أخبار لبنان

العلية يدعو إلى انطلاق التدقيق الجنائي من الصفقات العمومية

تم النشر في 13 نيسان 2021 | 00:00

عقد المدير العام لإدارة المناقصات جان العلية مؤتمراً صحافياً تحت شعار ‏‏"الفاسدون يخشون التدقيق الجنائي أما الأبرياء فيفرحون به"، في "نادي ‏الصحافة". وأعلن مبادرته طرح "فكرة انطلاق عملية التدقيق الجنائي الشامل من ‏الصفقات العمومية باعتبارها في لبنان كما في معظم دول العالم تشكّل واحة وساحة ‏لعبث المفسدين والمفسدين الفاسدين بالمال العام، وثروات الوطن والقيم الاخلاقية ‏والمعنوية للأمة".‏

وقال: التزاماً لما صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في اطلالته ‏التلفزيونية في 07-04-2021 لناحية وجوب خضوع كل الإدارات والمؤسسات ‏والقطاعات العامة للتدقيق الجنائي الشامل، بادرت، إنفاذاً لموجباتي المواطنية ‏والوظيفية والأخلاقية، وانسجاماً مع قناعاتي وثوابتي الوطنية القائمة على مرتكز ‏دولة القانون هي الضمانة لجميع أبناء الوطن، الى طرح فكرة انطلاق عملية ‏التدقيق الجنائي الشامل بداية، من إدارة المناقصات لتشمل كل الصفقات العمومية ‏منها الصفقات التي جرت من خارجها بما فيها العقود الرضائية، استدراجات ‏العروض، الصفقات بموجب بيان أو فاتورة وصفقات البلديات والمؤسسات العامة ‏والهيئات والصناديق والصفقات التي جرت بإشرافها ورقابتها.‏

أضاف: أبادر الى طرح فكرة انطلاق عملية التدقيق الجنائي الشامل بداية، من ‏إدارة المناقصات لا سيما من الصفقات المفترى فيها ظلماً على موقع المدير العام ‏لادارة المناقصات بالتزوير من النائب سيزار ابي خليل، و"الابتزاز بقصد ‏الحصول على موقع" من النائب جورج عطاالله. وتبعاً لذلك، قيام الاثنين معاً بعمل ‏من شأنه ضرب مقوّمات الإدارة اللبنانية الرقابية، والنيل من سمعتها، وتقويض ثقة ‏المواطن والمستثمر بها".‏

وعدّد الصفقات التي يعنيها وهي:‏

‏1 - صفقة بواخر الكهرباء 2017- 2018، تضم اليها صفقة بواخر الكهرباء ‏‏2012 -2013، لوحدة الموضوع، وهو خرق الدستور والقفز فوق القانون ‏وتجاهل مؤسسات الرقابة، وتوصياتها على سبيل المثال لا الحصر توصية هيئة ‏التفتيش المركزي برقم 87/2013.‏

‏2 - صفقات الفيول التي أتى بها مجلس الوزراء في العام 2017 الى حيث يجب ‏ان تكون، وفقا لأحكام القانون، الى إدارة المناقصات، بموجب القرار الرقم 42 ‏تاريخ 2/11/2017. علما أن صدى هذه الصفقات وصل لأول مرة إلى إدرة ‏المناقصات بموجب كتاب وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط - المدير ‏العام - الرقم 45/ت تاريخ 10/10/2018 لطلب إبداء الرأي بدفتر شروط صفقة ‏احتكارية بامتياز.‏

‏3- مناقصة بناء معامل الطاقة بطريقة ‏BOT‏ التي نص عليها القانون الرقم 129 ‏تاريخ 04 نيسان 2019. ونقاها المجلس الدستوري لاحقا من لغم الاستثناء، ‏لتصبح خاضعة بالكامل، لقانون المحاسبة العمومية ونظام المناقصات، وتاليا رقابة ‏ادارة المناقصات في التفتيش المركزي". ‏

وشدّد العلية على "ضرورة أن يترافق التدقيق الجنائي الشامل أو من ضمنه تحديد ‏المسؤوليات عن المخالفات والانحرافات القانونية والادارية، تحديد الآثار الناجمة ‏عن هذه الارتكابات على الصعيد المالي البيئي الاقتصادي الاجتماعي، إلزام مسبّبي ‏الضرر للخزينة والاقتصاد ، كما مسبّبي التلوّث للبيئة والانسان بالتعويض من ‏مالهم الخاص، عملاً لقواعد المسؤولية ‏Le principe pollueur/payeur ‎OECD 1972‎، التطبيق الكامل للمادة 112 من قانون المحاسبة العمومية ، أي ‏إذا كان الوزير مسؤول عن تجاوز الاعتمادات وان سار في المسار القانوني ‏الاجرائي لعقد النفقة، فكم بالحري اذا خالف كل القوانين وتسبّب بنفقات من دون ‏اعتمادات اصلاً، وإصدار أوامر التحصيل اللازمة من قبل وزارة المالية عند ‏الاقتضاء". ‏

وذكّر بأن "إدارة المناقصات هي الاولى التي طبقت قانون حق الوصول الى ‏المعلومات وتعرّضت لما تعرّضت له من تهويل لذلك كرّرت المطالبة بأن تكون ‏إدارة المناقصات أول إدارة تخضع للتدقيق الجنائي الشامل، للبدء مما جرى فيها ‏ومتابعة خيوطه وتعقبها، كما البدء بالصفقات التي تم الافتراء فيها على موقع المدير ‏العام لادارة المناقصات".‏

أضاف: في حال ثبت انني مرتكب فيجب ان أحاسب من اجل الادارة وسمعتها، ‏وإذا لم أكن مرتكباً فهناك دعاوى أقمتها على مَن افترى علينا، عندها ستأخذ ‏مسارها القانوني بطريقة أسهل وأسلس.‏

وردّ العلية على النائب جورج عطاالله، مشيراً إلى أنه يكنّ له كل التقدير والاحترام ‏في اللجان النيابية، لكنه لفت انتباهه في احد البرامج عندما اعتبر ان "العلية وقف ‏ضد مناقصة البواخر لأنه طامح للحصول على موقع"، لذلك علق العليه بالقول: لم ‏اسمّها ولا مرة "مناقصة"، اعتبرتها "صفقة البواخر". انني من العام 1993 انا ‏مدقق بديوان المحاسبة، واعتبر فئة اولى كمدير عام في موقع رقابي دفاعي، اذا ما ‏هو الموقع الذي كنت أطمح إليه لأمرّر الصفقات؟ هل من موقع أهم من رئيس ادارة ‏رقابية؟

وأشار إلى أن "المجرى القانوني للدعوى ضد النائب عطاالله أخذ مجراه"، وقال: ‏أنا لا أذهب الى القضاء بحكم وظيفتي مباشرة فيما هو يفترض به أن يدافع عن ‏الادارة اللبنانية، لذلك نراسله ادارياً ووفقاً للاصول الادارية ونعطي مهلة معقولة ‏وبعدها نباشر بالدعوى القضائية. النائب عطاالله لا معرفة شخصية معه وبالتالي ‏هناك من زوّده بمعلوماته الخاطئة وسنتابع ذلك لإدخال هذا الشخص ضمن الدعوى ‏لانه الفاعل الاساسي، ناقل الكفر ليس بكافر". ولفت إلى أن مَن أخبر عطاالله يسعى ‏إلى المواقع، كان عليه ان يخبره عن هذا القانون 129/2019".‏

وتطرق العلية الى قانون أقرّ في 4 نيسان 2019 لبناء معامل انتاج طاقة بطريقة ‏الـ"‏BOT‏"، وقال: لو طُبّق قبل ثورة 17 تشرين كان من الممكن ان تأتي شركات ‏تستمر بالبلد، اليوم بتنا بحاجة إلى أعجوبة لجذب المستثمرين. وهنا سأل: هذا ‏القانون لماذا تعطل؟ اختاره المجلس الدستوري وأصبح بصيغة خاضعة لقانون ‏المحاسبة العمومية ونظام المناقصات وبالتالي لماذا خطف القانون باسم التصنيف ‏وتعطل في الوزارة لثمانية اشهر؟ لماذا عندما وصل دفتر الشروط الى ادارة ‏المناقصات وحوّلنا التقرير الى خبراء من الاتحاد الاوروبي وقدموا له حلاً تقنياً ‏كاملاً متكاملاً، مفاده ان الحل الموقت مكلف ويضرب الحل النهائي ويلوّث البيئة، ‏أما إذا اعتمدنا الحل النهائي المقترح والذي يقوم على "توربين" غاز عدد 2 في ‏أرض مؤمَّنة وموجودة في منطقة الزهراني نؤمّن طاقة بعد 36 شهراً بدل الحل ‏الذي طرح من قبل الوزارة. وكان لدينا وفر مباشر لا يقل عن مليار دولار اميركي ‏بدل الـ200 مليون دولار التي يحكى عنها اليوم. فكل ميغاوات يمكن الاستغناء عنه ‏من الحل الموقت يوفر على الخزينة مليون دولار، وفي حال تم الاستغناء عن كامل ‏الحل الموقت الذي هو 1050 ميغاوات نوفر مليار دولار. الحل الدائم كان سيؤمّن ‏لنا الكهرباء بعد 6 اشهر في وقت نحن اليوم من دون كهرباء.‏

وتوقف عند الضرر "الذي لحِق بنا نتيجة تمسّكنا بكهرباء على غاز أويل، كاشفاً ‏انه طلب اليوم إلغاء مناقصة الغاز أويل لأن الشركة المصنِّعة وضعت شروطاً لم ‏توجد لدى أحد"، واعتبر انه "لو اتبعنا هذه الحلول لكنّا اليوم نتحدث عن غاز ‏طبيعي لا غاز أويل".‏

وأعاد العلية تأكيد انه "إذاً هو من حال دون هذا التوفير فعليه ان يحاسب، ولكن ‏المشكلة ان المناقصة لم تتم اصلا ولو اقيمت لكنا نلنا هذا الوفر وتفادينا هذا المأزق ‏الذي نحن وقعنا فيه اليوم". واعتبر أن "من أضاع هذه الفرصة ولم يقم بأي خطوة ‏في وقت يتحدث دائما عن خطط هو من يجب أن يسأل"، مشدداً على "ضرورة ان ‏يتزامن التدقيق الجنائي مع مواكبة برلمانية كونها السلطة الرقابية الاولى".‏

وناشد "رئيس مجلس النواب نبيه بري، استبدال لجنة تقصي الحقائق التي نشأت في ‏وزارة الاشغال بلجنة تحقيق برلمانية تواكب عملية التدقيق الجنائي تبدأ من ادارة ‏المناقصات".‏