ثلاث عمليات إرهابية بمنتهى الخطورة، إتُهم الفلسطيني الموقوف محمد حسن الحاج أحمد مع آخرين فارين بأنهم كانوا سينفّذونها، تخطّت واحدة منها الحدود، وكان مسرحها إحدى الجزر الايطالية، سردينيا.
أيٌّ من تلك العمليات الثلاثة لم تحصل، على الرغم من المحاولات لتنفيذها، فالاولى كانت تستهدف الامين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون اثناء زيارته الى مخيم نهر البارد للاجئين في شهر آذار من العام 2016 ، والثانية محاولة قتل عناصر الجيش بوضع مادة "الريسين" السامة في خزان مياه تتزوّد منه صهاريج الجيش.
فزيارة كي مون انتهت من دون ان يتمكن محمد أحمد من الحصول على السلاح ، وتجربته للمادة السامة لم تفعل فعلها على كلب بعدما اطعمه قطعة لحم مسممة حيث راح يراقبه فلم ير اي عوارض عليه. اما "عملية سردينيا"، فكانت ستتم على يد ابن عم المتهم الفار امين علي الحاج احمد بوضعه المادة السامة في الطعام خلال أحدى حفلات أعياد الميلاد العامة او غيرها.
كان الهدف من العملية الاولى، إغتيال كي مون، لتخفيف الضغط عن المسلمين، بعدما تحادث الموقوف أحمد والمتهم الفار حسن حبوس حول الاوضاع في سوريا وما يتعرض له المسلمون، وعندما سمعا بزيارة كي مون المرتقبة لمخيم نهر البارد إتفقا على عملية امنية لاغتياله.
ولانه"يكره الجيش وتمنى ان يكون عيد الجيش الاخير له"، كونه قاتل ضد داعش في جرود عرسال، قرر احمد الانتقام بوضع المادة السامة في خزان المياه. اما "عملية سردينيا" فلا يعرف المتهم ما اذا كان ابن عمه الفار امين الذي غادر الى ايطاليا، قد قام بتنفيذها.
هذا ما خلص اليه القرار الاتهامي الذي اصدره قاضي التحقيق العسكري الاول بالانابة فادي صوان الذي اتهم فيه الى جانب إبنا العم محمد وامين، حسن حبوس ومحمد لطفي الحاج احمد بالتخطيط للعمليات الثلاثة فضلا عن انتمائهم جميعا الى تنظيم داعش الارهابي.
لكن محمدحسن الحاج احمد، الموقوف الوحيد في هذه الجرائم الخطيرة، نسف جميع اعترافاته الاولية والاستنطاقية اثناء استجوابه امام المحكمة في جلسة سابقة، التي" ادلى بها تحت وطأة الضرب والتعذيب"، وهو أصرّ على إنكاره، موضحا بانه لم يعد يذكر تاريخ زيارة المسؤول الاممي للمخيم، انما في ذلك اليوم"بقيت في منزلي في المخيم".كما نفى محمد ان يكون قد تداول مع حسن حبوس في احدى المقاهي عن الزيارة والتخطيط لعملية الاغتيال بإطلاق النار على كي مون.
الاعتراف الوحيد الذي "سجّل" لمحمد انه تلقى تقارير من ابن عمه في ايطاليا تتعلق "بالجمرة الخبيثة " فإطلع عليها، لكنه لم يحاول تصنيعها او تصنيع "فيروس".كما نفى انتماءه الى تنظيم داعش الارهابي، لكن "فضوله التكنولوجي" دفعه الى اختراق مواقع التنظيم واليهود.
وبمثوله امس امام المحكمة برئاسة العميد الركن منير شحادة، طلبت وكيلة محمد حسن الحاج احمد ، تسطير كتاب الى السفارة الايطالية في لبنان لايداع المحكمة نسخة عن افادة امين احمد ابن عم موكلها في ايطاليا، بعدما صرحت ان القضاء الايطالي كان اعلن براءة الاخير من تهمة محاولة تسميم في سردينيا.وفي ضوء ذلك، قررت المحكمة ارجاء الجلسة الى كانون الاول المقبل.