منوعات

كيف كان نجوم الزمن الجميل يتعبدون خلال شهر الصيام؟ (٢/٢)‏

تم النشر في 23 نيسان 2021 | 00:00

زياد سامي عيتاني*‏


نستكمل في جزء ثان إستعراض مشاهدات فناني الزمن الجميل حول كيفية إنصرافهم خلال ‏شهر رمضان المبارك للعبادة والإلتزام بالفرائض، إستناداً لما كانت تنشره صحف ومجلات ذلك ‏الزمان:‏

‏**‏

‏•نعيمة عاكف تزور مساجد الأولياء الصالحين:‏

الفنانة الاستعراضية الجميلة نعيمة عاكف كانت تحرص على الصيام منذ كان عمرها 8 سنوات.‏

وكشفت النجمة الاستعراضية أن والدها كان يقدم مكافأة قدرها 20 قرشاً لكل إبنة من بناته ‏تصوم رمضان، مؤكدة أنها كانت تقوم ببطولة فيلم، وصادفت أيام التصوير شهر رمضان ‏وطلب منها المخرج أن تفطر لتتمكن من العمل لكنها رفضت وأصرت على الصيام وطلبت ‏تأجيل التصوير.‏

وكانت الفنانة نعيمة عاكف تحتفل بشهر رمضان المبارك إحتفالاً طيباً، فتنصرف إلى المداومة ‏على تأدية الفرائض، حيث كانت تقضي ساعات النهار في قراءة القرآن وكتب التفسير، رافضة ‏أن يكون لها أيّ علاقة بالتمثيل على مدار 30 يوماً هم عمرُ رمضان.‏

وكانت ترفض دوماً أن يتم تصويرها على سجادة الصلاة، لكن استطاع أحد المصورين ذات مرة ‏أن يختلس لها صورة وهى تنوي الاتجاه للصلاة.‏

وتتحول نعيمة عاكف إلى واعظة في شهر رمضان، والويل للمفطر الذي تعرف عنه نعيمة ذلك، ‏فإنها تنهال عليه بأقصى النعوت، وقد علمت أن صديقة لها مفطرة فأصرت نعيمة على ألا ‏تتناول تلك الصديقة الإفطار، وقد حدثت بينهما جفوة بسبب عدم التزام صديقتها بفريضة الصوم ‏في شهر رمضان.‏

ومن أهم العادات التى تحرص عليها فى رمضان بعد الإفطار زيارة مساجد الأولياء الصالحين.‏

‏**‏

‏•ليلى مراد شهرت إسلامها في الأزهر:‏

إعتادت ليلى مراد أن تحتفل بشهر رمضان منذ زواجها بالفنان أنور وجدي وحتى بعد انفصالها ‏عنه، ومن المعروف أن ليلى دخلت الإسلام بمحض إرادتها وعن قناعة تامة منها. ففي إحدى ‏الليالي أيقظت أنور وجدي بعد أن "إستمعت إلى آذان الفجر، وسألته: سامع يا أنور صوت ‏الآذان"؟ وتعجب أنور وجدي من إيقاظها له عند الفجر ولسؤالها الذي يحمل في طياته الكثير من ‏الغموض، وقال لها: "معقولة يا ليلى تصحيني من عز النوم لتسأليني عن صوت الآذان"؟ فبادرته ‏بسؤال جعله ينتفض من فراشه: "إنت ليه يا أنور ما طلبتش مني أكون مسلمة من ساعة ما ‏طلبتني للجواز"؟ إعتدل أنور وشعر ببشرى بين طيات السؤال، وأجابها أنه تزوجها لشخصها ‏وأن اعتناق الدين حرية شخصية. فقالت وهي في حالة من الخشوع والقناعة: "أنور أنا عاوزة ‏أبقى مسلمة، من زمان وأنا بفكر في الموضوع ده، وكل يوم أسمع صوت الآذان، وأحس أني ‏قربت خطوة من القرار ده، والليلة دي قررت أبقى مسلمة"...‏

تهللت أسارير أنو وجدي وعن قناعة وإرتياح نطقت ليلى الشهادتين، وقامت وتطهرت وتوضأت ‏وصلت مع أنور لأول مرة ركعتين لله وأتبعتهما بصلاة الفجر، ومع شروق الشمس إستدعت أحد ‏علماء الأزهر وهو الشيخ محمود أبو العيون وأسرت إليه بما حدث وأعادت نطق الشهادتين أمامه ‏وطلبت منه أن يعلمها أصول الدين وكيفية أداء العبادات، وواظب الشيخ وعلمها أيضاً أصول ‏التلاوة والترتيل.‏

وفي جلسة بالمحكمة الشرعية في ديسمبر (تشرين الثاني) 1947 وثقت ليلى تلك المرحلة ‏النورانية في حياتها وكان الإعلان الرسمي لإسلامها، وكان معها فقط محرر جريدة البلاغ ‏وأبعدت أنور وجدي عن المشهد لدرء أي شبهة تقول أن إسلامها كان سببه زوجها أو أي شخص ‏آخر.‏

يذكر أن ليلى مراد قبل أن تشهر إسلامها، كانت تحب سماع القرآن الكريم، وكانت تحب السيدة ‏نفيسة والسيدة زينب.‏

‏**‏

‏•زينب صدقي سيدة أخرى:‏

الفنانة زينب صدقي التي كانت الفتاة المرحة اللعوب، كانت في رمضان سيدة أخرى من طراز ‏جديد، فكانت تضرب فى شهر رمضان عن كل ما يقلل من شأن العبادة وتنصت لآي الذكر ‏الحكيم، وتستوعب ما فيها من حكمة وما تضمنته من سمو المعنى وجمال المبنى.‏

ولا تهتم زينب صدقي بمائدتها فى رمضان اهتماماً يذكر، بل تدع لوصيفتها "الست أم محمد" أمر ‏تنظيمها واختيار ما يحلو لها وليس على زينب إلا أن تأكل دون إعتراض.‏

‏**‏

‏•سليمان نجيب لا يفارق القرآن:‏

ولا تحل التقوى فى قلب الممثل الكبير والموظف الكبير أيضاً سليمان نجيب إلا في شهر ‏رمضان، ولا ينقصه إلا العمامة فى هذا الشهر حتى يصبح شيخ طريقة، وكل من كان يذهب ‏لزيارته في منزله في أي وقت من النهار، بعد إنصراف الدواوين، يراه جالساً على الأريكة ‏‏"الكنبة" فى هيئة المقرئين وبين يديه المصحف الشريف يتلو منه الآيات خاشعاً تقياً نقياً لا شأن ‏له بذلك "الخلبوص" سليمان نجيب.‏

‏**‏

‏•وداد حمدي تتحول "درويشة":‏

وكانت هناك "درويشة" من أهل الفن، وهي النجمة وداد حمدي والتى تنهمك فى شهر رمضان ‏الكريم فى تأدية السنن والفرائض، والقيام بالصلوات فى مواقيتها وأداء الزكاة، والعطف على ‏ذوي الحاجات، حتى إنها قالت فى حديث صحفي معها، إنها ترى فى الصيام خيراً وبركة لا ‏يمكن حصرهما.‏

‏**‏

‏•حسين رياض يتنقل بين المساجد:‏

وإختلفت عادات الفنان الكبير حسين رياض في رمضان عن باقي زملائه حيث كان يقضي ‏أغلب أوقات النهار متنقلاً بين المساجد ليصلي كل وقت من الأوقات في مسجد مختلف.‏

‏**‏

‏•هدى سلطان في الحرم:‏

حرصت الفنانة الكبيرة هدى سلطان على حضور شهر رمضان المبارك بمكة المكرمة في آخر ‏‏15 عاماً قبل رحيلها، وكانت تجلس بين عمودين مطلين على الكعبة المشرفة وهي تقرأ القرآن ‏الكريم.‏

‏**‏

‏•فردوس محمد تنصرف للعبادة:‏

فردوس محمد كان لها عدد من الطقوس المعينة خلال حياتها، ولأن فردوس كانت تعمل قدسية ‏لبيتها وتحترمه بشدة حتى أنها كانت ترفض التصوير فى شهر رمضان، وإن حدث فيكون بعد ‏الافطار ليلا وان يتم الانتهاء منه قبل السحور على الأقل بساعة، لأنها كانت ملتزمة دينيا وبشدة ‏وكانت تواظب على الصلاة والصوم وقراءة القرآن الكريم، وهى الطقوس التي حرصت فردوس ‏محمد على أدائها طوال مسيرتها الفنية وحتى اللحظات الأخيرة من عمرها.‏

‏**‏

‏•شاديا ساعدت مريم فخر الدين في ختم القرآن:‏

في مراهقتها بدأت مريم فخر الدين علاقتها بالنجمة الراحلة شادية وشقيقتيها فاطمة وسعاد، ‏وتقول مريم: انتميت لهن واعتبرتني خديجة هانم أمهما أختا لبناتها، ولم تنقطع علاقتي بهم، ‏وشادية هي التى علمتني الصلاة، وفي شهر رمضان بفضلها استطعت أن أختم القرآن الكريم ‏لأول مرة في حياتي ولم أكن أحفظ سوى الفاتحة فقط من قبل.‏

‏**‏

‏*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.‏