أخبار لبنان

"تفاهم معراب" أم .. بعبدا ؟

تم النشر في 27 نيسان 2021 | 00:00

كتب جورج بكاسيني




ما عدا ما بدا حتى عادت لغة التقاطع بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر".. وهي رميمُ ؟

سؤال طرح نفسه في الصالونات السياسية مع دعوة عضو تكتّل "الجمهورية القويّة" النائب ‏ستريدا جعجع، من بكركي، تكتّل "لبنان القوي" الى الاستقالة من مجلس النواب "ما يفقد الأخير ‏ميثاقيته وبالتالي الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة". ‏

هذه الدعوة المستجدّة من "القوات" لـ"التيّار" كشفت النقاب عن تقاطع "بالصوت والصورة" مع ‏موقف رئيس التيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي أعلنه قبل أيام قليلة، ذاهباً فيه ‏، للمرة الأولى، الى حدود الموافقة على "انتخابات مبكرة" بوصفها المخرج الوحيد لإبعاد الرئيس ‏المكلّف سعد الحريري من معادلة تشكيل الحكومة. ‏

لم يقتصر هذا التناغم الجديد - القديم بين الجانبين على هذه النقطة وحسب، وإنما شمل " عدم اهتمام ‏مشترك " بتشكيل حكومة جديدة، عبّرت عنه النائب جعجع صراحة مع تأكيدها أن "القوت" "غير ‏مهتمّة" بالتأليف، ومارسه النائب باسيل، ومعه رئيس الجمهورية، فعلاً مع وضع العقبة تلوَ الأخرى في طريق التشكيل . ‏

ماذا يعني ذلك؟ ‏

بانتظار أن تنجلي الخلفيات الكاملة لهذا التطوّر، ثمّة تساؤلات مشروعة تفرض نفسها، خصوصاً ‏أن ما أثير يشي بقطع الطريق أمام تشكيل حكومة ينتظرها اللبنانيون ، والعالم أجمع، كمفتاح وحيد ‏لوضع حد للإنهيار الذي ضرب لبنان طولاً وعرضاً على سكّة المعالجة: ‏

‏1-‏ هل أنّ "التقاطع" المشار إليه يعني عودة الروح الى ما سمّي "تفاهم معراب" أو إعادة ‏ترميمه، كما يُعاد ترميم "تفاهم مار مخايل" بين طرفيه؟

‏2-‏ ما الجديد في الطبعة الثانية من "تفاهم معراب"، وهل يكون علنياً أم "سرّياً" كما جرى مع ‏إقرار الطبعة الأولى؟ ‏

‏3-‏ هل سلّم جبران باسيل لسمير جعجع بأن يخلف الرئيس ميشال عون في القصر بعد أن ‏خابت آمال الأول بالوصول إليه، مقابل تحصين "الجبهة العونيّة" في وجه الرئيس ‏المكلّف سعد الحريري؟

‏4-‏ هل نجح باسيل في استدراج جعجع الى "اتفاق" معيّن يُحرج الحريري مقابل "الأكثرية ‏المسيحية"، تماماً كما نجح في ذلك عشيّة التسوية الرئاسية التي لعب رئيس "القوات" فيها دور ‏جسر العبور الى رئيس "المستقبل"؟

‏5-‏ أم أنّ مخيّلة الطرفين جنحت مجدداً نحو وهم الاستعداد لـ"فيدرالية" (من طرف واحد؟!) ‏على طريقة ما جرى قبل حرب "الإلغاء" بين عون وجعجع العام 1990؟ ‏

والمعلوم أنه بعد تعيين الرئيس الأسبق أمين الجميّل الجنرال عون رئيساً لحكومة إنتقالية ‏العام 1988، انقلب الأخير عليه مع جعجع – بعد ساعات من إعلان مراسيم الحكومة – ‏عندما اجتمعا في القصر واتفقا في حينه على التكاتف سياسياً وعسكرياً: عون يترأس ‏حكومة ما كان يُسمّى " المنطقة الشرقية" (ذات الغالبية المسيحية)، وجعجع يتولّى "أمن ‏المجتمع المسيحي" .‏

ورغم أن رئيس "القوات" أعلن في حينه أنّه اتّفق مع الجنرال على ما سمّاه "حكومة ‏المقاومة" (كانت مسيحية آنذاك)، لم يدُم هذا التفاهم أكثر من أسابيع ليُضرب "أمن ‏‏المجتمع المسيحي" مرّتين تباعاً مع حرب "التحرير" وحرب "الإلغاء". ‏. ولتشهد الجمهورية أسوأ أنواع الحروب وأقذرها والتي بقيت آثارها حيّة حتى اليوم .