولي حول لبنان برعاية الأمم المتحدة على قاعدة الحياد.
وثانيهما «مستتر» يرتبط بمآلات التفاوض الأميركي - الإيراني وما قد يُفْضي إليه من مقايضاتٍ وفق موازين القوى الاقليمية و«الميدانية» في ساحات النفوذ.
الراي الكويتية