أخبار لبنان

‏"حزب الله" وبري يردّان على خطاب باسيل بالصمت

تم النشر في 22 حزيران 2021 | 00:00

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: تصاعدت الدعوات السياسية لحكومة ‏تصريف الأعمال برئاسة الرئيس حسان دياب، إلى تفعيل عملها وقيام وزرائها ‏بمهامهم في ظل الأزمة المعيشية والتأزم السياسي الذي حال دون تشكيل حكومة ‏جديدة، ما دفع رئاسة الحكومة إلى رفض "التعويم" و"التفعيل"، داعية إلى تشكيل ‏حكومة فوراً "تستدرك الانهيار الشامل".‏

وتراجعت الآمال بتشكيل حكومة جديدة في ظل الاشتباك السياسي والاصطفاف ‏القائم، خصوصاً بعد تصريح رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ‏الذي طالب أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله بأن "يقبل له ما يقبل به لنفسه"، ‏وواجهه الحزب بالصمت المطلق، فيما ردت مصادر رئاسة مجلس النواب على ‏تصريح باسيل بالقول: "من كان الكلام لا يكفيه لعلّ الصمت يشفيه".‏

وكان موقف "حركة أمل" التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر ‏وضوحاً، إذ قال مكتبها السياسي بعد اجتماعه الأسبوعي أمس (الاثنين)، إنه "أعلن ‏غير مرة تمسكه بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وطالب بتطبيقهما دون استنسابية ‏ولا انتقائية، ويعيد ويكرر أن الحلّ هو بالالتزام بهما والابتعاد عن الأنانيات ‏والمصالح الشخصية باتجاه مصلحة الوطن ومستقبله وأمنه واستقراره". وأكد أن ‏‏"المدخل الأساسي هو الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وفق مندرجات وعناوين ‏مبادرة الرئيس نبيه بري للبدء بتلمس الحلول لإنهاء الواقع المأزوم بعيداً عن ‏المهاترات، لأن المواطن اللبناني ينوء تحت أعباء الأوضاع الاقتصادية ‏والاجتماعية والصحية المتردية إلى درجة الانهيار".‏

وشددت "أمل" على "ضرورة أن يقوم وزراء حكومة تصريف الأعمال بمهامهم ‏دون تردد بما يؤمن رعاية المواطنين في هذه الأزمة العميقة التي تمس حياتهم ‏ومستقبلهم، كما القيام بالإجراءات اللازمة لضرب عمليات الاحتكار المنظم من قبل ‏الشركات التي تستنزف قدرات المواطن على تأمين مستلزماته".‏

هذه الدعوة، التقت مع دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس ‏الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال، إلى "اتخاذ قرار سريع وفوري ‏بتوفير الموازنات اللازمة للاستمرار بالدعم، طبعاً من خارج الاحتياطي الإلزامي ‏وبعد ترشيده وحصره فقط بالعائلات المحتاجة، وإما برفع الدعم لكي يعرف ‏اللبنانيون ماذا عليهم أن يفعلوا". وقال جعجع: "إنها لمأساة يتسبب بها رئيس ‏الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال بتركهما الناس معلقين بين السماء ‏والأرض، لا يعرفون ماذا يحدث أو ماذا سيكون غدهم".‏

هذه الدعوات، تعني تفعيل حكومة "تصريف الأعمال" التي يرأسها الرئيس حسان ‏دياب وترفضها. وقالت رئاسة مجلس الوزراء في بيان أمس، إن "السعي، الظاهر ‏والباطن، لمقولات (تعويم) و(تفعيل) الحكومة المستقيلة، لا يستند إلى أي معطى ‏دستوري، وبالتالي فهو محاولة للقفز فوق وقائع دستورية تتمثل باستقالة الحكومة ‏وبحصول استشارات نيابية ملزمة أنتجت رئيساً مكلفاً"، لافتة إلى "أن الدستور ‏واضح في المساواة صراحة، بين صلاحيات الحكومة قبل نيلها الثقة، والحكومة بعد ‏استقالتها أو اعتبارها مستقيلة. فما يحق للحكومة أن تقوم به، بعد تشكيلها وقبل نيلها ‏الثقة، هو تحديداً ما يحق للحكومة المستقيلة القيام به".‏

واعتبرت رئاسة مجلس الوزراء أن "أي تفسير لهذا النص مخالف لما هو متعارف ‏عليه ومعمول به منذ وضع الدستور، وهو ما أكده مجلس النواب سابقاً"، مشيرة إلى ‏أن "تشكل الدعوات لـ(تعويم) و(تفعيل) الحكومة المستقيلة، اعترافاً بالفشل، ‏ومحاولة للالتفاف على الهدف الأساسي المتمثل بتشكيل حكومة جديدة، ما يعني ‏التسليم بالفراغ الذي لا يجب الاستسلام له مطلقاً".‏

وقالت إن "الأولوية تبقى دائماً وأبداً، لتشكيل حكومة جديدة تنهي الانقسام السياسي ‏الذي يدفع البلد نحو الاصطدام المدمر على كل المستويات"، معتبرة أن "تشكيل ‏الحكومة هو مسؤولية وطنية، ويكتسب في ظل الظروف الراهنة صفة المهمة ‏المقدسة التي يفترض أن يتجند لها جميع المعنيين".‏




الشرق الأوسط