أخبار لبنان

جورج شعبان : قناعة روسية بحكومة اختصاصيين لا ثلث معطّلاً فيها لأحد

تم النشر في 17 نيسان 2021 | 00:00

أخذت زيارة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى روسيا حيّزا واسعا من الاهتمام على الساحة المحلية، فالدخول الروسي الجدّي على خطّ مساعي تشكيل حكومة تحظى بثقة المجتمعين الدولي والمحلي وترفع اليد عن المساعدات الضرورية لإنقاذ البلد لم يعد خافيا على احد. وفيما يتوقع ان تكر سبحة زيارات المسؤولين اللبنانيين الى روسيا للغاية، وقبل بدء توافدها تباعا، كيف جاءت نتائج زياة الحريري وهل يمكن ان تغير في معادلة التشكيل؟

مستشار الحريري​ للشؤون الروسية جورج شعبان أشار عبر "المركزية" إلى أن "طريقة الاستقبال والتوديع واللقاءات خلال الزيارة، أثبتت مدى قوّة الصداقة بين الرئيس الحريري والقيادة الروسية، لا سيّما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك أكّدت دعمهم للحريري وخطواته للسعي في سبيل تشكيل حكومة"، لافتاً إلى أن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال للحريري أن دعوته من قبل رئيس الحكومة الروسي ميخائيل ميشوستين بمثابة دعم روسي مباشر له في التشكيل".

وأضاف "يرى الروس ان الحريري الوحيد القادر على التشكيل لإخراج لبنان من أزمته، نتيجة العلاقات الدولية التي يتمتّع بها إلى جانب وضعه الداخلي. وروسيا كوّنت قناعة بعد اتّصالاتها الدولية بأن لبنان لن يحظى بأية مساعدات ما لم تشكّل حكومة مهمّة من اختصاصيين لا حزبيين لا يملك أي طرف فيها ثلثا معطّلا تتمكن من تطبيق الإصلاحات المطلوبة. كذلك، موسكو حريصة على الإسراع في التشكيل كون الأزمة الاقتصادية تزداد سوءاً وستؤدي برأيها إلى فوضى أمنية، تجعل من لبنان أرضا خصبة للإرهاب، ومع وجود مليون ونصف مليون نازح سوري ستتأثّر الدول المجاورة".

وعن إمكانية تشكيل الحكومة في موعد قريب، أجاب شعبان "روسيا ستتابع تواصلها مع جميع الأطرف المحليين المعنيين لحثهم على التشكيل ضمن المعايير المذكورة، وما عدا ذلك سيساهم في تعميق الأزمة"، كاشفاً عن "تواصل مرتقب ليس فقط مع القوى السياسية لكن أيضاً مع المرجعيات الدينية".

أما بالنسبة إلى المكالمة الهاتفية مع بوتين التي استمرّت 50 دقيقة من قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية، فأوضح أن "كنّا على علم بها منذ فترة، وهذا الأسلوب متّبع مع جميع المسؤولين الدوليين والزائرين الرسميين لروسيا لأن بوتين لا يستقبل أيا منهم منذ انتشار فيروس "كورونا"، خصوصاً أن قبل وصول الحريري بيوم كان تلقّى الجرعة الثانية من اللقاح. وبالتزامن مع زيارة الحريري كان رئيس الوزراء الليبي متواجداً أيضاً في روسيا في أوّل زيارة له، ورغم أهمية ليبيا بالنسبة إلى روسيا أجرى الطرفان اتّصالا هاتفيا"، مردفاً "المكالمة عبّرت عن مدى الاهتمام بزيارة الحريري. وتمّ خلالها بحث الأزمتين السياسية والاقتصادية في لبنان بالعمق وبالتفصيل. وأكّد بوتين دعمه للحريري ولخطواته لتشكيل الحكومة وترؤسها".

في المقابل، وعلى الخطّ الاقتصادي، أعلن شعبان أن "لمسنا اهتمام روسي بملفات المرفأ، الكهرباء، البنية التحتية... من قبل شركات كبرى لها إمكانيات للتمويل وحتّى رجال أعمال روس مستعّدون للاستثمار في لبنان عند تشكيل الحكومة، ما يساهم في تخفيف حدّة الأزمة. وكذلك، من ضمن الأفكار المطروحة مع الجانب الروسي، بحث إنشاء صناديق مشتركة من رجال أعمال روس وعرب ولبنانيين للاستثمار في بيروت. إلى ذلك، تمت مناقشة موضوع تسيير رحلات مباشرة إلى مطار رفيق الحريري الدولي مع شركة الطيران الروسية Aeroflot. هذا وتمّ التطرّق أيضاً إلى ضرورة تسهيل عودة الطلاب اللبنانيين لاستكمال دراستهم في روسيا".

اما على الصعيد الصحي، فأكّد ان "اللقاح أخذ حيّزا من البحث، وأكّد جميع المسؤولين جهوزيتهم لدعم لبنان في مكافحة الوباء. وننتظر خطوات روسية قريباً في السياق".