استكمالاً لما بدأ مرصد الازمة بنشره منذ الأسبوع الماضي حول مؤشر الفتوش ، يطلق المرصد مع بداية شهر رمضان المؤشر الاسبوعي لكلفة افطار اساسي . فقد قام باحثو المرصد بإحتساب كلفة وجبة إفطار مكونة من حبة تمر، حساء العدس، سلطة الفتوش، وجبة ارز مع دجاج ونصف كوب من لبن البقر وذلك اعتماداً على المقادير والكميات المنشورة في كتاب الف باء الطبخ وعلى أسعار التعاونيات في بيروت. مع العلم بانه تم احتساب الاطعمة والكميات لتقدم 1400 سعرة حرارية للفرد كمعدل ضروري لإفطار شخص.
بناء على الحساب هذا، تُقدر كلفة الافطار اليومي المؤلف من مكونات ووجبة اساسية للفرد الواحد بـ 12،050 ليرة اي 60،250 ليرة يومياً لأسرة مؤلفة من 5 افراد ، اي ستقدر الكلفة الشهرية للإفطار لأسرة مؤلفة من 5 افراد بحوالي مليون و 800 الف ليرة لبنانية. مع العلم بان هذه الكلفة لا تتضمن المياه او العصائر او الحلويات والغاز او الكهرباء ومواد التنظيف.
وفي مقارنة مع السنوات الماضية يظهر الارتفاع في كلفة الافطار الاساسي من حوالي 445 الف ليرة في الشهر عام 2018 و467 الف ليرة في الشهر عام 2019 الى حوالي 600 الف شهرياُ عام 2020 ليقفز بشكل تصاعدي هذا العام .
اذن ستتكبد الاسر في هذا الشهر اكثر من مرتين ونصف (2،6) الحد الادنى للأجور لتأمين افطارها، وستجد 42.5% من الاسر في لبنان، والتي لا تتعد مداخيلها 1,200،000 ليرة شهرياً، صعوبة في تأمين قوتها بالحد الادنى المطلوب. مع العلم بان الوضع سيكون اصعب في المحافظات الطرفية حيث ترتفع هذه النسب اعتماداً على ارقام ادارة الإحصاء المركزي لعام 2019 مثل محافظة النبطية حيث 56% من الاسر لا تزيد مداخيلها عن 1,200،000 ليرة في الشهر او في محافظة بعلبك الهرمل حيث تصبح هذه النسبة 53،7% بينما نسبة الاسر في محافظتي عكار والجنوب هي 51%.
ان الكلام عن انعدام الامن الغذائي عند اللبنانيين اصبح واقعا وليس تهويل مبالغ به. وبغياب السياسات الحكومية وبرامج الوزارات المعنية، سينظر الى غياب الامن الغذائي على انه فرصة للقوى السياسية المتعددة لتعزيز شبكاتها الزبائنية من خلال حملات توزيع المساعدات الغذائية التي بدأت تشهدها المناطق اللبنانية المختلفة. وهكذا اصبح اللبناني عالق بين مطرقة الجوع وسندان التبعية للقوى السياسية مع غياب دائم للمؤسسات الرسمية التي من مسؤولياتها ايجاد الحلول وليس التنصل عن واجباتها.