عرب وعالم

خطر متزايد.. المتحوّر دلتا يخيم بـ"الحالة الحمراء" على إيران

تم النشر في 10 تموز 2021 | 00:00

إلى جانب أزمات انقطاع الكهرباء وعدم قدرة المؤسسات الحكومية على دفع ‏الرواتب الشهرية للموظفين والإضرابات العامة في العديد من القطاعات، فإن إيران ‏تسير نحو موجة جديدة من وباء كورونا، وتحديدا من سلالة دلتا المتحولة سريعة ‏العدوى.‏

وكانت وزارة الصحة الإيرانية قد أعلنت، الخميس، أنها سجلت 23 ألف حالة ‏جديدة في مختلف مناطق البلاد، بالذات في العاصمة طهران، وهو وضع شديد ‏الخطورة حسب جميع المقاييس الإحصائية العالمية راهنا.‏

وحسب وكالة تنسيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، فإن 27 مدينة إيرانية أضيفت ‏لقائمة "الحالة الحمراء" شديدة الخطورة في البلاد، مما يعني أن مختلف مناطق ‏البلاد، بالذات الأكثر كثافة شمال وشمال غرب والجنوب الشرقي من إيران، ‏صارت ضمن هذه الحالة.‏

وفي مناطق طهران وفارس وخرسان ومازندران وأصفهان، وصل التفشي إلى ‏أعلى مستوياته.‏

هذه المناطق والمدن شديدة الخطورة، تضاف إلى قرابة 400 مدينة ومنطقة إيرانية ‏أخرى، تتراوح فيها أحوال التفشي بين الحالة "البرتقالية والصفراء"، وتفصلها عن ‏المراحل الحمراء نسب قليلة من أعداد المصابين.‏

مستويات التفشي دفعت العدد الأكبر من تجار ومُشغلي "سوق طهران ‏الكبير/البازار" إلى إغلاق محالهم وأشغالهم العامة، فيما تنتظر المؤسسات التجارية ‏التي تحوي أعدادا أكثر من 100 عامل، قرارا من السلطات الحكومية لإعلان ‏الإغلاق.‏

هذه الإغلاقات ترافقت مع قرارات مشابهة في مناطق بلوشستان وسيستان وبندر ‏عباس وزهدان. وقد وصفت بعض المواقع الإعلامية المحلية، الأخيرة، بأنها ‏تحولت إلى "مدينة أشباح".‏

لم تفعل السلطات الحكومية في تلك المناطق شيئا، خلا إعلان حالة الطوارئ، ‏تحسبا لأي تحركات شعبية ناقمة على الأوضاع العامة.‏

فالطبقات الاجتماعية في تلك المناطق عبرت عن نفورها من عدم سعي السلطات ‏الحكومية لتقديم أية حوافز للأشخاص الأكثر فقرا وتضررا من تفشي الوباء وإغلاق ‏الأسواق العامة.‏

وكانت السلطات الإيرانية، عن طريق الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، قد ‏اعترفت بصعوبة الأوضاع التي تواجه البلاد في ظل هذه الموجة الوبائية، إذ قال ‏في تصريحات تلفزيونية: "أخشى أن نكون على مسار الموجة الخامسة في كامل ‏البلاد".‏

إلا أنه لم يقدم أية رؤية بشأن خطط حكومته أو التوجه العام في البلاد لمواجهة ‏الموجة الجديدة، عدا مطالبته بمزيد من الحذر، قائلا: "يجب أن نكون أكثر حذرا ‏في المحافظات الجنوبية، لأن متحور دلتا انتشر".‏

وحسب الإحصاءات العالمية، فإن إيران كانت واحدة من أكثر دول العالم من حيث ‏نسبة حالات الوفاة لمجموع السكان، طوال 20 شهرا من تفشي وباء كورونا.‏

وبلغت أعداد الوفيات أكثر من 325 ألف حالة، من أصل قرابة 30 مليون إصابة ‏في مختلف مناطق البلاد، وهؤلاء يشكلون أكثر من 0.5 بالمائة من سكان البلاد.‏

الباحث الإيراني المختص بالشؤون الداخلية، رضا حق غلامي، شرح في حديث ‏مع موقع "سكاي نيوز عربية"، دلالات وتأثيرات هذا الوضع في إيران.‏

وقال: "في المحصلة، هذه دلالة على أن النظام الداخلي الذي يدير أمور البلاد يمثل ‏جهازا فاشلا، لا يستطيع أن يتبنى أية رؤية لفهم مشاكل إيران وإيجاد حلول ‏موضوعية لها".‏

وتابع: "أولا النظام الإيراني غير معني بذلك، لعدم منحه الاعتبار لمواطنيه ‏وأوجاعهم، فهو لا يشعر بأي ضغط من السكان، ويعتقد بأن أي ضغط أو محاولة ‏تحرك يمكن سحقها بالقوة".‏

أضاف: "كذلك لأن العقل السياسي للنظام مشغول بالعديد من الملفات الخارجية، في ‏دول ومناطق إقليمية، ويرسل سفنا حربية إلى المحيطات العالمية، ويصر على ‏صرف مليارات الدولارات على مشاريع تطوير الأسلحة النووية، وليس من مقارنة ‏بين هذه الملفات وبين المسائل الداخلية الملحة في البلاد".‏

وعادة ما تدفع السلطات الإيرانية باللائمة على العقوبات الأميركية والدولية ‏المفروضة عليها، والتي تمنعها، حسب السلطات، من الحصول على الأدوية والمواد ‏الطبية وتحصين البنية التحتية للقطاع الصحي في البلاد.‏

تدحض المعطيات الرقمية ادعاءات السلطات الإيرانية في ذلك الاتجاه، إذ تحتل ‏الجودة الصحية في إيران المرتبة 54 على مستوى العالم، حسب معطيات منظمة ‏الصحة العالمية.‏

وبالرغم من كون إيران دولة نفطية منذ ثلاثة أرباع قرن، فإن قطاعها الصحي هو ‏الأسواء بالنسبة للبلدان ذات المداخيل المشابهة، إذ ليس في عموم إيران إلا 150 ‏ألف سرير في المستشفيات العامة، وثمة ما يقارب 1.1 طبيب لكل ألف من ‏السكان، ومتوسط العمر المتوقع للمواطن الإيراني هو 76 سنة فقط.‏




سكاي نيوز عربية