حالة من الرعب يعيشها الشاب المصري رحيل أبو عامر، أحد ركاب القطارين الذين تعرضا للتصادم في محافظة سوهاج جنوب مصر، الجمعة، بعد مشاهد الدم والموت التي شاهدها في الحادث المؤلم، التي تسبب في وفاة 32 شخصا وإصابة 91 آخرين حسب وزارة الصحة المصرية.
ورغم عدم إصابته الكبيرة مقارنة بباقي ركاب عربات القطار التي تعرضت للاصطدام، إلا أنه تم نقل رحيل إلى مستشفى الجامعة بسوهاج بعد تعرضه لانهيار عصبي حسب حديث أحد أصدقائه لموقع "سكاي نيوز عربية"، موضحا أنهم كانوا في طريقه إلى القاهرة لمركز خدمته العسكرية بالقوات المسلحة بعد انتهاء الإجازة.
وشهدت مصر، الجمعة، حادثا مؤلما، وهو اصطدام قطارين للسكة الحديد بمنطقة صوامعة المدافن، التابعة لمدينة طهطا بمحافظة سوهاج جنوب مصر، نتج عنها وفاة 32 مواطناً وإصابة 91 آخرين حسب بيان وزارة الصحة المصرية، بينما أكدت السكة الحديد المصرية أن السبب وراء الحادث هو فتح "بلف الخطر" لبعض العربات أحد القطارين بمعرفة مجهولين.
رفع حالة الطوارئ
وقال الطبيب بمسشفى سوهاج العام عمر الشيباني إنه تم إعلان حالة الطوارئ واستدعاء جميع الأطباء في مستشفى سوهاج العام، لاستقبال المصابين والحالات الطارئة من موقع الحادث.
أضاف الشيباني لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه جاري اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإسعاف المصابين في موقع الحادث بالتعاون مع كافة الإدارات والمسئولين بالمستشفى، وبالتأكيد المستشفيات الأخرى.
رئيس الوزراء يتدخل
وأعلن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، متابعة حادث تصادم قطاري سوهاج، الذي وقع ظهر الجمعة بمنطقة طهطا، مع وزيري النقل والصحة والسكان، وكلف بسرعة نقل جميع المصابين إلى المستشفيات على الفور؛ لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.
وأمر رئيس الوزراء المصري حسب بيان رسمي، بتحرك المسئولين المعنيين فورا إلى مكان الحاث، وتقديم الدعم اللازم، وسرعة التعامل مع الموقف هناك، كما تم على الفور تفعيل غرفة الأزمات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، للوقوف على الوضع في موقع الحادث أولا بأول مع المسئولين، والتنسيق بين الوزارات والجهات المعنية.
وقال شهود عيان لموقع سكاي نيوز عربية، إن 3 عربات تعرضت للانهيار الكامل بعد اصطدام قطار "إسباني مكيف" مع قطار "مميز"، مؤكدين أن هناك بعض الأشخاص لا يزالوا مفقودين حتى الآن داخل هذه العربات المدمرة.
النائب العام يأمر بالتحقيق
وأمر النائب العام المصري بالتحقيق العاجل في حادث اصطدام قطارين بسوهاج، وقد انتقل فريق من النيابة العامة لمباشرة إجراءات التحقيق.
وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية خالد مجاهد أنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ74 سيارة إسعاف مجهزة نقلت حالات الوفاة والمصابين إلى مستشفيات الإخلاء وهي: "سوهاج العام، وسوهاج التعليمي، وطهطا، والمراغة".
وأكد مجاهد أن وزيرة الصحة والسكان توجهت إلى محافظة سوهاج لمتابعة الحالة الصحية للمصابين، والتأكد من تقديم أفضل سبل الرعاية الصحية لهم، كما شكلت الوزيرة غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث، وتقديم أي إمدادات ومستلزمات طبية، فضلاً عن توفير فرق طبية من كافة التخصصات الطبية لتقديم سبل الدعم اللازم للمصابين.
بلف الخطر
وذكر بيان رسمي لهيئة السكة الحديد المصرية، أنه أثناء مسير قطار 157 مميز الأقصر الإسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا تم فتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين، وعليه توقف القطار، وفي هذه الأثناء وفي تمام الساعة 11:42 تجاوز قطار 2011 مكيف أسوان القاهرة سيمافور 709 واصطدم بمؤخرة آخر عربة بقطار 157، مما أدى إلى انقلاب عدد 2 عربة من مؤخرة قطار 157 المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى.
وأكد بيان السكة الحديد، أن ذلك أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات، وجاري حصرها بالتعاون مع أطقم وزارة الصحة وتم نقل المصابين الى مستشفيات سوهاج وطهطا والمراغة وتم تشكيل لجنة فنية للوقوف علي أسباب الحادث، وجاري المتابعة لسرعة رفع الحادث وتسيير حركة القطارات علي الخط.
تعليق السيسي
وعلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على ما وصفه "بالحادث الأليم"، لاصطدام قطارين في محافظة سوهاج في صعيد مصر.
وكتب السيسي على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عاينناه اليوم بتصادم قطارين في محافظة سوهاج. إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم،لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث".
أضاف: "لقد وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة. على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم وإنني إذ أتوجه بكامل العزاء لأسر الشهداء الذين لقوا ربهم اليوم".
وختم قائلا: "أقدم لأسر المصابين كامل المواساة والدعم وأمنياتي بالشفاء العاجل إن شاء الله. وأوجه الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا".