استفاق كعادته في وقت مبكر ليقوم بجولته المعتادة في المدينة على دراجته الكهربائية، كصياد في بحر صيدا يخرج بـ"فلوكته " ليلقي بـ"شباك" عدسته في بحر أحداث وواقع الحياة اليومية وما اكثرها هذه الأيام .. ويعود بـ" غلته" أخباراً وصوراً .
خرج الى " مربط " دراجته عند مدخل منزله ، فلم يجدها ... فأدرك أنها سرقت ...!
هذا ما حصل مع الزميل محمد الزعتري ( السبت ) ، فتحول من خارج " كادر" الحدث كناقل له ، الى داخله ، خبراً وصورة ! .
لعل حادث سرقة دراجة كهربائية شكلاً بحد ذاته ليس بجديد في زمن يسجل يومياً تزايد عمليات السرقة التي تطال سيارات ودراجات وغيرها .. كما ابتكار السارقين اساليب جديدة ..
لكن السرقة هذه المرة استهدفت صحافياً قريباً جداً من الناس وواحداً من الأشخاص الأكثر احتكاكا بأحوال الفقراء منهم ، ناقلاً صوتهم ووجعهم .. رغم وجعه الذي يكتمه بعزة نفس ولا يعرفه من البشر الا قلة ..
لطالما كان الزميل محمد الزعتري يستخدم الدراجة الكهربائية - وقبلها النارية - في تنقلاته وعمله، تجنباً لازدحامات السير ومؤخراً تخفيفاً من مصروف استهلاك سيارة - وهي حال كثير من المواطنين هذه الأيام - وسعياً وراء لقمة العيش الكريم من خلال ملاحقة خبر هنا والتقاط صورة هناك.. موزعاً بروحه المرحة دائماً البهجة والابتسامة على كل من يلتقيه .. مبادراً دائماً لمد يد المساعدة لمن يحتاجها، ومعبرا حقيقة عن شخصية ابن البلد الأصيل المستعد لبذل ما يستطيع في اعانة الآخرين .. وبمعرفتي به اجزم بأنه لو ان سارق الدراجة طلبها منه لسد دين او عوز لم يتأخر في تقديمها له !.
سيفتقد الزميل الزعتري دراجته .. لكن ذلك لن ينال من عشقه للتجوال في شوارع صيدا ونجمتها ولو سيرا على الأقدام ، ولا من القاء شباك عدسته صيداً لحدث او لقطة مميزة .. بالإرادة نفسها التي يواجه بها مصاعب الحياة .. ولا أحد يستطيع أن يسرقها منه !.
رأفت نعيم