أخبار لبنان

على كورنيش صيدا.. غلا مهرها فقلّ طالبو يدها!

تم النشر في 21 آذار 2021 | 00:00


هي  أقدم وأبلغ وأرق رسالة حب وأجمل وسيلة معايدة ، تعود الوردة الحمراء لتتربع على عرش هدايا المناسبات كونها تختصر ما تحمله من رسالة بلسان صاحبها الى من تهدى اليه، وهي اليوم في زمن الأزمات وتلاشي القدرة الشرائية لدى الناس ، باتت على سمو قيمتها المعنوية ورمزيتها أقل هدية ثمناً!

على الكورنيش البحري لمدينة صيدا الذي غالباً ما تطغى على حركته طقوس مناسبات متزامنة،  فتتحول جزءاً من انشطة يومية او اسبوعية او موسمية كما هي الحال بالنسبة لعيد الأم ، يتنقل بائع ورد متجول بين رواد الكورنيش والشاطىء الذين خرجوا في يوم عيد الأم وفي عطلة نهاية الأسبوع ، يستعرض ما يبيعه من ورود طبيعية حمراء اللون .. يقتنص من بينهم " الكوبلات" او العائلات او حتى الأفراد من متريضين او هواة صيد سمك بالصنارة .. فهو ايضاً " صياد " مناسبات ، الطعم فيها وردة ، وبحره شوارع وارصفة المدينة وشاطئها.

لكن غلته من "بحر " مناسبة عيد الأم هذا العام لم تطابق حساب "شباك" وروده .. فحتى الوردة الحمراء  تناقص عدد طالبي يدها بعدما غلا مهرها ، ولم  تعد الا في متناول من يقدرون عليه ..  ولكنها لا تغلى على "ست الحبايب".

يقول بائع الورد المتجول انه" على الرغم من ارتفاع كلفة الوردة الطبيعية هذه الأيام لا زال هناك من يشتريها في مناسبات عدة ومنها عيد الأم ، وان كان عدد الزبائن يتناقص اجمالاً مقارنة معه في السنوات السابقة، عندما كان ثمن الوردة الواحدة لا يتعدى الثلاثة آلاف ليرة ، بينما اليوم ثمن كلفتها فقط ستة آلاف ليرة ويصل ثمنها الى عشرة الاف!"

ويضيف " بين عيدي الحب والأم سنة 2020 وبينهما هذا العام، ارتفع ثمن الوردة اكثر من ثلاثة اضعاف ، وتراجع اقبال الناس على شرائها اجمالاً.. لكن البعض واظبوا على معايدة احبائهم وأمهاتهم بها كل حسب قدرته وامكانياته وبالشكل الذي يناسبه فمنهم من يقدم باقة ورود ومنهم من لا يملك ثمن باقة بسعر اليوم فيختصرها بوردة واحدة ومنهم ايضا من بات يستعيض عن الوردة الحقيقية بإرسال صور وفيديوهات ورود لأمهاتهم عبر الواتس أب او الفايس بوك.. وهذا دليل على ان قيمة الوردة المعنوية ورمزيتها لم تتغير  ولا تأثيرها الايجابي في النفوس  .. لكن حضورها في حياتنا أصبح أكثر افتراضياً او رقمياً  كما كثير من الأمور ". 

رأفت نعيم