نفذ ناشطون فلسطينيون في مخيم عين الحلوة بعد صلاة الجمعة ( اليوم ) وقفة احتجاجية على ما يعتبرونه " تقصيراً من وكالة الأنروا في تأمين الخدمات الأساسية المعيشية والصحية للاجئين وتلكؤها عن اطلاق خطة طوارىء اغاثية عاجلة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان لتمكينها من الصمود بوجه كورونا والأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان وتنعكس بطبيعة الحال على الوجود الفلسطيني فيه" .
الوقفة تأتي ضمن فعاليات "خيمة الاعتصام المفتوح" الذي بدأ منذ يومين أمام مكتب الإغاثة والشؤون التابع لـ"وكالة الأونروا " في المخيم رفضاً لتقليص خدماتها وللمطالبة بوضع خطة الطوارىء الاغاثية حيث تنطلق منها وامامها بشكل يومي ودوري وقفات واعتصامات يقول القيمون عليها انها مفتوحة على مروحة واسعة من التحركات المرشحة للتصعيد .
وحمل بعض المعتصمين ارغفة خبز ولافتات تعبر عن مطالبهم ، ومنها المطالبة بدمج برنامج العسر الشديد ببرنامج الأمان الاجتماعي ووضع حد لما وصفوه بالفساد الاداري في الأنروا . وحملت احدى اللافتات عبارات مثل " من حقي ان اعيش بكرامة .. صرخة لاجىء .. من المسؤول عنا ومن يدافع عنا ومن يحمينا من هذا الظلم ؟" .
ويأتي تجدد التحركات الاحتجاجية في مخيم عين الحلوة على وقع ارتفاع غير مسبوق بنسب الفقر والبطالة بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين عموما وابناء المخيم بشكل خاص ، وفي ظل التفشي المتزايد لفيروس كورونا وتداعياته الصحية والمعيشية عليهم .
ويقول جهاد موعد " وقفتنا لنطالب الأنروا بمساعدة عاجلة لأبناء شعبنا داخل وخارج المخيمات وهي - اي الوكالة -لفترة طويلة تقلص الخدمات واليوم تقوم بتجويع الشعب الفلسطيني ولا تحرك ساكنا ، فلا حبة دواء ولا استشفاء ولا مواد غذائية . وللاسف لا احد يتحرك من المعنيين باتجاه الأنروا .. نعيش فقراً مدقعاً .. لذا نطالب الوكالة بوضع خطة طوارىء لانقاذ العائلات الأكثر فقرا في المخيمات وان لا تتملص من دورها . فكل الدول في هذه المرحلة تؤمن مساعدات لكن نحن كلاجئين لم نتلق اية مساعدة اضافية على الموازنة الموجودة".
ويشير موعد الى انه" اذا استمر الوضع على هذه الحال فإنه ينذر بانفجار اجتماعي في المخيمات تحت وطأة الجوع الذي قد يؤدي الى اي شيء والفقير قد يضطر لان يفعل اي شيء لتأمين لقمة عيش ابنائه ".ويقول خالد الامام " نحن شعب وصل لمرحلة الجوع ، ونحمل المسؤولية عن هذا الواقع لوكالة الأنروا وللأمم المتحدة ولفصائل المنظة كافة . نحن نطالب بحقوقنا المشروعة ونطالب الفصائل بالضغط على الأنروا لتقديم مساعدات شهرية اغاثية او نقدية .. لا نريد ان نبقى ننتظر الكرتونة والدواء والتحويل . نحن شعب متعلم وشبابنا بمعظمه متعلم لكن لا فرص عمل له، والأنروا لا تقدم لنا اي شيء " .
وتحمل مريم مزيان فوق رأسها قدراً كبيرا بداخله بعض السلع الغذائية التي حصلت عليها عن طريق مكتب احدى الفصائل الفلسطينية وتقول " عم ناكل مجدرة .. بدنا رز وعدس .. ما حدا عم يطلع فينا غير الله .. قطعوا عنا المعاش وكل شي .. ما معنا ناكل ولا نشرب.. تشحرنا وتعترنا بالمخيم . بدنا الأنروا تعطينا رواتب واكل .. ما بيطلعوا فينا حرام عليهم يا ويلهم من الله !
رأفت نعيم