أخبار لبنان

بعبدا تدخل على خط الاشتباك المباشر مع "عين التينة" ‏ذوداً عن باسيل

تم النشر في 16 حزيران 2021 | 00:00

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : على دارج العادة، كلما حُشر رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل في واحدة من زوايا التعطيل ‏واستشعر انسداد الأفق أمام مناوراته للتملّص من محاولات تدويرها، "يشمّر" مكتب الإعلام ‏في قصر بعبدا عن سواعده ويبادر إلى إطلاق رشقات الإسناد باسم الرئاسة الأولى وصلاحياتها ‏الدستورية‎.

‎"‎السيناريو الممجوج" نفسه ألفه اللبنانيون ولا ينفك يجترّ نفسه على أرض المعركة الحكومية ‏بلا كلل ولا ملل تأكيداً على "وحدة الحال" بين رئاستي الجمهورية و"التيار الوطني" في إدارة ‏شؤون البلاد... وجديده بالأمس دخول قصر بعبدا على خط الاشتباك المباشر مع عين التينة ‏ذوداً عن باسيل في مواجهة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومية، فقلب بيان ‏الرئاسة الأولى الطاولة على المبادرة وسحب بساط التأليف من تحت أقدام الرئاسة الثانية ‏باعتبارها "تتدخل في ما لا يعنيها دستورياً"، حسبما اختصرت مصادر عونية مضامين البيان، ‏معتبرةً أنّ عون قال أمس بالمختصر المفيد لبري: "إلزَم حدودَك الدستورية ولا تتعدَّ على ‏صلاحيات غيرك‎".

وبهذا المعنى، أتت إشارة بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إلى أنّ ما تقوم به ‏‏"مرجعيات" من "تدخل في عملية التأليف وتجاوز لقواعد الدستور وتكريس أعراف وقواعد لا ‏تأتلف معه"، لتكون بمثابة الرسالة الواضحة إلى بري بوجوب الإقلاع عن محاولات التدخل ‏في ملف تشكيل الحكومة، وصولاً إلى تبديد "الزخم المصطنع" لمبادرته من خلال التشديد ‏على أنّ "الممر الوحيد" للتأليف يمرّ حصراً في قصر بعبدا وليس عين التينة‎.

وفي المقابل، تعاملت أوساط مواكبة للملف الحكومي مع بيان بعبدا على أساس أنه بمثابة ‏‏"بيان نعي" لمبادرة بري أقفل الباب نهائياً على إمكانية بلوغها خواتيم إيجابية، لافتةً إلى أنّ ‏‏"خطوط الاشتباك أصبحت واضحة بين جبهتي بعبدا وعين التينة إثر تخندق بري علناً إلى ‏جانب بيت الوسط"، وأردفت: "اعتباراً من اليوم (الأمس) أصبحت وساطة بري عملياً في ‏‏"خبر كان" ولم يعد يبقيها على قيد الحياة سوى المكابرة والخوف من القفز في المجهول غداة ‏إعلان فشلها واعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدم التأليف‎".

وانطلاقاً من قناعتها بأنّه "بات واضحاً أنّ عون أصبح مستعداً للتعامل مع الفراغ الحكومي ‏حتى نهاية عهده"، أكدت المصادر أنّ الأمور تبدو متجهة نحو "تكريس واقع تصريف ‏الأعمال حكومياً أقله حتى بلوغ الانتخابات النيابية"، من دون أن تخفي توجسها من "مخطط ‏يرمي إلى إدخال البلاد في حالة استنزاف فوضوية عن سابق تصوّر وتصميم استدراجاً ‏لعروض التسوية "على الحامي" برعاية خارجية كما حصل إبان تسوية الدوحة بعد أحداث ‏السابع من أيار‎".

وفي الغضون، بدأت كرة المطالبة بتحقيق دولي في انفجار الرابع من آب تتدحرج على ساحة ‏المنظمات الحقوقية الدولية، واسترعى الانتباه في هذا الإطار دعوة أكثر من خمسين منظمة، ‏بينها "العفو الدولية" و"هيومن رايتش ووتش"، أمس، الأمم المتحدة إلى إنشاء بعثة تحقيق ‏دولية في انفجار نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، ربطاً بانعدام الثقة باستقلالية التحقيق ‏الداخلي اللبناني والقناعة المتزايدة بعدم قدرته على الوصول إلى النتائج المتوخاة منه بعد 10 ‏أشهر من تاريخ وقوع الانفجار‎.

وعلى هذا الأساس، توجّهت 53 منظمة حقوقية دولية وإقليمية ومحلية، فضلاً عن 62 شخصاً ‏من الناجين وعائلات الضحايا، برسالة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تشدد ‏مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار 4 آب على وجوب "إنشاء بعثة تحقيق دولية ‏مستقلة ومحايدة، من قبيل تشكيل بعثة لتقصي الحقائق لمدة سنة"، وقد دعّمت "هيومن رايتس ‏ووتش" هذا المطلب بكشفها عن توثيق "عيوب عدّة في التحقيق المحلي، ما يجعله غير قادر ‏على إحقاق العدالة بصدقيّة"، مشيرةً بشكل خاص إلى "التدخل السياسي السافر، والحصانة ‏للمسؤولين السياسيين الكبار، وعدم احترام معايير المحاكمات العادلة‎".‎




نداء الوطن