وجه وباء فيروس كورونا إلى ضربة قاصمة لصناعة السفر والسياحة حول العالم بسبب قيود الإغلاق التي فرضتها الدول للحد من تفشي الفيروس التاجي.
ولم يتعافَ قطاع السفر والسياحة حتى الآن بعد خسائر قدرت بمليارات الدولارات، على الرغم من تخفيف بعض الدول لقيود السفر وإجراءات الحجر الصحي التي تفرضها.
يسعى اتحاد النقل الجوي (IATA) لتذليل الصعوبات التي تواجه الدول والمسافرين لإعادة حركة النقل الجوي العالمي، إذ يعمل على إصدار تطبيق ذكي موحد يتيح للسلطات الوصول للبيانات الصحية الخاصة بالمسافرين.
ولكن هل من الممكن أن يفتح المجال للأشخاص الحاصلين على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بالسفر بحرية وقضاء إجازات خارج البلاد كما هو معتاد سابقا قبل الوباء؟
وجهت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا السؤال لثلاثة خبراء في علم الأوبئة بشأن إمكانية سفر أولئك الأشخاص الذين حصوا على التطعيم.
وبينما جادل رئيس قسم الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا، ديفي سميث، أنه سيتم رفع قيود السفر عن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل قريبا، كانت أخصائية أمراض معدية وأخصائي في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا، جيسيكا غوستمان، متحفظة نسبيا.
ويرى سميث أن السفر بالنسبة لهؤلاء الفئة يعتبر "آمن نسبيا"، مردفا: "كل شخص لديه تقييمات مختلفة للمخاطر, لكن الخطورة ليست صفرية حتى لو حصل الشخص على اللقاح".
قالت الدكتورة غوستمان إن "الطريق طويل قبل تطعيم الناس بشل كامل. لا يزال يتعين عليك اتخاذ جميع الإجراءات والحماية نفسها التي كان علينا القيام بها من قبل".
وأضافت: "النتائج المبكرة للقاحات مشجعة. لكن ارتداء أقنعة الوجه ستستمر لبعض الوقت".
مدير قسم الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت، ديفيد أرونوف، يعتقد أن الأمور تتحسن تدريجيا، لكنه حذر من الذهاب للأماكن التي ترتفع فيها أعداد الإصابات.
وتابع: "متفائل بالمستقبل القريب مع تحصين المزيد من السكان، سنرى مركز السيطرة على الأمراض يخفف إرشادات تقييد السفر. وبالنظر إلى أن اللقاحات يمكن أن تكون متاحة لمعظم أو جميع البالغين الأميركيين في غضون بضعة أشهر، فمن المحتمل أن يكون هذا عاجلا وليس آجلا".
ومع ذلك، لا تزال العديد من البلدان, بما في ذلك معظم دول أوروبا الغربية, غير مفتوحة أمام السياح الأميركيين، حيث الحالات آخذة في الارتفاع في بعض الدول.