أين إختفت ستة كيلوغرامات من الكوكايين من مستودع مكتب مكافحة المخدرات المركزي والتي تقدّر قيمتها بأكثر من نصف مليون دولار؟ سؤال كان محور محاكمة اربعة عسكريين بينهم ضابطان امام المحكمة العسكرية التي استجوبتهم برئاسة العميد الركن منير شحادة، حيث "الكل" نفض يده من هذه القضية وتقاذفوا المسؤولية، بدءاً من رتيب التحقيق الذي تسلم التحقيق بعد ضبط المخدرات مع تركيَّين في مطار رفيق الحريري الدولي قبل نحو عام ونصف، الى رئيس القلم مرورا برئيس المكتب ومساعده، فتضاربت الافادات اثناء استجوابهم لاكثر من ساعتين، والنتيجة:"مين ما كان بياخد مفتاح المستودع" الموجود في درج مكتب رئيس المكتب.
ولكن ما علاقة نوح زعيتر احد ابرز المطلوبين في تجارة المخدرات ، وعلي منذر زعيتر المعروف ب"ابو سلّة" ؟ما أُسند الى المتهمين الفارين بالاشتراك مع المتهم الآخر الفار محمد ع. يُظهر ان رتيب التحقيق وبهذه الصفة اقدم " مع الفارين الثلاثة على الاتجار وترويج المخدرات من خلال اختلاس كمية من المخدرات المضبوطة وبيعها بالاشتراك مع محمد و"ابو سلة" الذي بدوره باعها الى نوح زعيتر. كما اقدم رتيب التحقيق على دس كتابات غير صحيحة وتحريف زنة الكوكايين (11 كيلوغرام قائم) واعتماده الحيلة لمنع اكتشاف هذا الاختلاس عبر استخدام وزن المشدّات لتعويض وزن الكوكايين المختلس، فيما عمد محمد الى الاشتراك معه في عملية بيع المخدرات ل"ابو سلة" الذي باعها بدوره لنوح زعيتر، اما رئيس المكتب فقد اتهم بالاهمال في القيام بواجباته الوظيفية ومخالفة التعليمات العسكرية والقانون بفضّ مضبوط دون إطلاع القضاء مؤخِّرا بذلك تطبيق القضاء للقوانين فور اكتشاف الجرم وتنظيم محضر عدلي دون مراجعة القضاء وتدوين مندرجات محضر عدلي بوقت لاحق للتواريخ المثبة فيه. اما مساعدر رئيس المكتب وهو برتبة رائد فقد اسند اليه مع رئيس القلم مخالفة التعليمات العسكرية بقيام الاول على الاهمال في متابعة اعمال التحقيق التي كان يجريها رتيب التحقيق تحت اشرافه في حين ان رئيس القلم المولج بنقل المضبوطات الى المستودع قد ابقاها في مكتبه لثلاثة ايام قبل نقلها الى المستودع.
يبدي رئيس"العسكرية" في بداية استجواب المدعى عليهم استغرابه الشديد كيف ان احدا منهم لم يبادر الى التأكد من محتوى "الكرتونة"وزنتها قبل ختمها بالشمع الاحمر بعد ادخال هذه الكمية الكبيرة الى لبنان "لتسميم الناس" ليرد العقيد بان رتيب التحقيق هو المسؤول عن التوضيب، موضحا بأنه لم يعد يذكر ما اذا طلب حجز رقم تسلسلي لل"كرتونة" وما قام به انه استدعى رئيس القلم لانه هو امين المستودع وفتحها "وكنت مضطرا لفتحها" للتأكد من وجود نقص لان معلومات ترد احيانا غير صحيحة.وقال انه طلب من ضابط الدوام مرافقته الى المستودع ليكون شاهدا.واضاف بان مساعده كان المشرف على المجموعة.
اما مساعد العقيد فاكد بانه لم يكن المشرف على التحقيق وقال بانه قبل اكتشاف القضية"شعرت بشيء في المستودع مش مظبوط" حيث يدخله عمال سوريون لترتيبه من دون مرافقة احد من العناصر، واضاف بانه ابلغ رئيسه ان "نزلة رئيس القلم الى المستودع غير صحيحة". وافاد ان الشرطة القضائية حددت بانه كان آمر المجموعة والمشرف وانه لم يكن كذلك انما تبين لاحقا ان احدا آخر كان المشرف في تلك الفترة. وتحدث الرائد المساعد لرئيس المكتب عن مرافقته للاخير الى المستودع بصفته مساعده وكان معهم امين المستودع وان العقيد فتح الكرتونة حيث تبين بانها ناقصة.
وافاد امين المستودع عن فوض عارمة فيه مؤكدا بانه ليس امين مستودع انما رئيس قلم، وقد رافق العقيد الى المستودع بناء على طلب الاخير، الذي بدأ يسأله عن ارقام القضايا ووصل لهذه القضية وكان رقمها 10 ، ثم بدأ يتفحص الكرتونة وطلب مني فتحها وكان بداخلها مشدّات و18 قطعة ثم اعاد اقفالها . وان العقيد طلب منه عدم التحدث بهذا الموضوع مع احد. ويضيف بانه نزل الى المستودع مرة اخرى مع المقدم ووضعوا الكرتونة على الميزان . واكد ان الكرتونة بقيت في مكتبه 3 ايام بسبب العطلة الاسبوعية بعد ان سلمه اياها رتيب التحقيق، مشيرا الى انه بعد كل عملية تلف يحصل فوض في المستودع وهو كان يوضبه برفقة 2 من العناصر وآخر سوري لل"تعتيل" وذلك بطلب من العقيد.واشار الى ان المسؤول عن المستودع هو الذي يملك مفتاحه"وهو مع العقيد" .وتابع يقول:"مين ما كان بياخد مفتاح المستودع".
وباستجواب رتيب التحقيق افاد بانه تسلم التحقيق ليلا الذي استمر ليومين مع تركيين لتأمين مترجم وكان ذلك قبل سنة وشهرين من اكتشاف القضية, واكد بانه عدّ المضبوط ووضعه على الميزان وقام بتشميع الكرتونة ثم سلمها الى رئيس القلم. واوضح انه اعاد وضع المضبوطات في كرتونة اخرى لانها كانت تالفة وكان مكتوب عليها بعد تسلمها من الجمارك 11.400 كيلو قائم فيما زنتها الحقيقية 11.150 من دون وزن المشدّات . اما كيف يفسر فقدان كمية من المخدرات فقال بانه نظم محضرا بإسمه ومن الغباء ان ينقّص 18 قطعة من المضبوطات لانها ستمر على امين المستودع الذي سلمه الكرتونة مختومة.اما كيف فقدت الكمية فقال:"فات واحد بهالسنة وشهرين واخد منها".
وبعد ان استمهل وكلاء الدفاع للمرافعة ارجئت الجلسة الى الاسبوع المقبل.