أخبار لبنان

بخاري : نتقاسم مسؤولية مشتركة في مواجهة جريمة دولية عابرة للحدود

تم النشر في 12 تموز 2021 | 00:00

اشار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، الى "اننا نتقاسم مسؤولية مشتركة في مواجهة جريمة دولية عابرة للحدود، وهي منظمة ومخالفة لكل قواعد القانون الدولي، لذلك نأمل في هذا الطرح الجاد الذي طرحه جعجع لمناقشة تداعيات القرار المتعلق بتصدير المنتجات الزراعية إلى السعودية، أن نبحث بشكل جاد بإيجاد الحلول".

ولفت إلى "أننا أمام ثلاثة محاور أساسية، تتمثل بتوفر الإجراءات الأمنية المناسبة، والإرادة السياسية الجادة لإيجاد الحل، والقضاء النزيه الذي يقوم على استكمال الاجراءات الأمنية".

واعتبر أن "هذا اللقاء الجامع والمهم في مضمونه، يهدف الى مناقشة ما تحقق من إجراءات عملية في ما يتعلق بمنع تهريب المخدرات الى السعودية وضبط الجريمة المنظمة، وكذلك التداول باقتراحات عملية وصولا الى وضع ورقة مشتركة في هذا الإطار".

وأوضح أن "اجتماع اليوم يندرج في إطار المراجعة التي تقوم بها السفارة لما قام به لبنان من إجراءات لمنع التهريب بعد ثلاثة أشهر على صدور قرار الحظر وما هو مطلوب في هذا الصدد"، مشيرا الى أن "الحل في ما خص العودة عن الحظر موجود في نص القرار الذي ربط العودة عن إجراءات الحظر بقيام الجهات اللبنانية المختصة بإجراءات موثوقة لمنع تهريب المخدرات".

وشدد على أنه "ليس لدينا ترف الوقت، يجب أن نتقدم، والمطلوب الخروج من الاجتماع بورقة عمل مشتركة".

من جهته، قال جعجع في كلمته: "نلتقي اليوم على الخير، على التوحّد من أجل الخير، وعلى التطلّع إلى كلّ فرصة تعيد إلى لبنان والمملكة العربية السعودية وإلى هذه المنطقة الآمال العريضة بغد أفضل، وترسّخ خيار السلام وتعيد العلاقات بين بلداننا إلى سابق ازدهارها ومتانتها ومنعتها ومناعتها. نلتقي اليوم، ولبنان في حالة يعجز البيان أو يكاد عن توصيفها، حالة غير مسبوقة من المعاناة التي تشدّ الخناق على اللّبنانيين بسبب رهانات من البعض فيها الكثير من الافتعال لخدمة أهداف لا تمتّ إلى خير لبنان وأبنائه بصلة، وتسيء أيّما إساءة إلى صورته وعلاقاته مع أشقائه وأصدقائه وفي مقدّمهم المملكة العربية السعودية".

وتابع: "نلتقي اليوم وسط جوّ قاتم، بعدما دأب البعض على مدى الأعوام المنصرمة على محاولة جرّ لبنان إلى خارج فلكه العربيّ ومحيطه الطبيعي. نلتقي اليوم بعدما بذل البعض وما زال يبذل جهودا حثيثة ومنهجية في سبيل استدراج غضب المملكة قيادة وشعبا على لبنان واللبنانيين، لكنني على يقين بأنّ القيادة السعودية والشعب السعوديّ الشقيق لم تعد تخفى عليهم تلك المحاولات والمخططات بخلفياتها وأبعادها".

ولفت إلى أن "المملكة عادت خطوة الى الوراء وأخذت مسافة ملحوظة، ولكن ليس لإدارة الظّهر إلى اللبنانيين كما يعتقد البعض، وهي خير من يعرف الوقائع والحقائق، بل كي تفعّل الزّخم وتوسّع الرؤية وتستعدّ لمؤازرة لبنان مجددا، كما درجت على ذلك مرارا، آخذة في الاعتبار التطورات المتسارعة وأسبابها الموضوعيّة".

وأوضح أنه "لا يخفى على القيادة السعودية أنّ لبنان ابتلي في السنوات الخمس عشرة الأخيرة بمجموعات من داخله تعمل وفق حسابات تناقض كليّاً مصلحة لبنان ولا تقيم وزنا للمصلحة الوطنيّة وما تعنيه من حسن علاقات واحترام متبادل. ولا يخفى على المملكة أنّ البعض في لبنان ذهب بعيدا وبعيدا جدا في خدمة مصالح الآخرين وتغليبها على مصلحة لبنان والشعب اللبنانيّ بمبرّرات واهية وخادعة.ىولا يخفى على المملكة هذا التحالف الشيطانيّ بين الفاسدين واللاعبين بمصير لبنان وأهله، ما أدّى بل أودى بنا إلى جهنّم التي أمسينا فيها. لكنّنا في المقابل، نحن وشرائح كبيرة من الشعب اللبنانيّ، غير راضين إطلاقا عن هذا الواقع الأليم، ومصمّمون اكثر من ايّ وقت مضى على النّضال حتّى الخروج من هذا النّفق المظلم".

وشدد على أننا "نتمسّك حتى الموت باستقلالنا، ولن نرضى بأيّ احتلال او وصاية او تبعيّة، معلنة كانت ام مضمرة. نتمسّك بسيادة الدولة اللبنانية كاملة على اراضيها، ولن نرضى شريكا لها في القرار الاستراتيجي، ولن نرضى باستمرار مصادرة قرار الدولة العسكريّ والأمنيّ من قبل اي كان. نتمسّك أكثر من ايّ وقت آخر بمصالحنا الوطنيّة وبحسن العلاقات والاحترام المتبادل الذي كان قائما عبر التاريخ بين لبنان واشقّائه العرب، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية. نتمسّك بحقّ الشعب اللبنانيّ بإعادة انتخاب ممثّليه في أقرب وقت ممكن، بعد أن خذلته الأكثريّة النيابيّة الحالية، بغية الوصول الى حكومة سياديّة وإدارة نظيفة، مستقيمة، قادرة، كفوءة، تخلّص اللبنانيين من الفساد الضارب في أعماق الدولة الحالية، وتعكف على القيام بالإصلاحات المطلوبة ليعود لبنان من جديد على طريق النموّ الاقتصاديّ والتوازن الماليّ والسلامة المجتمعيّة والتطلّع بأمل كبير نحو مستقبل زاهر".

وأشار جعجع إلى أنه "لم تحصل يوما أيّ أزمة أو مشكلة أو خلاف أو إشكال فعليّ بين لبنان والمملكة، وكما قال غبطة ابينا البطريرك الراعي منذ بضعة ايّام " لم تعتد السعوديّة على سيادة لبنان ولم تنتهك استقلاله. لم تستبح حدوده ولم تورّطه في حروب. لم تعطّل ديمقراطيّته ولم تتجاهل دولته. كانت السعوديّة تؤيّد لبنان في المحافل العربيّة والدوليّة، تقدّم له المساعدات الماليّة، وتستثمر في مشاريع نهضته الاقتصاديّة والعمرانيّة. كانت ترعى المصالحات والحلول، وكانت تستقبل اللبنانيّين، وتوفّر لهم الإقامة وفرص العمل. مع السعوديّة بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء، واحترام خصوصيّات كلّ دولة وشعب وجماعة، والتزام مفهوم السيادة والاستقلال". وإذا علا في الوقت الراهن صوت الفاجر على صوت المحبّ والصادق، وبدا منطق الباطل متقدّما على كلمة الحقّ، فهذه المعادلة لا تمثّل أبدا حقيقة لبنان".

وأكّد أن "لبنان الحقيقيّ هو لبنان السيّد الحرّ المستقل، لبنان المتنوّع، لبنان المنفتح، لبنان النظيف من الفساد والمفسدين، لبنان الذي لن يسمح لنوايا السّوء والشّرّ والتّفرقة أن تنجح في فصله عن محيطه العربيّ، وفي محو تاريخ مجيد من الأخوّة الصادقة والنّبيلة، والتعاون الوثيق والعميق. إنّ لبنان الذي نريد ونحبّ ونصرّ عليه، هو لبنان الذي يتعاون مع أشقّائه العرب وينسّق سياساته معهم في سبيل المصلحة اللبنانية والمصلحة العربيّة العليا في آن واحد".

وأعلن أننا "لواثقون أنّ القيادة في المملكة العربية السعودية لن تألو جهداً لتساعد لبنان واللبنانيين، على الرّغم ممّا تعرّضت له في لبنان من تعدّيات مستهجنة ومن تطاول واتهامات مغرضة ومحاولات لأذيّتها من قبل مجموعات لبنانيّة ضالّة. وإنّنا إذ نراهن على تغلّب روح الأخوّة عبر وقوف المملكة إلى جانب لبنان والشعب اللبنانيّ، نؤكّد على تمسّكنا بأطيب العلاقات مع المملكة العربيّة السعودية قيادة وشعب".

وختم: "إننا لواثقون أنّ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لن يألوا جهداً ليساعدا لبنان واللبنانيين، على الرّغم ممّا تعرّضت له المملكة في لبنان من تعدّيات مستهجنة ومن تطاول واتهامات مغرضة ومحاولات لأذيّتها من قبل مجموعات لبنانيّة ضالّة. وإنّنا إذ نراهن على تغلّب روح الأخوّة عبر وقوف المملكة إلى جانب لبنان والشعب اللبنانيّ، نؤكّد على تمسّكنا بأطيب العلاقات مع المملكة العربيّة السعودية قيادةً وشعباً. والسّلام".