أخبار لبنان

ضياع في بعبدا… بانتظار إحداثيات البيّاضة

تم النشر في 19 حزيران 2021 | 00:00

كتبت "نداء الوطن" تقول: بقوة الأمر الواقع، وبزخم متسارع تسير عجلات رفع الدعم عن المواد ‏الحيوية الأساسية في البلاد، مهددةً الأمن الاجتماعي بانفجار وشيك تصيب شظاياه مختلف ‏جوانب حياة اللبنانيين تحت وطأة تخاذل الطبقة الحاكمة وانعدام الخطط والبدائل المساعدة على ‏امتصاص تداعيات الأزمة، بينما لا يزال الملف الحكومي عالقاً وسط دهاليز لامتناهية من اللف ‏والدوران والتجاذبات العقيمة بين أطراف السلطة.‏

فمن يتحرّى مستجدات ملف التأليف، لا سيما في ضوء المعطيات الأخيرة التي تحدثت عن ‏استعداد رئيس الجمهورية ميشال عون لإطلاق مبادرة حكومية جديدة، يجد نفسه أمام حالة ‏‏"ضياع" تسود أروقة قصر بعبدا، حيث تتضارب الأجواء والمعلومات بين مصادر وأخرى في ‏القصر إزاء الخطوة المقبلة التي سيقدم عليها عون، مع تسجيل "تقاطع وحيد" في المعلومات ‏المستقاة من مختلف أوساط دوائر الرئاسة الأولى، يتمحور حول ترقبها "إحداثيات" المؤتمر ‏الصحافي الذي سيعقده رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل صباح الغد لكي يُبنى على ‏الموقف الرئاسي مقتضاه!‏

وبانتظار مؤتمر "البياضة"، تفاوتت معطيات المسؤولين العونيين بين الإشارة إلى احتمال طرح ‏رئيس الجمهورية مبادرة تقوم على تشكيل "حكومة إنقاذ"، وبين إعادة تعويم فكرة تشكيل ‏‏"حكومة أقطاب" التي كان قد أضاء عليها البطريرك الماروني بشارة الراعي إثر زيارته الأخيرة ‏قصر بعبدا. غير أنّ مصادر رفيعة في بعبدا أكدت عدم وجود أي اتجاه محسوم في الوقت ‏الراهن لا في هذا الاتجاه ولا ذاك، نافيةً اعتزام رئيس الجمهورية "إطلاق أي مبادرة خاصة" ‏طالما أنّ "الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال مكلفاً… أما إذا اعتذر فعندها لكل حادث ‏حديث".‏

وإذ شددت على أنّ رئيس الجمهورية "يعكف حالياً على تقويم مستجدات الأمور لا سيما في ‏ضوء تأكيد الرئيس المكلف على كون الأولوية لديه هي للتأليف وليس للإعتذار"، أضافت ‏مصادر بعبدا: "اذا استمر رئيس مجلس النواب نبيه بري على مبادرته فنحن مستمرون، وإذا ‏تمكّن من إقناع الحريري بالسير قدماً بالمبادرة فنحن داعمون".‏

وفي المقابل، نقلت مصادر سياسية معلومات تفيد بأنّ عون كان بصدد الدعوة إلى عقد طاولة ‏حوار وطني لطرح فكرة تشكيل حكومة أقطاب تواجه الأزمة، لكنه أرجأ هذه الخطوة بناءً على ‏نصائح مقربين منه، أولاً لكي لا تصطدم الدعوة الرئاسية بعدم تجاوب القوى السياسية معها، ‏وثانياً لصعوبة تسويق انضمام رئيس "التيار الوطني" إلى تشكيلة حكومة الأقطاب أسوةً بباقي ‏رؤساء الأحزاب لأنّ اسمه مدرج على قائمة العقوبات الأميركية.‏

أما في ما يتصل بإطلالة باسيل المتلفزة غداً، فآثرت مصادر "التيار الوطني" عدم الخوض في ‏أي تفصيل جديد قد يطرحه في الملف الحكومي، مكتفيةً بالإشارة إلى أنه "سيضع النقاط على ‏الحروف في سياق إيجابي وسيوجّه رسائل في أكثر من اتجاه، سواءً باتجاه الحلفاء أو الخصوم، ‏وربما تكون رسائله عابرة للحدود".‏

وفي سياق "الرسائل" العابرة للحدود، جددت "مافيا الكبتاغون" محاولات استهداف المملكة ‏العربية السعودية عبر مرفأ بيروت حيث تمكنت الأجهزة الأمنية أمس من اعتراض وضبط شحنة ‏من ملايين حبوب الكبتاغون كانت مخبأة بطريقة احترافية داخل "مصبّات رصاص" معدّة ‏للتصدير إلى ميناء جدّة السعودي.‏

وعلى الأثر، سارع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي إلى المرفأ لمعاينة ‏المخدرات المصادَرة وتلقّف المناسبة لإيصال رسائل سياسية إلى القيادة السعودية تطلب منها ‏‏"إعادة الثقة" بالدولة اللبنانية وإجراءاتها الهادفة إلى إحباط أي محاولة لاستخدام المرافئ اللبنانية ‏في عمليات تصدير المخدرات إلى المملكة.‏

وشدد فهمي على أهمية تعاون الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة شبكات تصدير المخدرات عبر ‏لبنان إلى دول العالم، كاشفاً عن عمليات تعقب ودهم نفذتها شعبة المعلومات في قوى الأمن ‏الداخلي، وأسفرت عن توقيف اثنين من القيّمين على هذه الشبكات، مع إشارته إلى أنّ العمل ‏مستمر لتوقيف المزيد منهم خلال اليومين المقبلين.‏




نداء الوطن ‏