عرب وعالم

اتهام روحاني وظريف على قناة حكومية بالضلوع في اغتيال سليماني

تم النشر في 27 نيسان 2021 | 00:00


تزداد ارتدادات تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في الملف الصوتي المسرب قبل بضعة أيام، بخصوص تحكم قائد فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري، قاسم سليماني بالسياسة الخارجية الإيرانية الإقليمية قبل قتله بواسطة طائرة مسيرة أميركية بالقرب من مطار بغداد، تزداد اتساعا وشدة.

وفي هذا الوسط تلعب وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية التي تخضع لإدارة المتشددين دورا يصفها الموالون لحكومة روحاني بالمحرض.

اتهام روحاني ووزير خارجيته على قناة "أفق"

مساء أمس استضافت قناة "أفق" التلفزيونية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي، الصحافي الموالي للتيار المتشدد، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، داريوش سجادي للتعليق على تصريحات ظريف في الشريط المسرب، حيث اتهم حكومة حسن روحاني بإعطاء إحداثيات لإدارة ترمب مما سهل اغتيال قاسم سليماني في كانون الثاني  الماضي.

وتعليقا على ما قاله ظريف بشأن سيطرة العسكريين وبالتحديد قاسم سليماني بالسياسة الخارجية الإيرانية، قال سجادي: "لكم الحق في الحديث فقط عندما يتعلق الأمر بتعبيد العسكريين الطريق لصالح أنشطتكم.. لا أن تقولوا بأن اتباعنا للجنرال سليماني جعل أيدينا مكبلة".

وأضاف يقول: "هل تعرفون ماذا يعني مثل هذا الكلام؟، إنه خطير للغاية، في الواقع لو نقل واحد بالمائة من هذا الحديث بواسطة الجهة المسربة لملف (ظريف) الصوتي والقول بأن الجنرال قاسم سليماني وبأنشطته هو من يعرقل التقارب الأميركي الإيراني، هذا يعني إعطاء إحداثيات أساسية لضرب سليماني، الأمر حدث فعلا، انظروا إلى ما حصل".

إعطاء إحداثيات مكان تواجد سليماني

بعد ذلك وجه سجادي اتهاما حقيقيا لحكومة روحاني بإعطاء إحداثيات عن مكان تواجد قاسم سليماني، فقال: "في اليوم الذي تم اغتيال الجنرال، أنا كنت بالصدفة في طهران.. في الساعة الرابعة فجرا اتصل بي، صديق لي في إحدى خليات التفكير في أميركا.. قال لي، وفقا للمعلومات، فقد سرب مكتب الرئيس الإيراني إحداثيات مكان تواجد قاسم سليماني.

فقد بثت القناة قناة حكومية هذه الاتهامات على الهواء مباشرة في الوقت الذي يتعرض فيه وزير الخارجية الإيراني لانتقادات واسعة بسبب تصريحاته من خلال الملف الصوتي المسرب والذي أكد فيه أن الأعمال العسكرية الإيرانية بقيادة قاسم سليماني وخاصة في سوريا لم تكن لصالح إيران واعتبر احتلال سفارة المملكة العربية السعودية خيانة لإيران، واتهم الروس بمحاولة عرقلة الاتفاق النووي قبل توقيعه.

ردود فعل ضد ظريف

وكانت وكالة فارس للأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني موقف ظريف من قاسم سليماني بأنه نتيجة "للغيرة" وكتبت أن عدم توجيه دعوة لظريف لحضوره مراسم استقبال بشار الأسد في زيارته لطهران كان أحد أسباب هذه الغيرة.

كما أجرت "فارس" مقابلة مع النائب في البرلمان الإيراني محمد تقي نقد علي، الذي وصف عمل وزارة الخارجية الإيرانية بأنه "دبلوماسية إذلال تهدد وحدة أراضي البلاد"، ودعا إلى "اعتذار ظريف من الشعب عن إهانة قاسم سليماني".

وبدوره اتهم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، جليل رحيمي جهان آبادي، اتهم ظريف بالسعي لمواصلة تدمير موقع نطنز النووي: "لقد صرح ظريف مرارا بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، لذا فإن تسريب عن ملف مقابلته الخطيرة جدا غير مرتبط بالانتخابات، بل الهدف هو ضرب مصلحتنا الوطنية في محادثات فيينا وبالتالي استجواب رئيس الجهاز الدبلوماسي واستكمال التخريب الأخير في منشآة نطنز وتوجيه الأضرار بالمصلحة الوطنية.

ووصف روح الله متفكر، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، تصريحات ظريف بأنها محاولة منه لمواصلة محادثات فيينا وفقا لرغبته هو وكتب في تغريدة يقول: "رسالة السيد ظريف واضحة تماما، أو دعني أجري محادثات جديدة مهما كانت النتيجة! "أو سأترشح للانتخابات الرئاسية".

وفي إشارة إلى المسلسل الأمني "غاندو"، اتهم نظام الدين موسوي، عضو لجنة المادة 90 البرلمانية، اتهم ظريف وفريق التفاوض بالتجسس.

رد وزارة الخارجية الإيرانية

وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ملف ظريف الصوتي بأنه ملف "مجزأ وانتقائي" لحوار داخلي مدته سبع ساعات، قائلاً: "هذا الحوار تم تسجيله فقط للذاكرة التنظيمية للحكومة، ولم يكن من المقرر نشره"، مؤكدا لم يتضح من سرب هذا الملف وما هي النوايا، مضيفا "إذا وافقت المؤسسات المسؤولة، سيتم نشر الحوار الذي استغرق سبع ساعات".

إن محادثات فيينا النووية، وإرسال خطاب حزين إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وإطلاق عدة ساعات من الملفات الصوتية، سلطت الضوء على وزير الخارجية الإيراني هذه الأيام، لكنها كشفت أيضًا عن عمق الانقسامات والخلافات. مدى الصراع على السلطة في الجمهورية الإسلامية.

تسريب هذا الفايل في هذا الظرف الدقيق والحساس يشكف النقاب عن الصراع على السلطة بين تيارات وأجهزة النظام الإيراني حيث تستمر مفاوضات فيينا بالرغم من معارضة المتشددين من جهة وتستعد إيران لتنظيم إنتخابات رئاسية من المتوقع ان تعرض عنها نسبة كبيرة من الإيرانيين المحبطين الذي لا يرون أي أمل في إصلاح النظام بالرغم من المحاولات العديدة.

المصدر : العربية