أخبار لبنان

بري يُحاصر مفاعيل "رسالة عون"... ولبنان تحت "خيمة" العرب

تم النشر في 20 أيار 2021 | 00:00

كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: تبعثر "العهد القوي" وصار قصاصات جمهورية هزيلة ‏‏"مهلهلة" اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وديبلوماسياً وأمنياً، مستباحة بين ضفتي حدود التهريب ‏وتصدير المخدرات، وحدود الصواريخ "اللقيطة" التي بدأت ترفع منسوب التوتر جنوباً وتنذر ‏بخطر زجّ اللبنانيين في فوهة النار الإسرائيلية، لا سيما مع تكرار عمليات نصب منصات ‏صاروخية وإطلاقها من الأراضي الجنوبية واستدراج ردود مدفعية على القرى اللبنانية، كما ‏حصل أمس في خراج بلدة صديقين حيث قصف الجيش الإسرائيلي المنطقة بـ17 قذيفة، قبل أن ‏يعثر الجيش اللبناني على 4 منصات فارغة وصاروخ خامس كان مُعداً للإطلاق.‏

وبمعزل عن الأهداف الكامنة وراء محاولات تسخين جبهة الجنوب، سواءً كانت تقتصر على ‏‏"الرسائل" التضامنية مع غزة، أو أنها ستتعداها إلى "مغامرات" أبعد مدى لتبلغ مدار المفاوضات ‏‏"النووية"، يبقى أنّ الثابت الأكيد بنظر الغرب والعرب أنّ لبنان الرسمي في ظل سطوة العهد ‏العوني بات رهينة أجندة عابرة للحدود تعمل على طمس هويته وكيانه وانتزاعه من بني جلدته ‏العربية لصالح إلحاقه بأجندة محور الممانعة، كما سبق وفاخر القيادي العوني بيار رفول، ‏وصولاً إلى استماتة وزير الخارجية العوني شربل وهبه في الدفاع عن طهران والهجوم على ‏الدول العربية وشعوبها، بأسلوب وقح فجّ لم يتحمّل فجاجته رعاته العونيون فقدّموه "كبش ‏محرقة" على مذبح "الخارجية"، بينما سارعت الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، في الداخل ‏والمهجر، إلى التبرؤ من النزعة العدائية للعرب، على وقع تقاطر القوى والشخصيات السياسية ‏والدينية بالأمس إلى مقرّ السفارة السعودية تأكيداً على تموضع لبنان تحت "خيمة" العرب وفي ‏كنف بيئته العربية الحاضنة.‏

وعلى الأثر، توالت التصريحات السعودية الرسمية المعبّرة عن امتنان المملكة للتضامن اللبناني ‏في أعقاب كلام وهبه "العنصري الذي لا يعبّر عن الشعب اللبناني" حسبما نوّه وزير الخارجية ‏السعودي فيصل بن فرحان، بالتوازي مع طمأنة السفير السعودي وليد بخاري إلى عدم التعرض ‏لأي مقيم لبناني على الأراضي السعودية وأنّ ما يشاع في هذا المجال ليس سوى "أكاذيب ‏وتضليل"، مشدداً على أنّ ما هو "أهمّ" من اعتذار وهبه وتنحيته من مهامه في وزارة الخارجية ‏هو إجراء "مراجعة حقيقية للسياسات الخارجية اللبنانية".‏

ومن "البلبلة" الديبلوماسية إلى "البلبلة" النيابية، تتجه الأنظار غداً إلى قصر الأونيسكو لترقب ‏وقائع الجلسة العامة التي حدّدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعداً لتلاوة رسالة رئيس ‏الجمهورية ميشال عون، التي صاغها على شكل "مضبطة اتهام" بحق رئيس الحكومة المكلف ‏سعد الحريري لحضّ المجلس على نزع التكليف عنه عنوةً عن نصّ الدستور. وبينما ترددت ‏معلومات عن عزم الحريري حضور الجلسة شخصياً للرد على رسالة عون، جاء الردّ المبدئي ‏أمس على لسان رؤساء الحكومات السابقين بالتصويب على اعتماد رئيس الجمهورية في رسالته ‏سياسة "تحوير الحقائق" و"الإطاحة بأحكام الدستور" والتعمية على تحمله شخصياً مسؤولية ‏مباشرة عن وضع عراقيل متعددة في طريق الرئيس المكلف حالت دون تأليف الحكومة، ومنها ‏محاولته "فرض الثلث المعطل وأعرافاً جديدة أخرى متعارضة مع أحكام الدستور ولا يقرها ‏نظامنا الديموقراطي البرلماني"، واستغربوا إعطاء عون نفسه "دور الوصي على مهمة ودور ‏رئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة وتجاوز ذلك الى إعطاء نفسه دور الضابط والمحدد ‏لمهمته، سواءً لجهة إلزامه بمعايير يحددها له في تشكيل الحكومة أو وضع قيود أو شكليات يجب ‏اتباعها بما يجعله في حالة من التبعية لرئيس الجمهورية، وبما ينزع عن رئيس الحكومة دوره ‏الدستوري المسؤول عن عملية التشكيل".‏

وتحضيراً لانعقاد جلسة الجمعة، كشفت مصادر نيابية لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس المجلس يعمل ‏على "تطويق ومحاصرة مفاعيل الشرخ الميثاقي في مضامين رسالة عون"، موضحةً أنه حصر ‏الدعوة إلى عقد جلسة الغد بـ"تلاوة" الرسالة، وفي حال تلقى ضمانات باقتصار الكلمات الجوابية ‏على رسالة عون بعدد محدد من ممثلي الكتل، يمكن عندها إعطاء المجال لمناقشتها في الجلسة ‏نفسها، وإلا فإنه سيعمد إلى رفع الجلسة فور الانتهاء من تلاوة الرسالة على أن يحدد موعداً ‏جديداً لمناقشتها بعد عطلة نهاية الأسبوع.‏

واليوم، يطلّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إعلامياً للتشديد على أهمية ‏‏"التسوية" باعتبار أنه "لا مفر ولا بديل عنها لتشكيل الحكومة"، كما نقلت مصادر اشتراكية ‏لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ "العنوان الأساس والهمّ الأساس" لجنبلاط في هذه المرحلة يتمحور ‏حول "الوضع الاجتماعي والمعيشي الضاغط في ظل تسارع وتيرة الانهيار والتهريب، ولا بد ‏بالتالي من الوصول إلى تسوية حكومية تتيح الشروع في البدء بالمعالجات اللازمة اجتماعياً ‏واقتصادياً، لأنّ الناس "ما بقى تحمل" والحكومة هي المفتاح الوحيد لباب المساعدات الخارجية ‏للبنان".‏

وإذ لا يستثني جنبلاط أيا من طرفي التأليف في تحمّل مسؤولية إفشال التسوية التي سبق أن ‏طرحها في محاولة لإحداث التقارب الحكومي بين عون والحريري، تؤكد المصادر أن جنبلاط ‏ينطلق في قناعاته التسووية من وجوب تقطيع المرحلة بأقل أضرار ممكنة بعيداً من المهاترات ‏والمزيد من محاولات "صب الزيت على النار"، خصوصاً أن قوى الخارج بدأت تتقارب وتجلس ‏مع بعضها البعض "ونحنا شو بعدنا ناطرين"؟.‏




نداء الوطن ‏