أخبار لبنان

بهجة العيد تغيب عن فطر صيدا ..سوسان : هل تتحرك ضمائر اهل السلطة وتشكل حكومة "الثقة"!

تم النشر في 13 أيار 2021 | 00:00

بدت أجواء الاحتفال بعيد الفطر السعيد وبهجته في عاصمة الجنوب صيدا خجولة باهتة الحضور، متأثرة بتطورات الوضع في فلسطين المحتلة ومخنوقة بالأزمة المعيشية ومقيدة باجراءات التعبئة العامة بسبب جائحة كورونا .

تكبيرات الفطر ارتفعت من مآذن المساجد واقيمت صلاة العيد فيها وسط التزام باجراءات الوقاية الصحية ، والقيت خطب الفطر التي حضرت فيها بشكل اساسي الأوضاع الاقتصادية والشأن الحكومي فضلا عما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القدس وغزة من عدوان اسرائيلي .

وأم مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان المصلين لصلاة العيد في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري بحضور جمع من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأمنية والمدنية.

المفتي سوسان

وتطرق المفتي سوسان في خطبة العيد الى الأزمات التي يعانيها اللبنانيون وتوجه بهذا الخصوص الى "الذين تخلوا عن مسؤلياتهم الوطنية " بالقول " : ان لبنان واللبنانيين أثناء حكمكم وتمرسكم للمسؤلية يعيش أقسى الظروف السياسية والإجتماعية والصحية والمعيشية بل يعيش الإنهيار الإقتصادي والمالي ، و ربما خطر الإنفجار الإجتماعي المرعب و المخيف . ماذا فعلتم بالبلد جراء تصاعد صراعكم السياسي الذي طاول المؤسسات الحيوية والقضائية وكل المؤسسات الدستورية والأمنية والوطنية، لمصلحة مَنْ تُضرب هذه المؤسسات ... لمصلحة مَنْ الحدود سائبة وتهريب السلع المدعومة الإستهلاكية والبترولية والحيوانية ناشطة على طرفي الحدود لمصلحة مَنْ تُهرب المخدرات بطرق شيطانية لإغراق الدول الشقيقة والصديقة بأنواع المخدرات".

واضاف المفتي سوسان " أيها الساسة : من يحمي اللبنانيين من المهربين ومن مروجي العملات المزورة ومن سارقي السيارات في وضح النهار.

ايها المسئولون الذين تقاعسوا عن حمل المسئولية : ألم تشعروا أن المواطن اللبناني بكل أطيافه يُطحن طحنا تحت وطأة الغلاء والجوع... الرواتب والأجور جامدة و لا تتحرك مع الغلاء الفاحش ، أصبح المواطن في القطاعين العام و الخاص تحت خط الفقر المدقع ومع ذلك كل يوم يُبشرنا الساسة أننا نسير من سيء إلى الأسوء و من الإنهيار الى الكوارث و من جهنم الى الدرك الأسفل منها ".

وقال " ايها المسئولون :مذا قدمتم للشعب في هذا العهد الميمون ، دمار و اشلاء في المرفأ ،ومآسي لم يشهدها لبنان أيام الحرب الأهلية المشئومة لا كهرباء ولا محروقات، بطالة مرعبة، فساد سياسي ومالي، نهب لأموال المودعين ...ارتفاع بالاسعار للسلع... وهبوط قيمة الليرة اللبنانية ... وغياب الضمانات للمواطن... وجشع بعض التجار... وتفلت الاسعار ... واختلافها من دكان الى دكان.. بدون رقيب او حسيب...مع تفشي وباء الكورونا..ومشاكل المستشفى الحكومي الوحيد في صيدا ...وعدم تجهيزها بالكامل مع المماطلة في تأليف حكومة وطنية ترعي شؤون البلاد والعباد ...وغيرها نحن نعيش في ظروف أزمة سياسية واجتماعية وصحية ومعيشية واقتصادية حقيقية ... وربما تكون امام انفجار اجتماعي مرعب ومخيف.." .

وتابع المفتي سوسان " هل هذا الذي يجري في البلد يحرك ضمائر أهل السلطة و المسئولين ويدعوهم للخروج من حساباتهم الخاصة ورهاناتهم الداخلية و الخارجية ويعودوا الى اتفاق الطائف و يشكلوا حكومة وطنية من أهل الإختصاص بدون ثلث معطل لتعيد ثقة العالم بلبنان وتعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم واقتصادهم الوطني و تنقذ ما تبقى من مؤسسات وطنية و أمنية لترعى شؤون البلاد و العباد" .

وتوقف المفتي سوسان عند الوضع في فلسطين المحتلة فقال " في صبيحة هذا اليوم المبارك نُدين بكل قوة وحزم الإعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى ، و القدس الشريف ولا يمكن أن ننسى قضية العرب و المسلمين فلسطين و القدس الشريف و أكناف الأقصى و الثائرين و المرابطين على مداخل الأقصى و باب العامود الذين يواجهون الإحتلال النازي بصدورهم العارية ليأدوا صلاة التراويح في المسجد الأقصى المبارك إنهم يدافعون عن عروبة القدس والمسجد الأقصى و كنيسة القيامة و كل المقدسات في فلسطين. ان انتفاضة أهل بيت المقدس هي من أجل المسلمين و كرامة العرب و من أجل أن يُرفع صوت الحق على مآذن الأقصى و في جنبات القدس و كل فلسطين و ستبقى هتافات الله أكبر تشق عنان السماء، و ستبقى القضية الفلسطينية في وجدان وضمير الشعوب العربية والإسلامة مهما طال الزمن و لن يطويها النسيان أبدا ".

وختم سوسان بالقول " أيها المسلمون :صيدا مدينة الحب و العطاء، مدينة البذل و السخاء ،مدينة التكافل و التضامن الإجتماعي ، والتعاون الأسري و التآلف و التعاون .. لقد أثلج صدري ما سمعته ورأيته من دور فعَال لجمعيات المجتمع المدني والجمعيات الإسلامية و صندوق الزكاة من رعاية الفقراء والمحتاجين ودفع الضرر عنهم و مواساتهم في شهر رمضان المبارك ، بارك الله بهذه الهمة العالية و بمَنْ أنفق من ماله ، و بارك الله بمَنْ بذل من جهده ووقته لتفريج كُربة المكروبين و يسر على المُعسرين لتكون فرحة العيد شاملة للجميع ".

وبعد صلاة العيد توجه المفتي سوسان الى ساحة الشهداء في المدينة وقرأ الفاتحة عن ارواح الشهداء،داعيا الله تعالى ان يعيد الأعياد المباركة على لبنان وعلى الأمة العربية والاسلامية بالخير والوحدة ونبذ الفتن والفرقة وان يرفع البلاء والوباء والغلاء عنا جميعاً".

وكان فاعليات المدينة اعتذروا عن استقبال المهنئين بالفطر بسبب تطورات الوضع في فلسطين وجائحة كورونا ، فيما غابت مباهج العيد عن احياء وساحات المدينة ، خلا بعض المظاهر الاحتفالية المحدودة التي اقتصرت على الأطفال في باحات بعض المساجد وبعض احياء المدينة .

رأفت نعيم