لم ينقض نهار صيدا الطويل مع الأزمات الحياتية والاحتجاجات الشعبية عليها دون تسجيل اشكالات رافقت بعضها كان ابرزها بعيد السادسة والنصف تدافع بين الجيش اللبناني ومحتجين في ساحة الشهداء اوقع جريحين منهم .
وكانت ساحة تقاطع ايليا شهدت ابتداء من الخامسة تجمعات لعدد من المواطنين الذي اوقفوا سياراتهم وسط الطريق وترجلوا منها تعبيرا عن سخطهم وغضبهم على نفاد المحروقات ولا سيما البنزين وتلبية لدعوات وجهت عبر وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيها " بنزين ما في !!.. يا بنتزل ! يا بتنذل ! طفي سيارتك بالشارع وبين ما بتكون " ..
وانضم اليهم تباعاً مواطنون يشاركونهم الغضب هذه المرة على انقطاع التيار الكهربائي وتقنين كهرباء المولدات الخاصة بسبب نفاد المازوت ، وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد الأساسية وفقدان الدواء . وذلك وسط انتشار كثيف للجيش و القوى الأمنية .
ومن بين المواطنين المتجمعين في المكان سيدة كانت برفقة طفلها الذي يعاني داء الصرع اصطحبتهم وهو على كرسيه المتحرك . وقالت " نزلنا نشارك في هذا التجمع هنا رفضاً للواقع الذي نعيش ، ابني مصاب بداء الصرع ويحتاج لدواء بشكل دائم لا نجده في الصيدليات . وكذلك الاحتياجات الأخرى ومنها الحفاضات التي اذا وجدت فبأسعار مضاعفة عن سعرها الأساسي !.
وكانت المفارقة اثناء التجمع في ايليا ، مرور موكب دراجات هوائية يقودها بعض الفتية الذين كانوا يقومون بنزهة على دراجاتهم فأغراهم مشهد الساحة الخالية من السيارات العابرة ، حيث قاموا بجولة في المكان متضامنين مع المواطنين المحتجين الذين مازحهم بعضهم بالقول " يبدو انه لم يعد امامنا سوى الدراجات الهوائية بديلاً !" .
وتزامناً سجلت تجمعات في احياء وشوارع رئيسية أخرى في وسط ومحيط المدينة تخللها قطع طرقات استمرت حتى ساعات المساء ولا تزال تتنقل بين حي وآخر !
رأفت نعيم