أكد المحلل والباحث السياسي براء هرموش في مداخلة عبر قناة أخبار الآن أن من يعرقل تشكيل الحكومة هو رئيس الجمهورية الذي يقبع خلفه صهره الوزير جبران باسيل فمنذ نزول العقوبات الأميركية على الوزير جبران باسيل أخذ قرار بأنه لا يريد تسهيل الوضع في لبنان الاّ برفع العقوبات عن جبران باسيل فاليوم يضعنا العهد ورئيس الجمهورية أمام خيارين إمّا جبران باسيل أو الفوضى فبات عند اللبنانين مرتبط إسم الوزير السابق جبران باسيل بالفوضى.
و أثنى هرموش على الدور الذي يقوم به الرئيس المكلف سعد الحريري و التضحيات التي يقدمها والزيارات التي قام بها إلى رئيس الجمهورية والتقيد بالمبادرة الفرنسية التي قدمها الرئيس الفرنسي ماكرون و لكن كل التشكيلات المقدمة إلى رئيس الجمهورية في أدراج القصر الجمهوري من أجل عيون الصهر.
وأضاف أنّ رؤساء و قيادات العالم يعرفون جيداً من هو سعد الحريري وبات جلياً هذا من روسيا إلى بابا الفاتيكان بالأمس لذلك فإن هذا الكلام الذي يحمّلون به المسؤولية للرئيس المكلف سعد الحريري هو كلام مرفوض شكلاً و مضموناً فإن كان سعد الحريري يحتفظ بورقة التكليف في جيبه لم يقدم تشكيلة فهو قام بثمانية عشر زيارة إلى القصر الجمهوري و قدم تشكيلة تنطبق وتتلائم مع المبادرة الفرنسية فنحن اليوم أمام معادلة إما نريد أن نبني وطن أو مزرعة،فالعهد و جبران باسيل و رئيس الجمهورية يريدون مزرعة ولا يريدون وطناً،فكل القيادات السياسية اليوم تجتمع مع الرئيس الحريري بتشكيلته و خياراته فالعهد اليوم في عزلة وطنية في لبنان فالمواطنون والقيادات السياسية تعد ولاية عهد رئيس الجمهورية بالأيام،بقي أربعمائة و خمسة و ثمانون يوماً الجميع في لبنان يريدونه خارج بعبدا و لكن نحن نخشى معادلة بسيطة أنه في عام التسعينات لم يخرج ميشال عون الاّ في الحديد والنار فهو دمر القصر الجمهوري و هو اليوم لا يريد الخروج من القصر إلا و لبنان مدمَّر إقتصادياً و سياسياً فالجميع يرى ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من جولات دولية و عربية ليحشد الدعم للبنان.
وفي سؤال عن الطرح الذي خرج به الوزير جبران باسيل بأن رئيس الجمهورية لا يمكن أن يستقيل و ليس هناك من حل أمام سحب التكليف من الرئيس الحريري إلا بإستقالة مجلس النواب حتى يصبح هذا التكليف غير موجود و اعتبار ذلك دعوة لسحب التكليف أجاب هرموش:
"هذا في الأحلام يريد أن يسحب التكليف من رئيس الحكومة لأنه وصل إلى حائطٍ مسدود فعندما بدأت الثورة في لبنان ثورة 17 تشرين كان الرئيس الحريري هو رئيساً للحكومة فاستجاب لمطالب الشارع و قدَّم استقالته و وقف التغيير هنا فقام رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة برئاسة حسّان دياب تحت عنوان حكومة اللون الواحد و قد وصلت إلى إنفجار في مرفأ بيروت فلذلك جرّبوا أن يحكموا بأنفسهم ولم يفلحوا فميشال عون وصل إلى نهاية عهده فيريد جبران باسيل استخدام آخر خرطوشة إمّا أن يحصل على وعد بالرئاسة و إمّا أن يحصل على رفع عقوبات من الأمريكان عند ذلك سوف يقنع رئيس الجمهورية أن يقدّم استقالته فهو المتحكم الأول بهذه الرئاسة مع مستشاريه لذلك ندعوا ميشال عون إلى التيقّن وعدم ختم عهدك بهكذا تقهقر و ذل.
و عن الحل الأمثل للخروج بنتيجة مفيدة للبنانيين اختصرها هرموش بثلاث أو أربع نقاط اعتبرها سهلةً جداً
فعلى العهد أن يدرك تماماً أنه يجب أن يضع مصلحة اللبنانيين أولية له من هنا يصبح تشكيل الحكومة سهل جداً وأن يفرج رئيس الجمهورية عن هذه التشكيلة ويقوم بالتوقيع عليها.
كما أنّ مشكلة لبنان اليوم هي الحصار العربي والإقليمي عليه نتيجة ممارسات حزب الله ونحن ندعوا كل الأطراف اللبنانية إلى عدم ربط لبنان و تدويل الأزمة في لبنان فالقاصي والداني يعلم بأن تشكيل الحكومة مرتبط بأن محور رئيس الجمهورية و محور حزب الله يريد ربط الوضع اللبناني بمفاوضات فيانّا والعراق ولبنان اليوم يعتبر ورقة ضغط إيرانية بيد حزب الله.
من هنا التقت مصالح جبران باسيل و ميشال عون مع حزب الله وللأسف اللبنانيون هم من يدفعوا الثمن فالمشهد بات مأساوي.
و ختم هرموش أن من يتحمل مسؤولية عرقلة الحكومة اليوم هو جبران باسيل و خلفه حزب الله حتى لا يخسر الإيراني ورقة ضغط بالمفاوضات في فيانّا مع المجتمع الدولي و باسيل يريد وعود بالرئاسة وهذا حلمه الوحيد.
تحرير ومتابعة خالد الرفاعي وعلي زكريا