لا يزال الجميع يعوّل على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي قد تكون الفرصة الأخيرة في ظل الانزلاق الكبير الذي يشهده لبنان.
فالاتصالات والمساعي مستمرة وإن بوتيرة أخف، ويبدو أن الرئيس المكلف سعد الحريري تجاوب مع طلب بري الأخير من ناحية التريث عن الاعتذار، وكانت قد أفادت معلومات صحافية يوم الاثنين أن الحريري لن يعتذر أقلّه من هذا التاريخ إلى الخميس قبل إيجاد حل أو مخرج لهذا الملف، في حين أشارت مصادر سياسية أخرى أن اعتذار الحريري طوي في الوقت الحاضر.
فالنقطة الأهم التي تثير التساؤلات الان وتستحوذ على حيّز كبير من اهتمام اللبنانيين: هل فعلاً سيعتذر الحريري؟ وفي حال حسم قراره بالاعتذار، ألن يكون مشاركاً في عملية التعطيل؟
يؤكد رئيس تحرير موقع "لبنان الكبير" الصحافي محمد نمر في حديث خاص أجراه معه موقع "إينوما" أنّه "لا موعد لاعتذار الرئيس سعد الحريري عن التكليف، والخيار هو ضمن خيارات عدة قد يقدم عليها، وقد تسبق اتخاذ قرار الاعتذار، لافتاً إلى أنه" حتى اليوم لا يزال الحريري مع أن تتشكل حكومة لتسارع في مساعدة اللبنانيين الذين يقفون في طوابير للحصول على مقومات الحياة، وهو داعم لمبادرة الرئيس بري".
واعتبر نمر أنه "في المقابل رئاسة الجمهورية لا تترك فرصة إلاّ وتعدم فيها المبادرات، والاكيد أن الحريري لن يكون شريكاً في عملية التعطيل التي يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارضاءً لمصالح صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل".
ويتابع لموقع "إينوما" قائلاً: "الرئيس الحريري قام بواجبه الدستوري بالكامل من لحظة تكليفه وصولا الى اليوم، لكنه اصطدم بعقلية عونية تعطيلية قائمة على نبش القبور واعادة لبنان الى ما قبل اتفاق الطائف، وتستخدم موقع الرئاسة لفرض أعراف جديدة".
ورأى نمر أن "على مجلس النواب محاسبة الرئيس عون بسبب التجاوزات الدستورية التي قام بها خدمة لصهره".
إلى ذلك، توقف نمر عند بيان رئاسة الجمهورية أمس مشيراً إلى أنه "يصوب على رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف، وهو اشبه بضربة اخرى لمبادرة الرئيس بري، قائلاً: "كان الاجدى بالرئاسة أن تلتزم الدستور بدلا من دعوة الاخرين الى التزام الدستور و"لايحة عون طويلة" بتجاوز الدستور".
وأشار إلى أن "بيان رئاسة الجمهورية يقول للبنانيين قفوا انتم في طوابير الذل واقف انا في طابور صهري جبران التعطيلي".
أضاف لموقع "إينوما": "امام هذه الحالة الرئيس الحريري يدرك تماما الدور الموكل اليه، وبالتالي لن يكون شريكا في تجاوز الدستور ولن يكون شريكا في مسار التعطيل،" وكل شي بوقته حلو".
وتوجه نمر بسؤال إلى كل لبناني: "كيف سيكون حال البلد لو اعتذر الحريري؟ خاتماً بالقول: "هل سيكون قصر بعبدا سعيداً بارتفاع سعر الدولار وتفاقم الازمات فقط لارضاء صهره؟".