وكان مشروع سوق السمك في صيدا على مدى الشهرين الأخيرين موضع نقاش عام في المدينة ومحور اجتماعات عدة عقدت بين البلدية والصيادين ومهندسين وممثلي مجتمع مدني ، بعد اعتراضات برزت على الموقع المقترح للمشروع الذي كان مقررا انشاؤه الى جنوب السوق الحالي وشمال المرفأ التجاري الجديد على ان يحول السوق الحالي الى غرف للصيادين ، وكان المشروع يلحظ ردم مساحة من البحر وإنشاء سنسول جديد .
وينطلق المعترضون على الموقع المقترح للمشروع من رفضهم مبدأ ردم البحر كونه ملكاً لكل الناس، وعدم جدوى صرف مبالغ مالية كبيرة على اقامة حاجز مائي لسوق للسمك بينما يمكن الافادة من هذه المبالغ في تحسين وتطوير ميناء الصيادين الحالي فضلاً عن كون المكان المقترح بعيداً نسبياً عن ميناء الصيد .
وحرص رئيس بلدية المهندس محمد السعودي طوال هذه الفترة على الاستماع بصدر رحب لكل الآراء والملاحظات حول هذا المشروع ومناقشتها مع اصحابها للوصول الى ما هو أفضل للمدينة وللصيادين لجهة الموقع الذي سيعتمد .
وعلم " مستقبل ويب" انه بنتيجة النقاشات التي جرت والتوصيات التي نتجت عنها حتى الآن ، تم استبعاد الموقع المقترح الأول ضمن المشروع الأساسي اي خارج ميناء الصيادين ، وان البحث في اجتماع الثلاثاء سيتركز على اختيار احد اربعة مواقع أخرى مقترحة ، احدها مكان السوق الحالي واثنان بجانبه والرابع داخل الميناء .
ويطالب المعترضون بأن تتم دراسة المشروع ومكان اقامته من ضمن رؤية عامة لمنطقة ميناء الصيادين والواجهة البحرية ودورها في تنمية المدينة وتطوير المنطقة وتحسين الخدمات للصيادين، بينما تعتبر البلدية ان المهم هو تحديد موقع المشروع النهائي والاتفاق عليه لضمان عدم الغاء التمويل وبعدها يتم وضع مخطط عام لميناء الصيادين بحسب خطة بلدية برشلونة وما يتوافر من اموال لتنفيذه على ان تكون الأولولية تباعاً هي لتأمين حتياجات الصيادين والقطاع.
السعودي
وفي هذا السياق قال المهندس السعودي لـ" مستقبل ويب" ان اجتماع يوم الثلاثاء سيكون حاسماً لأنه على اساس ما سيخرج به المجتمعون سيتحدد مصير المشروع ، كاشفاً عن ان التوجه هو لأن يكون موقع سوق السمك الجديد مكان السوق الحالي لكن هناك اكثر من خيار ضمن هذا التوجه .
واضاف "حرصاً منا على استمزاج اراء اكبر شريحة ممكنة من المهتمين واصحاب الاختصاص جرت حتى الآن عدة اجتماعات لمناقشة هذا الموضوع مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي " UNDP" و"تجمع عل صوتك " ومهندسين من صيدا، ونحن نأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات على المشروع والتوصيات التي خرجت بها هذه الاجتماعات ، وبناء عليه اعددنا تقريراً مفصلاً بحصيلة النقاشات وقدمناه الى الـ" UNDP" الذين أبلغونا بأن آخر مهلة لتبلغ الرد النهائي هو الأربعاء المقبل وانه اذا لم يتم الاتفاق على موقع المشروع في اجتماع الثلاثاء سيتم الغاء تمويله "!. .
ولفت السعودي الى انه بعد طرح خيار تنفيذ المشروع مكان سوق السمك الحالي ، ارتأينا ان نستعين بجزء من خرائط ودراسات سبق وأنجزت لمشروع تحديث مرفأ الصيادين بدعم من بلدية برشلونة والذي لم ينفذ بعد بسبب عدم توافر الأموال اللازمة له . وتبين هذه الخرائط المساحات الموجودة في الموقع ، فوضعنا هذه الخرائط بتصرف استشاريي المشروع وقلنا لهم اختاروا الجزء المناسب لإقامة السوق فيه . وبناء عليه خرج المهندسون الاستشاريون بعدة مقترحات منها ان ينفذ في مكان السوق الحالي وان تكون الأشغال داخل ميناء الصيادين، وتم تشكيل لجنة مصغرة لمتابعة هذا الموضوع" .
وختم السعودي بالقول " ما يهمنا بالنهاية هي مصلحة المدينة والصيادين ونحن نعتبر هذا المشروع فرصة يجب ان تستفيد المدينة منها ونأمل ان نتخذ القرار بالاجماع يوم الثلاثاء لأنه اذا لم يكن هناك اتفاق عليه ستلغى الهبة المقدمة للمشروع ما سيشكل خسارة للمدينة ".
سنبل
من جهته اعتبر نقيب صيادي الأسماك نزيه سنبل أن "مشروع سوق السمك الحديث هو امر حيوي لقطاع الصيد البحري ويصب في مصلحة الصيادين والعاملين في الميرة " وقال لـ" مستقبل ويب": " سوق السمك هو المتنفس الاقتصادي الأساسي والوحيد لصيادي الأسماك في صيدا لتصريف ما يصطادونه وتأمين معيشتهم مما يبيعونه .. والسوق الحالي اصبح بحالة مزرية سواء كبنية تحتية او كسقف ويعاني مشكلات عديدة تؤثر على حركة عرض وتنظيف وبيع السمك فيه ودخول وخروج الزبائن بسبب تسرب المياه الى داخله او تجمعها عند مدخله في فصل الشتاء ، كما انه لا توجد غرف كافية للصيادين ، وبالتالي فان تحديث السوق وتطويره سيعالج كل هذه المشكلات ، كما انه سيساهم بتحسين اوضاع مئات العائلات ، فهناك 140 مركب صيد تعمل انطلاقا من ميناء الصيادين وكل مركب يعتاش منه بين عائلتين وثلاث وربما اكثر ، الى جانب طبعا اصحاب المزادات وطاولات البيع والعاملين في السوق وعائلاتهم ، هؤلاء جميعا هم المستفيدون بالدرجة الأولى من المشروع الذي هو ايضا حيوي للمدينة ، لأنه سيشكل مقصدا للزبائن من مختلف المناطق وجاذباً للسياح ايضاً من لبنان وخارجه " .
واشار سنبل الى ان " المشروع يتضمن انشاء مبنى جديد وحديث ومجهز مؤلف من طابقين ، الطبقة الأرضية تضم موقفاً سيارات وغرفا للصيادين ، وفي الطبقة العلوية سيكون سوق السمك ويضم 5 طاولات مزاد و12 طاولة بيع مفرق و12 طاولة تنظيف ، وتحيط بالمبنى بعض المرافق الخاصة بقطاع الصيد، وسيرافق انجاز سوق السمك الجديد تنظيم لعملية البيع الذي سيكون محصوراً فقط بطاولات مزادات وبيع السمك وتنظيفه وفق دفتر شروط سيوضع بالتعاون بين النقابة والبلدية والـ"UNDP" .
المجتمع المدني
الى ذلك ، وعشية اجتماع الثلاثاء ، أصدر " تجمع "عل صوتك " و"تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا" و"صوت الناس " و"مهندسون من صيدا والجوار" بياناً اشاروا فيه الى ان" قوى المجتمع المدني في صيدا " تنظر بإيجابية الى اللجنة التي تم التوافق عليها في الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء الماضي في بلدية صيدا لنقاش مشروع سوق السمك واخذ القرار المناسب بشأنه. وقد بادر رئيس البلدية المهندس محمد السعودي بتشكيل اللجنة المقترحة ودعوتها للاجتماع ظهر يوم الثلاثاء في البلدية ، لذلك نقترح على اللجنة دراسة مشروع سوق السمك ومكان اقامته من ضمن رؤية عامة لمنطقة ميناء الصيادين والواجهة البحرية ودورها في تنمية المدينة وتطوير المنطقة وتحسين الخدمات للصيادين.وكلنا امل ان تاخذ هذه التوصية حظها مع اعضاء اللجنة الكرام، ونتمنى لهم النجاح من اجل مدينتنا صيدا".
رأفت نعيم