عرب وعالم

إيران.. بدء انتخابات رئاسية تميل نتيجتها لـ "رئيسي"‏

تم النشر في 18 حزيران 2021 | 00:00

بدأت صباح الجمعة في إيران عملية الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ‏وسط أفضلية صريحة للمحافظ المتشدّد إبراهيم رئيسي، في موعد انتخابي يتوقع أن ‏يشهد نسبة مشاركة متدنية نسبياً.‏

وأدلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي بصوته في الساعة السابعة ‏وثلاث دقائق في حسينية الإمام الخميني وسط طهران، مطلقاً بذلك عملية الاقتراع.‏

وكرّر خامنئي دعوته مواطنيه إلى المشاركة بكثافة في عملية الاقتراع، والقيام بهذا ‏‏"الواجب" في أسرع وقت ممكن، مشدّداً على أن المشاركة الواسعة ستسمح "للبلاد ‏والنظام (السياسي) للجمهورية الإسلامية بتحقيق مكاسب إضافية على الساحة ‏الدولية".‏

رئيس الهيئة الانتخابية الإيرانية قال إنه سيتم إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية قبل ‏ظهر يوم السبت إذا لم يكن هناك إعادة لفرز الأصوات، وأعلن أن عدد الناخبين ‏بلغ نحو تسعة وخمسين مليون ناخب، وأن هناك نحو سبعة وستين ألف مركز ‏اقتراع في المدن وأكثر من خمسة وسبعين ألف صندوق موزعة في مختلف القرى، ‏وقد يتم استخدام المروحيات لإيصال الصناديق إلى المناطق والقرى الصعبة ‏الوصول.‏

غياب التنافسية

ويتنافس حجّة الإسلام رئيسي (60 عاماً) الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ ‏‏2019، مع ثلاثة مرشحين آخرين، ويعدّ الأوفر حظا للفوز بولاية من أربعة أعوام ‏خلفا للمعتدل حسن روحاني الذي يحول الدستور دون ترشّحه لهذه الدورة بعد ‏ولايتين متتاليتين.‏

وسيعزز فوز رئيسي - بحال تحققه - إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم ‏في إيران، بعد فوزه العريض في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) ‏العام الماضي.‏

وكما كان متوقعاً فقد انسحب المرشحان الأصوليان سعيد جليلي وعلي رضا زاكاني ‏رسمياً من المعترك الانتخابي لمصلحة مرشحهم الأكثر حظاً للفوز في الانتخابات ‏إبراهيم رئيسي للحد من تشتت أصوات ناخبيهم.‏

في المقابل انسحب المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زادة في وقت سابق من ‏خوض غمار الانتخابات، وأشارت تقارير إلى أن انسحابه سيصب في صالح ‏المرشح المعتدل القريب من الإصلاحيين عبدالناصر همتي، بعد إعلان شخصيات ‏إصلاحية بارزة دعمها له.‏

وشهدت إيران في الأسابيع الماضية حملة دون حماسة تذكر لموعد انتخابي يأتي ‏في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية سببها الأساسي العقوبات الأميركية، وزادتها حدّة ‏جائحة فيروس كورونا.‏

ودعي أكثر من 59 مليون إيراني ممن أتموا الثامنة عشرة من العمر، إلى مراكز ‏الاقتراع التي ستفتح حتى منتصف الليل. وأعلنت السلطات أنه بسبب الإجراءات ‏الوقائية الصحية ولتفادي الاكتظاظ، قد تمدّد فترة التصويت حتى الثانية فجراً.‏

لكنّ استطلاعات رأي معدودة أجريت في إيران ووسائل إعلام محلية، توقعت أن ‏تكون نسبة المشاركة بحدود 40 بالمئة.‏

وكانت الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير 2020، شهدت نسبة امتناع قياسية ‏بلغت 57 بالمئة، وأتى ذلك بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور آلاف المرشحين، ‏معظمهم معتدلون وإصلاحيون.‏

ومنح المجلس الأهلية لسبعة أشخاص لخوض انتخابات الرئاسة، من أصل نحو ‏‏600 مرشح. وضمت القائمة خمسة محافظين متشددين واثنين من الإصلاحيين. ‏لكنّ السباق سيقتصر على أربعة متنافسين بعدما أعلن ثلاثة انسحابهم الأربعاء.‏

ويواجه رئيسي، رجل الدين الذي يعد مقرّباً من خامنئي، المحافظَين المتشددين ‏محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، والنائب أمير حسين قاضي زاده ‏هاشمي.‏

أما المرشح الوحيد من خارج التيار المحافظ، فهو الإصلاحي عبد الناصر همتي، ‏حاكم المصرف المركزي منذ 2018 حتى ترشحه، علما بأنه لم يحظ بدعم ‏التشكيلات الأساسية لدى الإصلاحيين.‏

ويُعدّ رئيسي الأقوى بين هؤلاء، إذ حصد 38 بالمئة من الأصوات في الانتخابات ‏الرئاسية 2017، وكان له حضوره في مناصب عدّة على مدى العقود الماضية، ‏خصوصاً في السلطة القضائية، أحد أبرز أركان الحكم في النظام السياسي ‏للجمهورية الإسلامية.‏

كما تطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه كخلف محتمل للمرشد.‏

‏"لا أقبل بهؤلاء المرشحين"‏

وأثار مجلس صيانة الدستور الذي تعود إليه صلاحية الإشراف على الانتخابات ‏الرئاسية، انتقادات في أيار/مايو، بعد استبعاده مرشحين بارزين مثل علي ‏لاريجاني الذي تولى رئاسة مجلس الشورى 12 عاما، والنائب الأول لرئيس ‏الجمهورية إسحاق جهانغيري.‏

وفي حين يؤكد المجلس الذي يهيمن عليه المحافظون، التزامه القوانين الانتخابية في ‏دراسة الأهلية، إلا أن استبعاده أسماء كبيرة، خصوصا لاريجاني الذي رجح ‏الإعلام المحلي أن يكون أبرز منافس لرئيسي، أعطى انطباعا بأن الانتخابات ‏حسمت سلفا.‏

ويحظى الرئيس في إيران بصلاحيات تنفيذية ويشكل الحكومة، لكن الكلمة الفصل ‏في السياسات العامة تعود إلى المرشد الأعلى.‏

أزمة اقتصادية

وستطوي الانتخابات عهد روحاني الذي بدأ في 2013 وتخلّله انفتاح نسبي على ‏الغرب توّج بإبرام اتفاق عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بشأن برنامج ‏إيران النووي، بعد أعوام من التوتر.‏

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن طهران، في مقابل الحدّ من أنشطتها النووية، لكنّ ‏مفاعيله انتهت تقريبا مذ قرّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده ‏أحادياً منه وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.‏

وتتزامن الانتخابات مع مباحثات تجري في فيينا بين إيران وأطراف الاتفاق، ‏وبمشاركة أميركية غير مباشرة، سعياً لإحيائه. وأبدى المرشحون تأييدهم لأولوية ‏رفع العقوبات والتزامهم بالاتفاق النووي إذا تحقّق ذلك.‏

وشهدت مدن عدة احتجاجات على خلفية اقتصادية في شتاء 2017-2018 وتشرين ‏الثاني/نوفمبر 2019، اعتمدت السلطات الشدّة في قمعها.‏

وسيكون الوضع المعيشي أولوية للرئيس المقبل، وهو ما أكّده خامنئي بدعوته ‏المرشحين للتركيز على الهم الاقتصادي.‏

ويرسم رئيسي لنفسه صورة المدافع عن الطبقات المهمّشة، وقد رفع في حملته ‏شعار مواجهة "الفقر والفساد".‏

لكنّ معارضين في الخارج ومنظمات حقوقية يربطون اسمه بإعدامات طالت ‏سجناء ماركسيين ويساريين عام 1988 حين كان يشغل منصب معاون المدعي ‏العام للمحكمة الثورية في طهران. ونفى رئيسي سابقاً أيّ دور له في ذلك.‏




العربية.نت