أخبار لبنان

‏"أطروحة" بعبدا إلى الإليزيه: "مرافعة مطوّلة" تصلح لـ"غينيس‎"! ‎

تم النشر في 17 أيار 2021 | 00:00

توقفت "نداء الوطن" عند مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون في عطلة العيد إلى مراسلة ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولة يائسة

‎ ‎أخيرة، لاستدراج باريس إلى التخندق إلى جانب العهد وتياره تحت راية معركة "تحصيل حقوق ‏المسيحيين"، حسبما جاء في أحد جوانب "الأطروحة العونية إلى الإليزيه"، وفق ما وصفتها ‏مصادر رفيعة اطلعت على مضمونها، ورأت فيها "مرافعة دفاعية مطوّلة تصلح لدخول كتاب ‏‏"غينيس" للأرقام القياسية، بوصفها الرسالة الأطول في تاريخ الرسائل المتبادلة بين الرؤساء ‏والتي عادةً ما تكون مقتضبة وتحمل بين سطورها رسائل هادفة‎".‎

ولاحظت "نداء الوطن" أنه غداة تلمّس "الحزم" الذي أبداه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو ‏دريان أمام عون ومغادرته لبنان على وعد بإجراءات عقابية صارمة تطال معرقلي المبادرة ‏الفرنسية، كشفت مصادر "نداء الوطن" أن الفريق الرئاسي سارع إلى إعداد رسالة خطية من ‏رئيس الجمهورية إلى ماكرون تشرح الموقف العوني من مسار تأليف الحكومة، وتضمنت "سرداً ‏مطولاً لمسار الأحداث والتطورات منذ انفجار المرفأ واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، ‏مروراً بالأسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الى الاستمهال في الدعوة الى الاستشارات النيابية ‏الملزمة وتوجيهه رسالة مباشرة الى النواب لحضهم على عدم تكليف الرئيس سعد الحريري ‏باعتبار عون كان يعلم استعصاء التأليف بعد التكليف

نتيجة الممارسات التي عانى منها على مدار سنوات عهده الأربع إبان حكومة الحريري‎."‎

وأوضحت المصادر أن "من بين النقاط المركزية التي شددت عليها الرسالة العونية، اشتكى ‏رئيس الجمهورية لماكرون كيف أن "الطبقة السياسية الحاكمة منذ التسعينات تسعى إلى تقويض ‏آخر ما تبقى من صلًحيات للرئاسة الأولى في دستور الطائف عبر إجهاض عملية الشراكة في ‏التأليف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، مع التركيز على غياب المكوّنات المسيحية ‏الأساسية عن تسمية الحريري الأمر الذي يحمّل رئيس الجمهورية مسؤولية حفظ التوازنات ‏الميثاقية والشراكة الحقيقية في الحكم، الأمر الذي لا يريده الرئيس المكلف والقوى الداعمة له، ‏كما جاء في رسالة عون الذي لم يفته كذلك التصويب على مجلس النواب من خلًل اتهام الأكثرية ‏النيابية التي سمّت الحريري، بالشراكة معه في تمييع فرص التأليف وفي تحمّل المسؤولية إزاء ‏عدم دفعه إلى اتباع الأصول الدستورية التي توجب عليه التفاهم مع رئيس الجمهورية‎." ‎

وتضمنت رسالة عون المطوّلة أيضاً، بحسب "نداء الوطن"، "استعراضاً للصعوبات التي ‏تعترض العملية الإصلًحية وأبرزها عملية التدقيق المحاسبي الجنائي"، لتنتهي كما كشفت ‏المصادر إلى "إبداء رئيس الجمهورية أمام الرئيس ماكرون استعداده للتعاون مع أي تحرك ‏فرنسي من شأنه أن يلزم كل الأطراف بالتزام الدستور في عملية التأليف وإلزامهم بتعهداتهم التي ‏قطعوها في قصر الصنوبر، لجهة المضي في العملية

الاصلًحية وفق الخطة الإنقاذية الفرنسية‎."‎

وكشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، أن هذه الرسالة ليست بديلا من حديث غير صحيح عن ‏النية بإيفاد عون موفد خاص الى العاصمة الفرنسية، وانّه خاطب الرئيس ماكرون خطيًا ‏بمضمون بعض الافكار التي تفسّر موقفه من سلسلة الافكار التي رافقت طرح المبادرة الفرنسية، ‏ويبدو لعون انّها كانت تحتاج الى توضيحات في جوانب عدة منها. وقالت المصادر، انّها شكلت ‏خطوة لاستكمال الاتصالات المستمرة بين عون وماكرون، وإن كان مضمونها يبقى ملكاً للرئيس ‏الفرنسي، فإنّها كانت ضرورية بعد المواقف التي اطلقها لودريان في ختام زيارته لبيروت وما ‏نُسج من حولها.‏




نداء الوطن