عرب وعالم

الإمارات موطن للفرص الاستثمارية وبوابة لأسواق ‏عالمية يسكنها 3 مليارات نسمة

تم النشر في 29 آذار 2021 | 00:00

خلال الخمسين عاماً الأولى لتأسيسها، تمكنت دولة الإمارات من تحويل اقتصادها ‏الوطني من اقتصاد بسيط قائم على الزراعة في الواحات، والصيد، وتجارة ‏التمور، واللؤلؤ، إلى واحد من أسرع اقتصادات المنطقة والعالم نمواً، وأكثرها ‏استعداداً للمستقبل القائم على اقتصاد المعرفة والابتكار، ما يؤهلها إلى تحقيق ‏المزيد من القفزات الاقتصادية والتنموية خلال العقود المقبلة.‏

ورغم أن النفط لعب دوراً كبيراً في تطور ونمو الاقتصاد الإماراتي، إلا أن الرؤية ‏الاستشرافية لقيادة دولة الإمارات، تبنت على مدار عقود خططاً واستراتيجيات ‏متعددة لتنويع الاقتصاد الوطني بعيداً عن تقلبات أسعار النفط، حتى تحولت الدولة ‏إلى مركز مالي عالمي، وعاصمة اقتصادية تتخذها الشركات الدولية الكبرى العاملة ‏في مختلف القطاعات مقراً إقليمياً لها، بالإضافة إلى التنوع السكاني الكبير للدولة ‏التي يقيم ويعمل فيها سكان من أكثر من 200 جنسية في تعايش وتناغم. ‏

والأكثر من ذلك، أن دولة الإمارات بكل ما تمتلكه من موقع جغرافي فريد، ومقومات ‏اقتصادية، وبنية تحتية عالية المستوى، وقوانين وتشريعات ‏محفزه‏ للاستثمار، ‏أصبحت بوابة رئيسية لأسواق يسكنها نحو 3 مليارات نسمة، عبر الاستفادة من ‏خطوط الشحن الجوي التي تربط الدولة ‏بكافه انحاء العالم، وعبر شبكة ‏الموانئ التي تديرها شركات إماراتية، وتنتشر في قارات العالم، إلى جانب البنية ‏التحتية للمطارات والموانئ في الدولة، والتي تعد بين الأكثر تطوراً في العالم، ‏مدعومة بشبكة خدمات لوجستية متكاملة.‏

وتواصل دولة الإمارات تدشين قطاعات صناعية جديدة بما يعكس رؤية تؤسس لفكر ‏صناعي رائد للمستقبل، مع التركيز على الصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا ‏المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة، ضمن نهج يقوم على تحفيز الابتكار وتبني ‏التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز الإنتاج الصناعي والارتقاء بأداء مختلف القطاعات ‏الاقتصادية في الدولة، وتعزيز توجه الدولة نحو اعتماد التنويع الاقتصادي والاقتصاد ‏المعرفي. ‏

وفي سبيل بناء اقتصاد قوي ومتين، يكون القطاع الصناعي دعامة ‏رئيسية‏ له، ‏إلى جانب القطاعات الحيوية الأخرى كالأمن الغذائي وقطاع الطاقة وقطاع المال ‏والأعمال، بحيث تكون دولة الإمارات مركزاً صناعياً رئيسياً في المنطقة والعالم، ‏معززة تصدرها لمؤشرات التنافسية والازدهار والاستقرار والتنمية المستدامة إقليمياً ‏وعالمياً.‏

ولم تأت المكانة الاقتصادية المرموقة التي وصلت إليها دولة الإمارات على مستوى ‏المنطقة والعالم من فراغ، بل جاء ذلك بفضل تهيئة البنية التشريعية اللازمة لنمو ‏وازدهار الاقتصاد، عبر قوانين وتشريعات لدعم الأعمال والاستثمارات في شتى ‏المجالات الاقتصادية.‏

‏ فقد سنت الدولة مع مطلع الألفية الجديدة قانوناً اتحادياً بهدف تنظيم وحماية الملكية ‏الصناعية لبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية، كما أصدرت الجهات ‏المعنية حزمة من القرارات والتعاميم لتأطير عملية حوكمة الشركات.‏

كما اعتمدت حكومة الإمارات قانون الإفلاس بما يحقق التوازن بين مصالح الدائنين ‏في مواجهة المدينين وتمكينهم من الحصول على حقوقهم. ويعد قانون الإعسار حالة ‏قانونية فريدة تعكس ريادة الإطار التشريعي في دولة الإمارات، ومن خلال منح ‏المدين أجلاً لسداد ديونه دون أن يلحق هذا الأجل ضرراً جسيماً بالدائن. ‏

ويشكّل تعديل قانون الشركات الجديد الصادر في العام 2020 الحلقة الأحدث في ‏مسيرة تطوير المناخ التشريعي الاستثماري في الدولة، حيث أتاحت التعديلات لرواد ‏الأعمال والمستثمرين الأجانب إمكانية تأسيس الشركات وتملكها بشكل كامل، كما تم ‏إلغاء الشرط الذي يلزم الشركة الأجنبية التي ترغب في فتح فرع لها داخل الدولة بأن ‏يكون لها وكيل من مواطني الدولة.‏

ولا يتوقف الأمر عند تهيئة البيئة التشريعية المحفزة للنمو والازدهار الاقتصادي ‏فحسب، بل تحظى دولة الإمارات باستقرار اقتصادي كبير، وبيئة استثمارية واعدة، ‏بسبب الموقع الاستراتيجي، والاحتياطيات المالية القوية، وصناديق الثروة السيادية ‏الكبيرة، والإنفاق الحكومي القوي والمستمر، علاوة على توفير الطاقة بأسعار ‏تنافسية. ‏

وعلى سبيل المثال، فقد تم تخصيص 58 مليار درهم ضمن الموازنة العامة للاتحاد ‏عام 2021 كمصروفات من أجل استكمال المشاريع الوطنية الحيوية، وبلغ الإنفاق ‏على مشروعات التنمية الشاملة والمستدامة بين أعوام 2016 و2017 و2018 نحو ‏‏1.277 تريليون درهم.‏

‏ كما حظي قطاع البنية التحتية والاقتصادية في الدولة بـ 4.5 مليارات درهم من ‏ميزانية 2021، وتقدمت الإمارات 5 مراتب في محور البنية التحتية وحازت على ‏لمركز الـ 28 عالمياً في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020 الصادر عن ‏مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان ‏السويسرية.‏

كما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الثالثة عالمياً والأولى إقليمياً في قوة الاستثمار ‏في مشاريع البنية التحتية والاستثمار في مرافق المنشآت على مدى السنوات ‏الماضية، وذلك ضمن مؤشر البنى الأساسية 2020، وبالإضافة إلى ذلك نالت دولة ‏الإمارات المرتبة الأولى بقائمة الدول الأفضل في البنية التحتية الإلكترونية على ‏مستوى العالم والمرتبة الـ 31 من حيث جودة الحياة الرقمية في عام 2020.‏

وتنتشر في أرجاء دولة الإمارات العديد من المناطق الحرة المتخصصة في مجالات ‏المال والأعمال، وتكنولوجيا المعلومات، علاوة على قطاعات الاقتصاد الإبداعي مثل ‏الإعلام والإنتاج الفني. وتسهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بنسبة 62% في الناتج ‏المحلي الإجمالي غير النفطي للدولة، وتوظف نحو 85% من القوى العاملة في ‏القطاع الخاص. ‏

وخلال عامي 2017 و2018 تراوحت نسبة النمو فيها بين 5إلى 7%، كما أصدرت ‏دولة الإمارات مؤخراً حزمة مبادرات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، شملت ‏تخفيض نسبة العائد الذي تتقاضاه البنوك التجارية من التمويلات المقدمة لأصحاب ‏المشاريع، وخفض الضمانات التي يطلبها البنك، وكذلك تخصيص حصة محددة من ‏التمويلات العامة للمصارف لصالح رواد الأعمال.‏

‏ كما تواصل دولة الإمارات اتخاذ خطوات متقدمة لدعم وتمكين قطاع المشاريع ‏الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال تعزيز الشراكة بين مختلف الجهات لتوفير ‏البيئة الحاضنة لريادة الأعمال، والتي كان أبرزها الشراكة الاستراتيجية بين ‏وزارتي الاقتصاد والموارد البشرية والتوطين، والتي تهدف إلى تحقيق أهداف عديدة ‏منها تعزيز دور ريادة الأعمال والعمل الحر.‏

وكان من الطبيعي في ظل الرؤية الاستشرافية لتعزيز المكانة الاقتصادية الريادية ‏للإمارات أن تتصدر إقليميا في مؤشرات عالمية وتحظى بأعلى التصنيفات الائتمانية ‏من المؤسسات العالمية المرموقة، إذ حصلت حكومة دولة الإمارات على أعلى ‏تصنيف سيادي في المنطقة ‏Aa2‎‏ من وكالة التصنيف الدولية «موديز» مع نظرة ‏مستقرة للاقتصاد الوطني. ‏

كما جاءت الإمارات في المرتبة التاسعة عالمياً بين الدول الأكثر تنافسية، وتصدرت ‏للعام الرابع على التوالي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب ‏السنوي للتنافسية العالمية 2020، كما حلت دولة الإمارات في المركز 16 عالمياً في ‏تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، واحتلت المركز الأول عربياً للعام ‏السابع على التوالي.‏

ووفقاً لتقرير مؤسسة «نيو وورلد ويلث»، المتخصصة في أبحاث الثروات ارتفعت ‏ثروات أصحاب الملايين والمليارات في الإمارات بمقدار 45 مليار دولار (165.15 ‏مليار درهم) في النصف الثاني من عام 2020، مسجلة زيادة قدرها 4276 مليونيراً ‏بثروة تزيد على مليون دولار، ومليارديراً واحداً بحلول نهاية ديسمبر 2020.‏

‏ كما يعيش في الإمارات 87 ألف مليونير، و13 مليارديراً، بثروة إجمالية تبلغ 870 ‏مليار دولار (3.2 تريليون درهم) بنهاية العام الماضي، وذلك صعوداً من 82724 ‏مليونيراً و12 مليارديراً، كما انتقل أكثر من 4500 من الأثرياء للإقامة والعيش في ‏الإمارات بين عامي 2000 و2020. ‏

وتعتبر الإمارات أكبر مركز لإدارة الثروات في المنطقة بأصول تبلغ حوالي 110 ‏مليارات دولار، يعود ذلك بشكل رئيسي إلى كونها أكبر ملاذ آمن بمنطقة الشرق ‏الأوسط وشمال إفريقيا، مع امتلاكها لاقتصاد متقدم، ونظام رعاية صحية من الدرجة ‏الأولى، ومعدلات ضريبية منخفضة، فضلاً عن أنها مركز أعمال دولي، مما يجعلها ‏وجهة مثالية لأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين من كل أنحاء العالم.‏

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تقدم دولة الإمارات حزماً متكاملة من التسهيلات ‏لتحفيز النمو والازدهار الاقتصادي، انطلاقاً من كون الإمارات عاصمة اقتصادية في ‏المنطقة وبيئة مثالية لاحتضان مختلف الأنشطة الاقتصادية وممارسة الأعمال، ‏ويتمتع الاقتصاد الإماراتي بمنظومة دعم استثنائية تعزز جاذبيته لاستقطاب المواهب ‏والخبرات وأصحاب المشاريع الاقتصادية الطموحة من داخل الدولة وخارجها.‏

‏ إذ تتمتع الدولة باستقرار اقتصادي كبير وبيئة اقتصادية واعدة، وتتوفر فيها مصادر ‏الطاقة التقليدية والحيوية المطلوبة لكافة الأنشطة الاقتصادية، كما تمتلك بنية تحتية ‏ورقمية متقدمة في النقل والاتصالات والخدمات، هي الأفضل والأكثر تكاملاً في ‏المنطقة، وهناك 21 منطقة صناعية حرة موزعة على مختلف مناطق الدولة، كما ‏صنفت دولة الإمارات ضمن نادي الأوائل عالمياً في أهم مؤشرات التنافسية الخاصة ‏بالقطاع الاقتصادي وممارسة الأعمال للعام 2020.‏

كما تمتلك الدولة منظومة نقل بري وبحري وجوي هي الأكثر كفاءة والأوسع نطاقاً ‏جغرافياً على مستوى المنطقة، والأسرع وصولاً إلى أي مكان في العالم، كما توفر ‏دولة مزايا غير مسبوقة في المنطقة والعالم العربي للإقامة والجنسية وخاصة ‏للمستثمرين والمبدعين والمبتكرين والخبراء وأصحاب المواهب العلمية، وعائلاتهم.‏