عرب وعالم

سحابة ملوثة في طريقها إلى العراق.. ما خطورتها؟

تم النشر في 5 نيسان 2021 | 00:00

يترقب العراق وصول السحابة الغازية السامة من ثاني أكسيد الكبريت، المنبعثة من بركان إتنا ‏في جزيرة صقلية الإيطالية، وقد نأت الجهات المعنية كدوائر وهيئات الأنواء الجوية والرصد ‏الزلزالي، في كل من بغداد وأربيل بنفسها، عن البت في الموضوع بدعوى عدم الاختصاص.‏

ودفعت السلطات العراقية بأن المسألة تتصل بوزارة الصحة والبيئة في الحكومة، وبهيئة حماية ‏وتحسين البيئة في حكومة إقليم كردستان العراق.‏

ووصلت بالفعل كتلة هائلة من غاز ثاني أكسيد الكبريت الناجم عن ثوران البركان الإيطالي إلى ‏عدد من الدول العربية.‏

وذكر موقع "أدمبلاتفورم" صورا تظهر وصول بعض من هذه الكتلة إلى العراق.‏

مخاطر التهيج

ومما يزيد من خطورة غاز ثاني أكسيد أنه لا توجد رائحة قوية له ولا يمكن للبشر رؤيته بالعين ‏المجردة، والتعرض له يؤدي إلى أعراض مثل تهيجات في العين والأنف.‏

وإزاء ذلك، دعا خبراء بيئيون وأطباء المواطنين العراقيين لتوخي الحذر، خاصة من يعانون من ‏أمراض تحسسية في الجهاز التنفسي، كالربو، وطالبوهم بضرورة ارتداء الكمامات، والبقاء في ‏المنازل قدر المستطاع، وإغلاق النوافذ منعا للتسرب المحتمل للغاز داخل البيوت، أقله لفترة ‏يومين.‏

ومن المتوقع أن تزول السحابة من الأجواء العراقية، خلال أقل من 48 ساعة.‏

وخلال الأسابيع الأخيرة، ثار البركان الذي يعد الأطول في أوروبا، 15 مرة على الأقل، بدأت ‏في النصف الثاني من فبراير الماضي.‏

ولم تشل الحمم البركانية المتدفقة من جوف الأرض مشكلة بيئية تذكر، لكن وكالة "رويترز"، ‏أشارت في تقرير سابق إلى أن الخطر المحتمل قد يكون في سحب الرماد، وهو ما حدث بالفعل ‏للدول العربية المجاورة، بتأثير من الرياح.‏

ويحذر خبراء مناخ وفلكيون من الاستهانة بمخاطر هذه السحابة، التي تجتاح بلدانا عدة في ‏الشرق الأوسط، لما تنطوي عليه من مخاطر على صحة الناس.‏

التفادي بإجراءات بسيطة

وحذر الخبراء من التهويل وبث الرعب، مؤكدين أنه مهما كانت مخاطر هذا الغاز محدودة، لكن ‏توخي السلامة والاحتراز عبر الالتزام ببعض الاجراءات الوقائية الأولية البسيطة سيكون كفيلا ‏بتجاوز هذه المشكلة بأقل الخسائر .‏

ويقول دارا حسن مدير دائرة الأنواء والأرصاد الجوبة والزلزالية السابق، في محافظة السليمانية ‏بإقليم كردستان العراق، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" :"لا داع للخوف والقلق ‏المبالغين، حيث ستكون تأثيرات هذه السحابة الغازية، ضعيفة للغاية في أجواء كردستان العراق، ‏نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية والمناخية".‏

وتابع حسن: "وإن كان متوقعا أن تكون لها تأثيرات أكبر لحد ما، في بقية مناطق العراق، بالنظر ‏إلى عوامل الاختلاف التضاريسي والمناخي".‏

ويرى الخبراء البيئيون أن الانبعاثات والغازات الضارة تزداد يوما بعد يوم حول العالم، وهي ‏ليست ناجمة عن كوارث طبيعية، كما في حالة بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية، إنما ‏أساسا بفعل التلوث البيئي الواسع حول المعمورة، خاصة في المدن الكبيرة والمزدحمة، حيث تبث ‏ملايين المصانع والمعامل والمختبرات، الانبعاثات في الجو.‏




سكاي نيوز عربية