أخبار لبنان

مبادرة بري "سالكة".. وباسيل "بالمرصاد‎"!

تم النشر في 1 حزيران 2021 | 00:00



المصدر:نداء الوطن




عند مفترق "كوع خطر" بين بعبدا وبيت الوسط، يعمل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ‏تنظيم "حركة السير" أمام عبور التشكيلة الوزارية في الاتجاهين، ناصحاً بالتروي ومحاذرة ‏‏"الانزلاق" نحو المجهول تحت وطأة أي "دعسة ناقصة أو زائدة" على طريق المزاحمة ‏الرئاسية واحتدام الخلاف حول "أفضلية المرور" باتجاه السراي الحكومي بين "تشكيلات" ‏رئيس الجمهورية ميشال عون و"تشكيلة" رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري‎.

عملياً، خطت مبادرة بري أمس أولى خطواتها الملموسة عبر جلسة "عصف فكري" عقدها مع ‏الحريري على مدى ساعتين لسبر أغوار "الممكن وغير الممكن" في عملية تقريب المسافات ‏المتباعدة بينه وبين عون حيال معالم التشكيلة الحكومية وتركيبتها وخريطة توزيع الحقائب ‏والتسميات فيها، فكانت الأجواء "إيجابية" حسبما نقلت مصادر عين التينة، مؤكدةً لـ"نداء ‏الوطن" أنّ الأمور "سالكة" مع الرئيس المكلف و"قد لمس الرئيس بري منه حماسةً كبيرة ‏لتذليل العقبات أمام التأليف ولم يستشعر أي ميل لديه للاعتذار كما تردد إعلامياً". وهو ما ‏أكدت عليه أوساط مواكبة للأجواء الحكومية، واضعةً الأنباء السارية عن اعتذار الحريري في ‏خانة "البروبغندا الممنهجة" التي يدير ماكينتها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، لا ‏سيما وأنّ تسريباته الإعلامية ليلاً إثر لقاء "الخليلين" أوحت بأنه يقف "بالمرصاد" لأي ‏مساعي حلحلة ولأي مبادرة أو وساطة قد ينتج عنها تشكيل حكومة برئاسة الحريري‎.

وكما في "ميرنا الشالوحي" حيث سُربت أنباء ليلاً تُسخّف نتائج اجتماع بري مع الحريري ‏على اعتبار أنّ "الأجواء والأفكار" التي نقلها "الخليلان" إلى باسيل بيّنت أنّ "عملية التشكيل ‏ما زالت متعثرة"، كذلك في قصر بعبدا تعاملت المصادر الرئاسية ببرودة مع لقاء "عين ‏التينة" مؤكدةً أنه "لا يوجد أي جديد طرأ على الملف الحكومي، والرئيس عون لم يتبلغ شيئاً ‏مستجداً ولم يتم تحديد أي موعد بعد لاستقبال رئيس المجلس النيابي ولا الرئيس المكلف‎".

وفي المقابل، كشفت المعلومات المتوافرة عن اجتماع بري مع الحريري أنه بحث في "المعالم ‏الأساسية" لتشكيلة 24 وزيراً من الإختصاصيين من دون ثلث معطل لأي فريق فيها، وساد ‏نقاش حول "الهواجس والأفكار المطروحة لتبديدها على قاعدة أنّ البلد لم يعد يمتلك ترف ‏التأخير في تشكيل الحكومة"، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن"، وعلى هذا ‏الأساس طرح رئيس المجلس على الرئيس المكلف جملة أفكار ومقترحات حول تركيبة ‏الـ"888" مع التباحث في "الحلول المتاحة لمسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في ‏التشكيلة بالتعاون مع بكركي، فرحّب الحريري بأي تعاون من هذا القبيل مع البطريرك ‏الماروني بشارة الراعي وأكد انفتاحه على صيغة الـ 24 وزيراً من الاختصاصيين غير ‏الحزبيين ومن دون ثلث معطل، لكنّ التوجس بقي حاضراً إزاء إمكانية عدم قبول رئيس ‏الجمهورية بهذا الحل، فاستمهله بري للتشاور مع "حزب الله" وعون وباسيل، وليضعهم في ‏صورة الاقتراح والعودة بجواب واضح حياله. وفي المقابل استمهل الحريري بري 24 ساعة ‏ليعود إليه بتصوره الكامل حيال التركيبة الوزارية وصيغتها بعد التشاور مع رؤساء ‏الحكومات السابقين‎".

وبينما عُلم أنّ الحريري يعتزم تكثيف مشاوراته مع فريق عمله وكتلته النيابية وتفعيل قنوات ‏اتصالاته للخروج بقراره النهائي، أفادت المعطيات بأنّ اتصالات متقاطعة على أكثر من خط ‏نشطت خلال ساعات الليل، على أن تستكمل اليوم، لتحديد ما إذا كانت الأمور ستسلك منحى ‏إيجابياً يفضي إلى تقديم الرئيس المكلف "تشكيلة محدّثة" لرئيس الجمهورية خلال اليومين ‏المقبلين، بحيث ستكون الساعات الأربع والعشرون المقبلة حاسمة في تحديد الاتجاهات ‏الحكومية بين "الأبيض والأسود‎".

وفي حال استمر الكباش الرئاسي، خلص رؤساء الحكومات السابقون إثر اجتماعهم بالحريري ‏أمس إلى تثبيت معادلة "لا اعتذار ولا تنازل"، بينما تحدثت أوساط سياسية عن عدم استبعاد ‏خيار الاعتذار نهائياً في حالة وحيدة وهي "الاتفاق على المضي قدماً نحو تشكيل "حكومة ‏انتخابات" إذا استمر التعثر في عملية تشكيل الحكومة الانقاذية"، كاشفةً أنّ الفرنسيين باتوا ‏ينظرون إلى مسألة تأليف حكومة انتقالية تدير عملية الانتخابات التشريعية وتكون مؤلفة من ‏وزراء غير مرشحين للاستحقاق الانتخابي بوصفها "الخطة باء"، وسط "همس" بدأ يدور في ‏بعض الأروقة حول تكليف الرئيس تمام سلام مهمة تشكيل مثل هذه الحكومة، في حال قرر ‏الحريري الاعتذار عن عدم التأليف