منوعات

ما العلاقة بين انخفاض مستويات السكر والجوع الدائم؟

تم النشر في 14 نيسان 2021 | 00:00

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مستويات السكر في الدم بعد ‏تناول الطعام ينتهي بهم الأمر بالشعور بالجوع، وبالتالي يأكلون مئات السعرات الحرارية أكثر ‏من غيرهم.‏

ووفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" ‏Daily Mail‏ البريطانية، نقلًا عن دورية "نيتشور ‏ميتابوليزم" ‏Nature Metabolism، جمع باحثون من كينغز كوليدج لندن بيانات عن مستويات ‏السكر في الدم وغيرها من المؤشرات الصحية من 1070 شخصًا يتناولون وجبة إفطار عادية ‏ووجبات أخرى.‏

سبب مشكلات الوزن

توصل الباحثون إلى أن الانخفاض في مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام هو سبب معاناة ‏بعض الأشخاص لمشكلات في وزن الجسم، حتى في ظل اتباع الأنظمة الغذائية التي تتحكم في ‏السعرات الحرارية.‏

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص، الذين عانوا من "انخفاض كبير'' في مستويات السكر ‏في الدم، كانوا أكثر شعورا بالجوع بنسبة 9% وقاموا بتناول وجبتهم التالية قبل الآخرين بحوالي ‏نصف ساعة.‏

ويقول الباحثون إن الفهم الأعمق لعملية التمثيل الغذائي بشكل منفرد لكل شخص على حدة هو ‏أمر ضروري بخاصة عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لنظام غذائي يهدف لتحسين الحالة الصحية.‏

أكبر برنامج أبحاث تغذية عالميًا

تعد النتائج هي الأحدث التي تصدر عن ‏PREDICT، أكبر برنامج أبحاث غذائي في العالم، والذي ‏يعنى بالتوصل إلى إجابات على مسائل التغذية في ظروف الحياة الواقعية.‏

قام المتطوعون المشاركون في الدراسة بتناول وجبة إفطار مختارة على وجه التحديد يوميًا، فيما ‏كان متاح لهم حرية الاختيار بين كل وجبة أخرى لمدة أسبوعين.‏

‏70 ألف وجبة وقياسات السكر

وجمع الفريق بيانات عن 8000 وجبة إفطار و70,000 وجبة إجمالاً. واستندت وجبات الإفطار ‏القياسية إلى فطائر المافن، التي تحتوي على نفس الكمية من السعرات الحرارية ولكن تختلف في ‏تكوينها من حيث الكربوهيدرات والبروتين والدهون والألياف.‏

وأجرى المشاركون أيضًا اختبار استجابة سكر الدم أثناء الصيام (اختبار تحمل الجلوكوز ‏الفموي)، لقياس مدى جودة معالجة الجسم للسكر. وارتدى المشاركون أجهزة مراقبة مستمرة ‏للغلوكوز ‏CGM‏ لقياس مستويات السكر في الدم طوال مدة الدراسة، بالإضافة إلى شاشات يمكن ‏من خلالها تتبع النشاط أثناء النهار وساعات وجودة النوم ليلًا.‏

وقاموا أيضًا بتدوين مستويات الجوع واليقظة باستخدام تطبيق على الهاتف، جنبًا إلى جنب مع ‏مواعيد ومحتويات الوجبات على مدار اليوم بشكل دقيق.‏

ما بعد ذروة السكر في الدم

ركزت الأبحاث دراسات السابقة على دراسة نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام على الطريقة ‏التي ترتفع بها المستويات وتنخفض في أول ساعتين بعد الوجبة، والمعروفة باسم ذروة سكر ‏الدم.‏

ولكن بعد تحليل البيانات، لاحظ فريق باحثي ‏PREDICT‏ أن بعض الأشخاص عانوا من ‏‏"انخفاضات كبيرة في السكر" بعد حوالي 2 إلى 4 ساعات من هذه الذروة الأولية، حيث ‏انخفضت مستويات السكر في الدم بسرعة إلى ما دون خط الأساس قبل العودة مرة أخرى.‏

‏10 كغم زيادة في الوزن

وبالإضافة إلى الحاجة إلى تناول الطعام بسرعة أكبر وكونهم أكثر شعورًا بالجوع بنسبة 9%، ‏من الذين يعانون من انخفاض السكر في الدم، فقد تناولوا أيضًا 75 سعرًا حراريًا إضافيًا في ‏غضون أربع ساعات من الإفطار وما مجموعه 312 سعرًا حراريًا إضافيًا على مدار اليوم.‏

كل هذا على الرغم من تناول كلتا المجموعتين نفس الوجبات بالضبط على الإفطار، مما يخلق ‏نمطًا يمكن أن يتحول إلى حوالي 10 كيلو غرامات من زيادة الوزن على مدار عام.‏

مؤشر أفضل للجوع

وقالت دكتورة سارة بيري من "كينغز كوليدج لندن": إنه لطالما تم ترجيح أن مستويات السكر في ‏الدم تلعب دورًا مهمًا في السيطرة على الجوع، أما ما تظهره النتائج الأخيرة فهو أن انخفاض ‏السكر هو مؤشر أفضل للجوع ويغير التفكير السائد بشأن العلاقة بين مستويات السكر في الدم ‏والطعام الذي يتم تناوله، حيث تبين أن تناول السعرات الحرارية اللاحق يحدث كرد فعل لذروة ‏سكر الدم الأولية بعد الأكل.‏

تراكم السعرات الحرارية

وقالت بروفيسور آنا فالديس من جامعة نوتنغهام، التي قادت فريق الباحثين المشاركين في ‏الدراسة، إن بضع مئات من السعرات الحرارية في اليوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن على ‏مدار عام.‏

أضافت بروفيسور فالديز: إن "اكتشافنا يتمثل في أن حجم السكر الذي ينخفض بعد تناول الطعام ‏له تأثير كبير على قدر الشعور بالجوع والشهية، وبالتالي يمكن أن يساعد الأشخاص بدرجة ‏كبيرة على فهم وزنهم وتحسين صحتهم على المدى الطويل".‏

الفروق الفردية الفريدة

وبمقارنة ما يحدث عندما يتناول المشاركون نفس وجبات الاختبار، تم اكتشاف وجود اختلافات ‏كبيرة في استجابات سكر الدم بين الأشخاص. وعلى الرغم من أنه لوحظ أن الذكور لديهم ‏مستويات انخفاض أكبر قليلاً من الإناث في المتوسط، لكن لم يرصد فريق الباحثين وجود أي ‏ارتباط بين العمر أو وزن الجسم أو مؤشر كتلة الجسم من جانب، وبين انخفاض مستويات السكر ‏في الدم سواء بنسبة كبيرة أو صغيرة على الجانب الآخر.‏

وتم أيضًا رصد بعض التباين في حجم الانخفاضات، التي يعاني منها كل شخص على حدة، ‏كاستجابة لتناول نفس الوجبات في أيام مختلفة، مما يشير إلى أن الأمر لا يعتمد على فقط على ‏الفروق الفردية في التمثيل الغذائي، ولكن يرتبط بالتأثيرات اليومية لخيارات الوجبات ومستويات ‏النشاط في الوقت ذاته.‏

الأطعمة والطبيعة البيولوجية

ويمكن أن يساعد اختيار الأطعمة، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الطبيعة البيولوجية الفريدة لكل ‏شخص على الشعور بالشبع لفترة أطول وتناول كميات أقل بشكل عام.‏

قال بروفيسور باتريك وايت، أحد الباحثين الرئيسيين المشاركين في الدراسة، إنهم مهدوا الطريق ‏لإرشادات شخصية تعتمد على البيانات لأولئك الذين يتطلعون إلى حل مشاكل الشعور بالجوع ‏سريعًا أو طوال الوقت.‏





العربية.نت ‏