أخبار لبنان

بري: لا حكومة ولا اعتذار.. الإنهيار لا ينتظر انتخابات وتخوّف أمني

تم النشر في 22 حزيران 2021 | 00:00

كتبت صحيفة "النهار" تقول: غداة تطورات شديدة السلبية أرخت بظلالها على ‏مجمل الوضع الداخلي والازمة الحكومية خصوصاً عقب المواقف المتفجرة التي ‏اطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل واعتبرت استهدافا "قاتلا" ‏لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، يكتسب استكشاف "النهار" امس لموقف ‏الرئيس بري أهمية مضاعفة لتلمس أفق ما بعد هذا التصعيد الخطير.‏

ذلك ان الرئيس بري يقول ان مبادرته او مساعيه لتأليف الحكومة لا تزال قائمة، ‏ولن يتراجع الا بتوافر مبادرة اخرى مقبولة، وهو متمسك بالرئيس المكلف سعد ‏الحريري لانه يحظى بتأييد جمهور طائفته ودار الفتوى ونادي رؤساء الحكومات ‏السابقين، وهو حظي بتأييد النواب في الاستشارات، "هم لا يريدونه ونحن للاسباب ‏الانفة الذكر نتمسك به". ويعتبر انه في مقابل لا حكومة، لا اعتذار.‏

ورداً على سؤال "النهار" عن ان الرئيس المكلف قد يُقدم على الاعتذار بناء لإشارة ‏من بري تفيد بموت مبادرته، اجاب رئيس المجلس "الانتظار سيطول". لكن بري ‏يؤكد ان البلد لا يحتمل التأخير، ولا يحتمل إنتظار انتخابات نيابية ولو مبكرة، لانها ‏لا يمكن ان تحصل قبل ثلاثة او اربعة اشهر، والبلد قد يشهد انهياراً كاملاً خلالها، ‏‏"اذا اعتذر الحريري سيكون انهيار تام، واخاف من الناحية الامنية"، يقول. ويعتبر ‏ان اسقاط حكومة الحريري ذات يوم فيما كان يهمّ بدخول البيت الابيض كان خطأ ‏‏"وجل من لا يخطىء".‏

واذ يؤكد ان الحريري تجاوب مع مبادرته برفع عدد الوزراء الى 24 والقبول بآلية ‏للتسمية، يلفت الى ان اجتماعين او اكثر ما بين القصر الجمهوري والبياضة افضت ‏الى تجاوب النائب باسيل مع بنودها، قبل ان يعلن انه غير مطلع عليها.‏

ويرفض بري الكلام عن المثالثة اذ يرى ان الرئيس ميشال عون الوحيد الذي ‏سيحصل على ثمانية واكثر، فيما ان وزراء الشيعة خمسة فقط، ومقاعد الحلفاء ‏تخص هؤلاء. واكد انه لا يجوز لاي طرف الحصول على ثلث "معطّل".‏

ورداً على سؤال عن ضمانات الاصلاح لاستعادة الثقة بلبنان التي يتمسك بها ‏ويشدد عليها، فيما "حزب الله" ومن حوله يرفضون اللجوء الى صندوق النقد ‏الدولي، يجيب ان المهم انهم ارتضوا بالمبادرة الفرنسية وهي اصلاحية. ويعتبر ان ‏الثقة تجذب المليارات كما نقل اليه اكثر من موفد دولي. ولا يعلق بري على لجوء ‏النائب باسيل الى السيد حسن نصرالله الا بقوله "بتعقّد" مع ابتسامة من دون ان ‏يضيف كلمة.‏

ترقّب الأوروبيين

في أي حال بدا المشهد الحكومي امس وكأنه أصيب تكراراً بالشلل فيما اتجهت ‏الانظار الى الاتحاد الاوروبي حيث يبدو شبه مؤكد ان آلية العقوبات على مسؤولين ‏وسياسيين لبنانيين وضعت على نار النقاش، وسيناقشها الاتحاد جدياً في ضوء ما ‏نقله الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون الخارجية والأمن جوزف بوريل من ‏معطيات الى اجتماع وزراء الخارجية الذي بدأ اجتماعاته امس في لوكسمبور، اذ ‏ذكرت معلومات انه قدم تقريراً قاتماً للغاية في ظل انطباعاته عن زيارته للبنان و ‏بعدما اطّلع من كثب على الواقع اللبناني القاتم و" تناحر اهل الحكم" على الحصص ‏والاحجام فيما البلاد تنهار. وكان بوريل اعتبر "أن لبنان يحتاج لقيادة لعبور ‏الأزمة، ونحثهم على تشكيل الحكومة". وقال "ان لبنان على حافة الانهيار المالي ‏ولا يمكننا الانتظار لإنقاذه".‏

وعلى رغم المعطيات المتشائمة والسودواية التي سادت البلاد حيال الملف الحكومي ‏عقب المواقف التعطيلية الجديدة التي اطلقها باسيل، لوحظ ان رئيس الجمهورية ‏ميشال عون حاول التخفيف من حدة هذا الواقع التعطيلي والتصعيدي علما انها ‏ليست المرة الأولى التي تظهر فيها معالم توزيع الأدوار بين عون وباسيل. وفي ‏هذا السياق نقل النائب جميل السيد بعد زيارته بعبدا امس عن عون قوله انه "على ‏رغم كل ما يجري فإنه لم ييأس من وصول المبادرات الى حل مع وجود العقلاء، ‏شرط عدم المساس بالدستور وبالصلاحيات التي ناطها الى السلطات الدستورية ‏وعلى رأسها مقام رئاسة الجمهورية".‏

رد على "التفعيل"‏

ووسط الغليان السياسي المتجدد عاودت رئاسة حكومة تصريف الاعمال الرد على ‏الداعين الى "تفعيل" الحكومة المستقيلة فأصدرت بيانا مسهباً اعتبرت فيه انه "لا ‏يمكن عاقلا الاقتناع والتسليم بهذا العجز السياسي وبانقطاع الحوار المجدي بين ‏المعنيين وبتعطيل كل المخارج التي تؤدي إلى إيجاد تسوية لتشكيل حكومة فاعلة ‏ولديها صلاحيات التعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية ‏الحادة، بحيث توقف مسلسل الانهيارات المتدحرجة في البلد ". وأشارت الى "إن ‏الأزمة الخطيرة التي بلغها البلد، تستوجب من الجميع وقفة ضمير تستدرك الانهيار ‏‏..لكن بعض هذا العجز السياسي يحاول الاختباء خلف قنابل دخانية ويرمي أثقال ‏عجزه على حكومة تصريف الأعمال، عبر عناوين "التعويم" و"التفعيل"، ودفعها ‏لمخالفة الدستور". وذكرت "أن الاولوية تبقى دائما وأبدا، لتشكيل حكومة جديدة ‏تنهي الانقسام السياسي الذي يدفع البلد نحو الاصطدام المدمر على كل المستويات" ‏‏.‏

الازمات تتفاقم

وفي سياق متصل بدا أمس ان الازمات المتعلقة ببعض القطاعات ولا سيما منها ‏ازمة فقدان عشرات أنواع الادوية مقبلة على تفاقم خطير جداً اذا طالت الازمة ‏كثيراً ولا تزال معالم معالجتها مفقودة فيما تتصاعد تداعيات بالغة الخطورة لفقدان ‏الكثير من الادوية. كما ان ازمة المحروقات ليست افضل حالاً اذ لا تزال طوابير ‏السيارات امام المحطات وفي الشوارع تطبع مشهد العاصمة والمدن والبلدات ‏اللبنانية وسط مخاوف من عدم تراجع معالم الازمة بل وتفاقمها باطراد.‏

وتعليقا على هذا الواقع، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إنها ‏لمأساة يتسبب بها رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال بتركهما ‏الناس معلقين بين السماء والأرض، لا يعرفون ماذا يحدث او ماذا سيكون غدهم. ‏هم لا يعرفون إذا كان البنزين مؤمنا والمازوت متوفرا أم لا؟ ولا يعرفون ما مصير ‏الأدوية التي هم بحاجة إليها وما إذا كانت مؤمنة ام غير موجودة" "اضاف: "فخامة ‏رئيس الجمهورية، دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال، إما أن تتدبرا أمركما في ‏توفير الموازنات اللازمة للاستمرار بالدعم، طبعا من خارج الاحتياط الالزامي ‏وبعد ترشيده وحصره فقط بالعائلات المحتاجة، وإما عليكما صراحة وجهاراً رفع ‏الدعم لكي يعرف اللبنانيون ماذا عليهم ان يفعلوا. عليكما اتخاذ قرار سريع وفوري ‏لأن التاريخ سيحاسبكما".‏




النهار