أخبار لبنان

إعتذار ... أو لا إعتذار

تم النشر في 4 تموز 2021 | 00:00


إعتذار أو لا إعتذار.

بهذه السذاجة المفرطة، يحاول العهد الإيحاء بأن سعد الحريري هو سبب استمرار الأزمة.

كأنه لو اعتذر، فسوف تتدفق الحلول السحرية لأكبر وأعنف مآسي لبنان.

وكأنه لو لم يعتذر، يكون قد منع ظهور الأعاجيب والمعجزات العونية.

لكن الحريري لن يجنح للتهور، الذي يعتمده العهد كاستراتيجية للتمديد لنفسه أو التوريث لصهره.

لو انحاز الحريري لمصلحته ومصلحة تياره، لما تردد في الإعتذار وترك الكارثة تكمل على ما تبقى من لبنان.

وهو إن فعل، فلن يعني اعتذاره إنتصاراً لعون، لكنه يعني بالتأكيد هزيمة للإنقاذ.

الإعتذار يؤدي حتماً إلى "فراغ التكليف" حيث لن تجد الاستشارات النيابية الملزمة سنيّاً يجرؤ على حمل ما تجرأ الحريري على حمله.

وبذلك يضاف فراغ التكليف إلى فراغ حكومة بادت ... وفراغات مؤسساتية ومالية وأمنية وإجتماعية، منها ما هو ساد، ومنها ما هو في طريقه إلى أن يسود.

أما إذا لم يعتذر، فثمة أمل.

أمل في أن يستيقظ الضمير النائم، لعله تستيقظ معه المشاعر الإنسانية الملطخة بطوابير الذل الجماعي.

أمل ينبعث بضغوط دولية وبتعليمات إيرانية تعافي جبران باسيل من جلطاته الحريرية.

نفهم من ذلك أن الإعتذار يستعجل الهلاك، وأن عدمه يساهم بالإنهاك.

وما بين الهلاك والإنهاك، يكون الأمل أهون الشرين... فماذا سيختار الرئيس المكلف، وهشام الدين أسوأ من أخيه؟

لا شك في أن الرهان على الضغط الدولي، مشكوك في انتصاره على العماد عون، الذي يسعى حثيثاً إلى التمديد أو التوريث.

وإذا افترضنا أن إيران انقلبت على أدواتها، وقلبت الطاولة على جبران باسيل، فهل بمقدورها أن تخرجه من أوهام الانتقال من الرئيس بالوكالة إلى الرئيس بالأصالة.

إنه جبران باسيل.

إنه النموذج الأمثل للمثل الشائع "فالج لا تعالج".

وهو الممثل، الذي يبرع في تمثيل الأدوار العدائية والتحالفية في آن.

لا يحفظ وعداً ولا يصون عهداً.

مع مثله يعقد عليه الأمل ... أم يفقد منه الأمل؟

رجل يدّعي أنه الأكثر شعبية وعبقرية ... هل يمكن أن يكون بيده الحل؟

لقد أتعب اللبنانيين حتى الاستسلام لليأس ... لكنهم لن يستسلموا لغروره ومغامراته ... وهو لن يستسلم لاستغاثاتهم.

بمواصفاته الغرائبية هذه لن يعتذر من اللبنانيين إذا اعتذر الحريري ... ولن يعتذر من لبنان بإضاعة الفرصة، التي كان يمكن أن تنقذ وطناً ينهار.

وليد الحسيني