خاص

بالفيديو: مقهى.. "التكافل والتضامن"

تم النشر في 19 شباط 2019 | 00:00

بفرح يحتسي الزبون فنجان قهوة "غير شكل" يُقدّم اليه بابتسامة عريضة من شاب أو فتاة يؤديان عملهما بمتعة ممزوجة بنكهة "مساواة". هذه النكهة يشعر بها كل من يقصد مقهى" Agonist Coffee Shop" في الزلقا حيث يُترجم فعليا دعم الأشخاص المصابين بضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني ( متلازمة داون ) من خلال توفير فرص عمل لهم ايمانا بقدراتهم المميزة التي يمكن أن تعود بالإفادة لهم و لمجتمعهم على حد سواء.



"




يستقبل غسان و فرح و بقية طاقم عمل المقهى روادهم بابتسامة تكسر حاجزا لطالما وضعته ذهنية التمييز بحق شريحة تتمتع بمهارات تستوجب صقلها لتكون منتجة. فكرة أثبتت ذلك من خلال تلك الفرصة التي أتاحها لهم صاحب الفكرة ومؤسس المشروع المعالج الفيزيائي وسيم الحاج الذي أوضح ل "المستقبل ويب" أن "الهدف هو إخراج هؤلاء من خلف كواليس الجمعيات ليكونوا على تماس مباشر مع محيطهم لأنهم جزء منه ولا يمكن فصلهم عنه".


ولفت ألى انه "انطلاقا من أن التعاون هو أساس النهوض بالمستقبل ومن هنا كان انتقاء تسمية المقهى" أغونيست" ،(وهي مادة تنتج استجابة بيولوجية في الجسم)، ليكون ترجمة لرسالته في ضرورة تكافل الجهود لتحفيز ثقافة دمج الشباب الذين يعانون من متلازمة داون عبر الإستجابة لحقوقهم بتأمين فرص عمل وبيئة ملائمة ليمارسوا دورهم كعناصر يؤمنون دخلهم و يساهمون في دورة العمل ".


نجحت المبادرة الفردية  الخاصة في تفكيك الصورة النمطية لفئة أثبتت جدارتها بأنها ليست عبئا بل على العكس تماما، فكل الحجج تلاشت أمام عزيمة 12 فردا شكلوا نواة فريق متماسك، فكل نادل أو نادلة منه في المكان يؤدي دوره باتقان وازدياد رواد المقهى الذي انطلق منذ شهرينأتى ليؤكد أن مصطلح "الإع





اقة"  كان "عائقا" بمثابة فزاعة حالت دون حصول أصحاب مهارات متميزة  يحتاجون فقط إلى مساحة محبة وإرادة لينطلقوا نحو حريتهم المقيدة بمصطلحات غير حقوقية .


بحيوية وتصميم تغلب كوادر "أغونيست" على الهواجس و انطلقوا في رحلة العبور إلى عالم العمل ليحظوا بتقدير جدير بهم لأنهم يتميزون و يبدعون .


"سيلفي مع غسان" و"دردشة" مع فرح وتبادل الأحاديث والنكات ، أجواء تعكس جو الألفة في مقهى بات منزلا جامعا بين فئة لم تعد في دائرة النسيان وأخرى فتحت أحضان انسانيتها بعد أن كسرت قيود التمييز لتعبّد الطريق نحو مجتمع يرتكز على مساواة لم يعد مقبولا إلا أن تكون حقيقة حقّة".





{"preview_thumbnail":"/storage/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/_inNprfwXog.jpg?itok=dNYzrYDI","video_url":"https://youtu.be/_inNprfwXog","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":0},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive)."]}





بلباسهم الأسود والأبيض يؤدي فريق العمل واجباته المهنية عل أكمل وجه من السابعة صباحا وحتى منتصف الليل ، ويتناوب كل فرد منه على خدمة الزبائن وأخذ طلباتهم وتنظيف الطاولات بعد اختيارهم و تدريبهم مع "جمعية متلازمة داون" و أهاليهم الفخورين بأبنائهم الذين أصبحوا منتجين وقادرين على توفير دخل إضافي يساعدهم على تحقيق استقرار مادي يشعرهم بأنهم مستقلين.


استطاع الحاج مع فريق عمله المتميز أن يتخطى مصاعب الاختلاف والطموح بأن تثمر التجربةفروعا مشابهة للمقهى في السنوات المقبلة كخطوة باتجاه محو ثقافة التمييز و الولوج الى مجتمع دامج لكل شرائحه .



""