منوعات

كم أنت بمأمن من كورونا في السفر؟

تم النشر في 21 نيسان 2021 | 00:00

مع إيقان جميع الدول باستحالة إيقاف المطارات عن العمل مرة أخرى، كما حصل العام الماضي ‏بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، عادت حركة الطيران نوعاً ما إلى عملها خصوصاً مع ‏تخفيف قيود السفر وتسريع إجراءات التطعيم حول العالم‎.‎

إلا أن متغيرات خطيرة أدت إلى تفشي سلالات أخرى من الوباء، طرحت تساؤلات حول مدى ‏أمان السفر هذه الأيام‎.‎

أمام هذا الوضع، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً حاكت فيه الواقع تقريباً ‏وشرحت ما يحدث أثناء السفر وفي الطائرات، مؤكدة أنه وفي معظم الطائرات يتنفس الركاب ‏خلال الممر الواحد باستمرار مزيج من الهواء المعاد تدويره‎.‎

وأوضح التقرير أنه يتم نفخ الهواء من مجاري السقف كما يجري امتصاصه من خلال فتحات ‏بالقرب من الأرضيات، ثم يطلق نصف الهواء الذي يتم امتصاصه من الطائرة ويعاد النصف ‏الآخر إلى المقصورة‎.‎

كيف يتشكّل الخطر؟

بمساعدة الباحثين، قام المعنيون على التقرير بمحاكاة أكثر من مليوني جزيء هواء لفهم كيفية ‏تدفقها داخل المقصورة، وكيف يمكن أن تشكل العناصر الفيروسية المحتملة خطراً، فأفاد الخبراء ‏بأن الهواء يتجدد تقريباً كل دقيقتين إلى 3 دقائق، وهو معدل أعلى مما يحدث في متاجر البقالة ‏والأماكن الداخلية الأخرى، مشيرين إلى أن ذلك يعد أحد الأسباب إضافة إلى بروتوكولات ‏السلامة التي تعزى إليها عدم وجود إصابات موثقة على الرحلات الجوية‎.‎

كما أوضحوا أن علو الطائرات يسمح للهواء الجديد والقديم على الاختلاط بالتساوي بهدف تقليل ‏جيوب الهواء التي يمكن أن تصبح قديمة أو باقية لفترة طويلة‎.‎

إلا أنهم شددوا على أن هذه التطمينات لا تعني أن الرحلات الجوية أصبحت آمنة تماماً لأن هناك ‏تحديات أخرى أمامها‎.‎

ماذا لو عطس أحد؟

شرح الخبراء أنه ماذا يحدث حين يعطس شخص يرتدي قناعا على متن الطائرة، وقالوا إنه ‏عندما يهب الهواء من الجانبين تتحرك الجزيئات نحو الممر، حيث تتّحد مع الهواء من الصف ‏المقابل، وأشاروا إلى أن الجسيمات ليست جميعها بالحجم ذاته، مؤكدين أن معظمها لا يحتوي ‏على مادة فيروسية معدية‎.‎

إلا أن اللافت ذكره أن هواء المعطس قد يزيد من احتمال استنشاق الجزيئات الفيروسية خصوصاً ‏لو كان الركاب القريبون لا يرتدون أقنعة حتى ولو لفترة وجيزة لتناول وجبة خفيفة مثلاً‎.‎

للتصميم دور هام وطول الرحلة كذلك

وبحسب التصميم، يعد نظام التهوية جزءًا لا يتجزأ من كيفية عمل الطائرة، حيث يتم تشغيله ‏بواسطة المحركات التي تدفع الطائرة وتمتص باستمرار الهواء الخارجي الذي يتم ضغطه وتكييفه ‏بعد ذلك للتحكم في درجة الحرارة‎.‎

كما يلعب الضغط دورا رئيسيا لأن الهواء عند ارتفاعات الطائرة يكون خفيفاً وهو أمر جيد ‏للطيران السريع، إلا أنه ليس جيدا لتوفير الأكسجين من أجل التنفس، بعد دخول الهواء إلى ‏الطائرة وتكييفها ، تتسلق في النهاية الأنابيب الصاعدة إلى مجاري السقف التي تساعد على ‏توزيع الهواء في المقصورة‎.‎

فيما يتم طوال الرحلة امتصاص هواء المقصورة بشكل دوري إلى تحت الأرض، ويخلط الهواء ‏النقي مع المعاد تدويره‎.‎

كما تختلف أنظمة التهوية اختلافًا طفيفًا بين الطائرات، إلا أن لدى معظمها طرق ترشيح وإعادة ‏تدوير متشابهة، فبمجرد سحب الهواء من المقصورة فإن الجزء الذي لن يتم إعادة تدويره يترك ‏في الجزء الخلفي من الطائرة عبر صمام يساعد على ضبط ضغط الكابينة باستمرار‎.‎

التزم وانتبه واحرص

يشار إلى أن كيفية تدفق الهواء في الطائرات ليس الجزء الوحيد من معادلة السلامة بالنسبة ‏للسفر، فوفقاً لخبراء الأمراض المعدية، قد تكون احتمالية التعرض للإصابة عالية بنفس القدر إن ‏لم تكن أعلى عندما يكون الأشخاص في صالة الوصول، أو يجلسون في مطاعم ومقاهي المطار ‏أو عند المرور بخط الأمان‎.‎

ومع تزايد عدد المسافرين عبر ما يقرب من 1.5 مليون شخص عبر المطارات الأميركية يوم ‏الجمعة الماضي، فإنه يمكن أن يصبح الزحام في أجزاء من المطار التباعد الجسدي تحدياً أكبر‎.‎

إلى ذلك، وجد باحثو جامعة هارفرد أن المطارات تختلف من حيث الحجم وعدد الركاب ‏والتكوينات، ويمكن أن يزيد ذلك من فرص التعرض للإصابات اعتماداً على مكان بقاء ‏الأشخاص وطول المدة، وكذلك يمكن أن يكون الذهاب إلى المطاعم داخل المحطة محفوفاً ‏بالمخاطر بسبب إزالة الأقنعة بشكل روتيني والاحتفاظ بها لتناول الطعام‎.‎

وعلى الرغم من أن بعض المطارات قد قامت بتركيب أنظمة ترشيح جديدة أو إضافية، إلا أن ‏الباحثين وجدوا أن العديد منها لم يتم تصميمه للتخفيف من انتشار مسببات الأمراض التنفسية ‏المحمولة جواً، مشددين على أن الابتعاد واليقظة وممارسات السلامة الأخرى لا تزال ضرورية‎.‎

تأكيداً على ذلك قالت ساسكيا بوبيسكو، عالمة الأوبئة المتخصصة في الوقاية من العدوى: ‏‏"التحدي ليس فقط على متن الطائرة.. ضع في اعتبارك المطار والرحلة بأكملها"‏‎.‎







العربية.نت ‏