عرب وعالم

‏ السودان: إذا فشلت مفاوضات سد النهضة فسندافع عن حقوقنا بكل السبل

تم النشر في 13 آذار 2021 | 00:00

أوضح وزير الري السوداني ياسر عباس، أن بلاده قدمت مقترحا حظي بمساندة قوية من مصر ‏لتوسيع مظلة المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي بضم الأمم المتحدة من أجل كسر جمود ‏المفاوضات ومساعدة الدول الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا) على التوصل لاتفاق قانوني مُلزم ‏بشأن ملء وتشغيل السد‎.‎

وقال عباس لـصحيفة "الشروق" المصرية على هامش زيارته إلى القاهرة، أن ملء سد النهضة ‏دون اتفاق يُشكل تهديدا مباشرا لحياة أكثر من 20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفتي ‏النيل الأزرق والنيل الرئيسي، مشددا على أن بلاده تعمل جاهدة للتوصل لاتفاق قبل شروع ‏إثيوبيا في الملء الثاني للسد، لذا اقترحت توسيع دائرة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، ‏مؤكدا على أنه إذا فشلت تلك المساعي فمن حق السودان الدفاع عن أمنه القومي ومواطنيه عبر ‏جميع السُبل المشروعة التي تكفلها القوانين الدولية‎.‎

أضاف "ليس هناك مستجدات كثيرة في مسار المفاوضات خلال الفترة القليلة الماضية منذ أن ‏توقفت في 10 يناير الماضي، ومن ثم قدم السودان مقترحا حظي بمساندة قوية من مصر لتوسيع ‏مظلة المفاوضات بضم الأمم المتحدة للمراقبين الحاليين وهم "الاتحاد الإفريقي، والاتحاد ‏الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية"، حتى تتحول الأطراف الأربعة من مراقبين إلى مسهلين ‏ووسطاء لكسر جمود المفاوضات ومساعدة الدول الثلاث على التوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن ‏ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، ويخاطب مخاوفهم"‏‎.‎

آلية الملء والتشغيل للسد

وأشار الوزير السوداني إلى عدم وجود اتفاق حول آلية الملء والتشغيل للسد، فضلا عن تبادل ‏البيانات بصورة منتظمة يؤثر ذلك سلبا على تشغيل وسلامة «سد الروصيرص» بالسودان، ‏والذي لا تتعدى سعته التخزينية 10% من سعة سد النهضة، لقرب المسافة التي تفصل بينهما ‏التي لا تتعدى 100 كيلو متر فقط! وتبعد بحيرة «سد الروصيرص» أقل من 20 كيلومترا من ‏سد النهضة ما يحد من قدرة السودان على التخطيط الجيد لتشغيل السد مما يؤثر سلبا على حياة ‏المواطنين في جميع أنشطتهم من مياه الري إلى مياه الشرب، وتوليد الكهرباء والبنى التحتية، ‏وليس في خزان الرصيرص فحسب، بل في جميع شبكة الخزانات والمنشآت المائية السودانية ‏على النيل الأزرق والنيل الرئيسي‎.‎

وقال "السودان اقترح تشكيل الرباعية الدولية للوساطة، لعدة أسباب أهمها «عدم جدوى منهجية ‏وآلية التفاوض المتبعة سابقا، وعدم إعطاء دور فاعل للخبراء للتقريب بين وجهات نظر ‏الأطراف الثلاثه» ولأن السودان هو المتضرر الأول من عدم الوصول لاتفاق لذا كان حريصا ‏على البحث عن بدائل تُمكن الأطراف الثلاثة من التوافق، وذلك بإشراك جهات مؤثرة كانت ‏شريكا في المفاوضات بصفة مراقب بالإضافة للاتحاد الإفريقي، ومن ثم هما على دراية كاملة ‏بجميع مراحل التفاوض السابقة وتم إضافة «الأمم المتحدة» بما تمثله من ثقل وتمثيل للدول ‏الأخرى‎"‎‏.‏

تقاسم المياه

وأشار "الجانب الإثيوبي يحاول بهذه المواقف إقحام ملف آخر لا علاقة له بسد النهضة، وهو ‏‏«تقاسم المياه» والذي لم يكن من الأساس ضمن بنود التفاوض، ولم يتم التطرق إليه في اتفاق ‏إعلان المبادئ المُوقع بين الدول الثلاث عام 2015، والذي اقتصر على ملء وتشغيل سد ‏النهضة فقط، كما تتوهم إثيوبيا بصورة خاطئة أن الاتفاق على ملء وتشغيل السد قد يضع قيودا ‏على استخدامها لمياه النيل مستقبلا، في الوقت الذي أكد في السودان ومصر احترامهما لحق ‏إثيوبيا فى تطوير استخدام مواردها المائية في المستقبل وفقا لمبادئ القانون الدولي، ونرى أن ‏غياب الإرادة السياسية هو السبب فى عدم الوصول لاتفاق‎"‎‏.‏

وتابع: "الخرطوم والقاهرة اتفقا على ضرورة التوصل لاتفاق قانونى مُلزم وعادل للدول الثلاث ‏لملء وتشغيل سد النهضة، وكما ذكرت سلفا فإن ملء سد النهضة دون اتفاق يُشكل تهديدا ‏مباشرا لحياة أكثر من 20 مليون مواطن سودانى يعيشون على ضفتى النيل الأزرق والنيل ‏الرئيسى، من «الروصيرص» وحتى مدينة عطبرة، لذا اقترح السودان توسيع وترفيع آلية ‏المفاوضات، ونأمل أن يتبنى الاتحاد الإفريقى برئاسة جمهورية الكونغو الديموقراطية حاليا ذلك ‏المقترح"‏‎.‎

وأردف: "نحن نأمل فى التوصل لاتفاق قانونى مُلزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة ونعمل من ‏أجل ذلك، مع الالتزام بالقانون الدولى وذلك لعدم إلحاق الضرر بالسودان ومواطنيه وأمنه ‏القومى، ونرى التفاوض مع حُسن النوايا والإرادة السياسية الفاعلة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق ‏ذلك الهدف، وأن الهدف نفسه قابل للتحقق قبيل شهر تموز القادم‎".‎

وقال "السودان يعمل جاهدا للتوصل لاتفاق قبل شروع إثيوبيا فى الملء الثانى للسد، لذا اقترحنا ‏توسيع دائرة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقى، فإذا فشلت تلك المساعى فمن حقنا الدفاع ‏عن أمن السودان القومى ومواطنيه عبر جميع السُبل المشروعة التى تكفلها لنا القوانين الدولية‎".‎

وأشار "السودان ومصر دولتان شقيقتان، ولدينا علاقات طيبة في مختلف مجالات تبادل الخبرات ‏الفنية وتطوير الكوادر الفنية، لتحسين سُبل استخدام الموارد المائية من أجل فائدة مواطني البلدين، ‏والتي تنعكس بشكل إيجابي على كل الإقليم، كما نعمل على التنسيق فى ملف سد النهضة ‏للوصول لاتفاق قانونى مُلزم وعادل للدول الثلاث، ونشيد بموقف مصر الداعم لمقترح مع ‏السودان في تكوين الوساطة الرباعية للتوصل إلى اتفاق «مُرض» بشأن ذلك الملف‎"‎‏. ‏