أخبار لبنان

صيدا: نار الدولار تحرق ما تبقى في الجيوب ..بنزين يتبخر وسلع تختفي ومحال تقفل!

تم النشر في 16 آذار 2021 | 00:00


"كل يوم يمضي يسجل ارتفاعا بسعر صرف الدولار ، يضيق الخناق اكثر على الفقير ورب العائلة "، كلمات ممزوجة بالغصة تنطلق من سائق الأجرة "ابو محمد " وهو ينضم الى تحرك عفوي لعدد من زملائه في مدينة صيدا والذين قرروا التعبير عن رفضهم لهذا الواقع الذي" اوصلنا ليه من بيدهم الأمر " - على حد قوله .

فتحصيل الرزق والمعيشة بالنسبة لهؤلاء كما لشرائح واسعة من اللبنانيين بات مرهوناً بــ"تسلط" الدولار المستنزف لمقدراتهم حتى تبخرت او كادت تتبخر كما البنزين الذي يتبخر بفعل فاعل من المحطات ، والسلع المدعومة التي تختفي من على رفوف محال السوبرماركت ، واللحوم التي ان وجد المدعوم منها فبموعد وحجز مسبق وبكميات محدودة أو تذهب لأصحاب الامتيازات والمحظيين !. 

هذا ولم نتحدث بعد عن الدواء المقطوع او المقنن ، وباقي المستلزمات الحياتية الأساسية التي التهبت بنار الأسعار حتى احرقت ولا تزال تحرق ما تبقى في جيوب صغار الكسبة وذوي الدخل المحدود !. اما الموظف في قطاع عام او خاص فقد بات موظفاً عند بائع لحوم او خضار او محطة وقود لأن راتبه بالكاد بات يغطي ثمن ما يستهلكه منها ، هذا اذا اقتصد في معيشته !.

وعلى وقع استمرار ارتفاع عداد سعر صرف الدولار  ، ترتفع وتيرة التحركات الشعبية احتجاجاً على ما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والمالية واثرها الكارثي على الوضع المعيشي للبنانيين ، حيث شهدت صيدا اليوم اكثر من تحرك توزعت بين وسط المدينة وجنوبها واتخذت اشكالاً مختلفة بين قطع طرق واعتصام وتظاهرة، وكانت بدأت صباحاً بتحرك لناشطين عند تقاطع ايليا وساحة النجمة تخلله اغلاق الطريق بالاطارات المشتعلة قبل ان يقوم الجيش اللبناني باعادة فتحها لاحقاً .

وظهرا قطع عدد من سائقي سيارات الأجرة في المدينة الطريق في ساحة الشهداء ، منفذيبن اعتصاما في المكان لبعض الوقت احتجاجاً على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار قبل ان ينطلقوا بتظاهرة باتجاه سراي صيدا الحكومي التي عمدوا لإغلاق الطرق المؤدية اليها بالعوائق الحديدية مطلقين هتافات تطالب المعنيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه الناس امام الأزمات المتفاقمة ولا سيما المعيشية في ظل ارتفاع اسعار السلع الأساسية ارتباطاً بارتفاع سعر صرف الدولار  الى مستويات غير مسبوقة . 

وتوازياً قام محتجون بقطع المسلك الشرقي من مدخل صيدا الجنوبي ( سينيق ) بالاطارات المشتعلة في مشهد بات يتكرر في اكثر من مكان في المدينة ومحيطها !.

ودفع الارتفاع السريع والجنوني بسعر صرف الدولار بعض محال بيع المواد الغذائية ومحال تجارية مختلفة لإغلاق ابوابها لتجنب حالة فقدان التوازن التي تتسبب بها هذه الأزمة ولحين استقرار سعر الصرف بحسب ما افاد اصحاب بعض هذه المحال .

في هذا الوقت ، كان مفتشو وزارة الاقتصاد بمؤازرة من دوريات من المديرية الاقليمية لأمن الدولة في الجنوب يرصدون عمليات احتكار او حجب السلع الأساسية المدعومة ومن ضمنها المحروقات بحملة تفتيش شملت بداية مراكز بيع المواد الغذائية الكبرى بهدف مراقبة التزام أصحابها بيع السلع الأساسية المدعومة وتسطير محاضر ضبط بالمخالفين منهم وعدم التلاعب باسعارها زاسفرت هذه الحملة عن تسطير محضري ضبط بحق مركزين كبيرين لبيع المواد الغذائية في صيدا وعبرا  لتخزينهما موادا غذائية مدعومة وعدم عرضها على الرفوف وحجب سلع غيرها وللتباين بين اسعار  العرض واسعار البيع على الصندوق بالنسبة لسلع أخرى . 

ثم انتقلت الحملة لتشمل محطات الوقود في صيدا والجوار اثر رفع العديد منها خراطيمها وتمنعها عن بيع البنزين او بيعه بالتقنين ، وتم بنتيجة هذه الحملة ايضا تسطير محضر ضبط بحق صاحب محطة وقود في عبرا بعد التأكد من امتناعه بيع مادة البنزين رغم توفرها لديه، فيما وجهت انذارات الى محطات اخرى لبيعه المادة بشكل مقنن ومحدود ولفترات محددة من النهار . 

رأفت نعيم