أخبار لبنان

إستفتاء للسعودية والأزمة الحكومية الى احتدام

تم النشر في 20 أيار 2021 | 00:00

‎ ‎كتبت صحيفة "النهار" تقول: يفترض ان تكون "استقالة" وزير الخارجية في حكومة تصريف ‏الاعمال شربل وهبه وتعيين نائبة رئيس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، وزيرة للخارجية ‏بالوكالة مكانه، ان يطويا صفحة العاصفة التي اثارتها تصريحات وهبة المسيئة الى المملكة ‏العربية السعودية ودول الخليج، ولا سيما لجهة التداعيات السلبية التي تخوف منها كثيرون على ‏اللبنانيين العاملين في المملكة، والتي سارع السفير السعودي وليد بخاري الى نفيها. واذا كانت ‏استقالة وهبه السريعة امس ساهمت في احتواء الازمة التي تسبب بها كما لم يفعل وزير من قبل، ‏فان ما طغى على هذه الاستقالة وكاد يحجبها تمثل في "يوم التضامن مع السعودية " الذي بدا ‏بمثابة استفتاء سياسي واسع لصداقات السعودية في لبنان مع معظم قواه السياسية والحزبية ‏ومراجعه الدينية، الامر الذي رسم دلالات مهمة ومعبرة على الصعيدين الداخلي والعربي. ‏وسوف تتجه بوصلة الرصد السياسي في ظل هذه التطورات التي حصلت امس الى الكباش ‏الجديد الذي افتعله العهد بتوجيهه رسالة الى مجلس النواب لمناقشة ملف تشكيل الحكومة من باب ‏تفخيخ الرسالة باتهامات للرئيس المكلف سعد الحريري بأسر التشكيل، في ما اعتبرته أوساط ‏حقوقية وسياسية على نطاق واسع تسللاً من باب حق رئيس الجمهورية دستوريا في توجيه ‏الرسائل الى البرلمان، ولكن مع مضمون ينطوي على مخالفات مضمرة للدستور، بل لمحاولة ‏إحداث عرف انقلابي جديد على غرار ما دأب العهد على القيام به مراراً وتكراراً‎.‎

حتى أن هذه الأوساط نفسها لفتت الى ان ما واكب استقالة وهبة وتعيين عكر وزيرة للخارجية ‏بالوكالة امس اثبت ان العهد يتصرف بنزعة استخفاف بالأصول الدستورية المتشددة، إذ بدا ‏واضحا انه جرى تجاوز وزير الخارجية بالوكالة دميانوس قطار في خطوات تعديل مرسوم ‏توزيع الوزارات بالوكالة وهو أمر لفت اليه كثيرون ولكنه لم يلق آذانا صاغية بين بعبدا والسرايا ‏امس‎.‎

مع ذلك عكس الإصرار على تعيين عكر توافقاً حصل بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس ‏النواب نبيه بري على تعيينها بعدما كانت تحفظت صباحاً عن قبول هذا التعيين. وكانت ‏المعلومات اشارت إلى أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أراد لوزيرة ‏المهجرين غادة شريم أن تخلف وهبة، في حين رفض الرئيس بري هذا الاقتراح، ولهذه الأسباب ‏تم تجميد مرسوم تعيين عكر عقب رفضها الى ما بعد الظهر عندما صدر المرسوم‎ .‎

في خيمة السفير

ووسط الاتصالات التي جرت لتعيين بديل من وهبة تحوّلت دارة السفير السعودي وليد بخاري ‏في اليرزة محجة لوفود وشخصيات متضامنة وحرص بخاري على استقبال زواره في خيمة ‏‏"تؤكد افتخاره بأصول الشعب السعودي البدوية". واعتبر بخاري في دردشة مع الصحافيين ان ‏‏"ما أكسب احترام المملكة للخصوم والحلفاء في المجتمع الدولي أن لديها خطاباً سياسياً واحداً في ‏العلن وفي السر". وطمأن الى ان "ما يحكى عن سعي المملكة لترحيل اللبنانيين لا أساس له من ‏الصحة". واكد ان "أخلاقيات ومرتكزات المملكة لا تسمح بأن يتم التعرض لكل مقيم على ‏الأراضي السعودية ناهيكم عن اللبنانيين الموجودين في المملكة‎".‎

أضاف "ما شاهدناه من شائعات لا يعكس موقف المملكة فالقيادة الرشيدة في المملكة تركز على ‏صون كرامة المواطن السعودي وأي مقيم على أرض المملكة". وقال ان "العلاقات السعودية - ‏اللبنانية علاقات بين شعبين وعلاقة وجدانية تربطها روابط العروبة والدم والأخوة والإسلام ‏وعلاقات النسب وما شهدناه اليوم من مواقف وتضامن تعكس حقيقة مواقف الشعب اللبناني بكل ‏انتماءاته، ومفاخر المملكة وأصالتها أكثر من أن تعد وتحصى ولا ينكر ذلك إلا جاهل مضلَّل أو ‏أفّاق مضلَّل‎".‎

وقال: "تلقيت مكالمة هاتفية بالأمس (اول من امس) من وزير الخارجية شربل وهبه أعرب فيها ‏عن اعتذاره الشديد والصريح لما بدر منه في لقائه التلفزيوني وأخبرني بأنه سيتنحى صباح اليوم ‏‏(امس)". وعما إذا كان اعتذار وهبه كافياً قال: "الأهم ليس أن نعتبره كافياً أم لا، بل مراجعة ‏السياسات الخارجية بإرادة سياسية جامعة تجاه المملكة ودول مجلس التعاون وعندما تكون هناك ‏مراجعة حقيقية هذا يعني أن هناك مؤشرات إيجابية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي وعلى رأسهم ‏المملكة‎".‎

اشتباك جديد

في غضون ذلك يتجه المناخ السياسي الداخلي الى مزيد من الاحتدام في ظل ما اثارته رسالة ‏عون الى مجلس النواب محرضا إياه على الحريري من تداعيات ومعطيات سلبية. وإذ يتهيأ ‏الرئيس سعد الحريري بعد عودته الى بيروت لتسجيل ردّ شامل وحاد ومفصل على رسالة عون ‏لم يعرف بعد ما اذا كان رده سيحصل بعد جلسة تلاوة رسالة عون التي دعا اليها بري بعد ظهر ‏غد ام يؤجل الحريري الرد الى جلسة مناقشة الرسالة لاحقاً باعتبار ان حصر الجلسة غدا بتلاوة ‏الرسالة لن يعقبه فتح النقاش الا اذا أراد الحريري عقد مؤتمر صحافي بعد جلسة التلاوة. وإذ ‏استبعدت مزيد من الأوساط السياسية امس ان تؤدي هذه الرسالة الى اي خرق في عملية التشكيل، ‏كون الكتل الاساسية لا تزال تدعم الرئيس الحريري، أبدى رؤساء الحكومة السابقون، نجيب ‏ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، استغرابهم الشديد لرسالة عون وسجلوا جملة ملاحظات ‏حولها فاعتبروها "رسالة مليئة بالمغالطات وفيها تحوير للوقائع التي حصلت في تكليف الرئيس ‏الحريري". ولفتوا الى "إنّ أكثر ما استوقفهم وما أثار استغرابهم في رسالة رئيس الجمهورية ‏إعطاء نفسه دور الوصي على مهمة ودور رئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة وتجاوز ذلك ‏الى إعطاء نفسه دور الضابط والمحدد لمهمته، سواءً لجهة إلزامه بمعايير يحددها له في تشكيل ‏الحكومة او وضع قيود او شكليات يجب اتباعها بما يجعله في حالة من التبعية لرئيس ‏الجمهورية، وبما ينزع عن رئيس الحكومة دوره الدستوري المبادر والمسؤول، عن عملية تشكيل ‏الحكومة‎".‎

وحذروا من "أنّ ما احتوته الرسالة في هذا الشأن يطيح أحكام الدستور الواضحة والصريحة ‏وبمبدأ الفصل بين السلطات وبالأسس التي يقوم عليها النظام الديمقراطي البرلماني. ويشكل ‏انقلاباً حقيقياً على الدستور، وهي الممارسات عينها التي عطلت تطبيق احكام الدستور، كما ‏عطلت تشكيل الحكومة ووضعت البلاد على حافة الانهيار‎".‎

مغادرة لبنان فوراً

بعيداً من هذه المناخات برز موقف لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في شأن مشاركة ‏النازحين السوريين في لبنان في الانتخابات الرئاسية السورية وقال" يظهر ان عشرات آلاف ‏النازحين السوريين في لبنان يتحضرون للمشاركة غداً (اليوم) في المهزلة المأساة المسماة ‏انتخابات رئاسية سورية في مقر السفارة السورية في الحازمية. إن تعريف النازح واضح ‏ومتعارف عليه دوليا وهو الشخص الذي ترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية تحول دون بقائه ‏فيها، وبالتالي نطلب من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال إعطاء التعليمات ‏اللازمة لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء ‏من سيقترعون للأسد غدا، والطلب منهم مغادرة لبنان فورا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر ‏عليها نظام الأسد في سوريا طالما انهم سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطرا عليهم"‏‎.‎




النهار ‏